يعتقد الكثيرون أن الكورتيزون (بالإنجليزية: Cortisone) دواء خطير وله آثار جانبية ومضاعفات خطيرة، وأنه يشكل خطراً كبيراً على صحة الإنسان، ولكن هذه الاعتقادات خاطئة، لأن الكورتيزون دواء مثل غيره من الأدوية لها من الفوائد كما لها من الآثار الجانبية والمضاعفاتعند استعماله لفترات طويلة.

إن الكورتيزول (بالإنجليزية: Cortisol) هرمون طبيعي يفرز في الجسم من الغدة فوق الكلوية أو التي تعرف بالغدة الكظرية (بالإنجليزية: Adrenal Gland)، ويتم إفراز هرمون الكورتيزول بشكل أساسي عند التوتر؛ لذلك يسميه البعض بهرمون التوتر. يتم التحكم بإفراز هرمون الكورتيزول عن طريق الغدة النخامية، وغدة ما تحت المهاد، والغدة الكظرية.

إن زيادة أو نقص إفراز هرمون الكورتيزول في الجسم قد يؤدي إلى أمراض عديدة قد تكون خطيرة، وبعضها قد يؤدي إلى الوفاة. يتم معالجة نقص هرمون الكورتيزول في الجسم من خلال وصف دواء الكورتيزون للمريض الذي يشابه عمل هرمون الكورتيزول الطبيعي.

ما هي فوائد واستخدامات الكورتيزون؟

تم تطوير الكورتيزون الصناعي لتأثيراته المضادة للالتهابات، والمثبطة للمناعة، ولقدرة الكورتيزون على منع تكاثر الخلايا، ويستخدم الكورتيزون للتخفيف من التورم والحكة والاحمرار والحساسية.

يمكن أن يكون الكورتيزون دواء منقذ للحياة وله فوائد عديدة، ويستخدم الكورتيزون لعلاج العديد من المشاكل الصحية، منها:

الكورتيزون لعلاج داء أديسون

يعد داء أديسون (بالإنجليزية: Addison Disease) عبارة عن مرض ينتج عن عدم تصنيع هرمون الكورتيزول بشكل كافي في الجسم، ويستخدم الكورتيزون في هذه الحالة كعلاج تعويضي لنقص هرمون الكورتيزول في الجسم.

الكورتيزون لعلاج الخانوق

يعد الخانوق (بالإنجليزية: Croup) عبارة عن  مرض يصيب الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 6 شهور و6 سنوات، بحيث يصيب الأطفال انسداد في المجرى التنفسي العلوي. عادة ما يكون العلاج للخانوق داعم ومعالج للأعراض فقط، مثل استخدام الترطيب للرئتين (بالإنجليزية: Humidification)، والأكسجين، واستخدام الأدرينالين (بالإنجليزية: Adrenaline)، والكورتيزون.

يستخدم الكورتيزون في علاج الخانوق بسبب تأثيراته المضادة للالتهاب. ويبدأ التحسن في الأعراض بعد 12 ساعة من الجرعة الأولى من الكورتيزون، وعدم الحاجة إلى التنفس الاصطناعي والتنبيب الرغامي (بالإنجليزية: Endotracheal Intubation).  من أنواع الكورتيزون التي يتم استخدامها في علاج الخانوق، دواء البيوديسونايد (بالإنجليزية: Budesonide) على شكل تبخيرة، أو دواء الديكساميثازون (بالإنجليزية: Dexamethasone) على شكل حقن في العضل.

الكورتيزون لعلاج التهاب السحايا

يعد التهاب السحايا البكتيري (بالإنجليزية: Bacterial Meningitis) حالة قد تؤدي إلى الوفاة، كما أنها قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة ودائمة في الأعصاب، مثل التشنجات (بالإنجليزية: Seizure)، الشلل، وفقدان السمع الحسي العصبي (بالإنجليزية: Sensorineural Hearing Loss). إن استخدام الكورتيزون في حالة التهاب السحايا مع المضادات الحيوية يحد من مضاعفاته مثل فقدان السمع الحسي العصبي.

الكورتيزون لعلاج التهاب الرئة

أن استخدام دواء الكورتيزون مع المضادات الحيوية في علاج الالتهاب الرئوي (بالإنجليزية: Pneumonia) يساعد في التقليل من تدهور حالة الرئة، ويقلل من الحاجة لجهاز التنفس الاصطناعي، كما أنها تحسن من أعراض الالتهاب الرئوي، مثل ارتفاع درجة الحرارة.

الكورتيزون لعلاج التهاب الكبد الكحولي

التهاب الكبد الكحولي (بالإنجليزية: Alcoholic Hepatitis) هي حالة مؤدية للوفاة غالباً، حيث أن استخدام الكورتيزون يقلل من احتمالية الوفاة نتيجة الإصابة بالتهاب الكبد الكحولي ويعالجها. 

الكورتزون في علاج الأمراض الأخرى:

  • زراعة الأعضاء (بالإنجليزية: Organ Transplantation)، حيث أن من خصائص الكورتيزون أنه مثبط للمناعة ويقلل من احتمالية رفض العضو المزروع
  • مسكن للألم، حيث أن الكورتيزون يستخدم مع المسكنات الأخرى لمرضى السرطان والمرضى الذين يعانون من آلام الأعصاب (بالإنجليزية: Neuropathic Pain). كما أن استخدام الكورتيزون لمرضى السرطان يحسن من الشهية ويقلل من استهلاك أنواع أخرى من المسكنات. 
  • داء المرتفعات الحاد (بالإنجليزية: Acute Mountain Sickness).
  • الغثيان والقيء، حيث يعتبر دواء الديكساميثازون (بالإنجليزية: Dexamethasone) مضاداً للقيء والغثيان. [4]
  • مرض الانسداد الرئوي المزمن (بالإنجليزية: Chronic Obstructive Pulmonary Disease)، ومرض الربو (بالإنجليزية: Asthma).
  • التهاب المفاصل والروماتيزم، والتي غالباً ما يتم علاجها بالكورتيزون على شكل إبر في المفصل.
  • الالتهابات الجلدية مثل الأكزيما، والتهاب الجلد والعضل( بالإنجليزية: Dermatomyositis).
  • كثرة الشعر (بالإنجليزية: Hirsutism).
  • حمى القش والتهاب الأنف التحسسي (بالإنجليزية: Hay Fever).
  • العديد من أمراض المناعة الذاتية، مثل التصلب اللويحي (بالإنجليزية: Multiple sclerosis)، والذئبة (بالإنجليزية: Lupus).
  • وغيرها العديد من الحالات التي يستخدم الكورتيزون لعلاجها.

الآثار الجانبية والمضاعفات المصاحبة لتناول الكورتيزون

يعتمد حدوث الأعراض الجانبية والمضاعفات المصاحبة للكورتيزون على:

  • نوع وجرعة الكورتيزون الذي يتم استخدامه؛ فعند استخدام الكورتيزون عن طريق الاستنشاق أو عن طريق الحقن في العضل أو المفصل، تكون الآثار الجانبية أقل وتقتصر على مكان واحد في الجسم مقارنة بتناول الكورتيزون فموياً.
  • مدة العلاج بالكورتيزون؛ عند استخدام الكورتيزون لفترات طويلة، تكون الآثار الجانبية والمضاعفات أكثر.

من الآثار الجانبية المصاحبة لاستخدام دواء الكورتيزون:

  • فطريات الفم (بالإنجليزية: Oral Thrush)، وذلك عند استخدام بخاخات الكورتيزون الاستنشاقية لعلاج مرض الربو ومرض الانسداد الرئوي المزمن. 
  • آلام وانتفاخات في المفاصل والعضلات، وذلك عند حقن الكورتيزون في المفاصل أو العضلات، ولكن تختفي هذه الأعراض خلال بضعة أيام. 
  • زيادة في الشهية، والذي ينتج عنه زيادة في الوزن، وتبدأ الزيادة في الوزن عادة خلال شهرين من تناول دواء الكورتيزون، ولكن غالباً ما يتم خسارة الوزن الزائد خلال 6 شهور من إيقاف دواء الكورتيزون.
  • احتباس السوائل في الجسم.
  • تغيرات في المزاج، مثل التوتر والاكتئاب، وتظهر مع الجرعات المرتفعة.
  • الأرق (بالإنجليزية: Insomnia)، إذا تم تناول دواء الكورتيزون مساءً.
  • الصداع.

من الآثار الجانبية لحقن الكورتيزون الوريدية:اضطرابات في المعدة، وتسارع نبضات القلب (بالإنجليزية: Tachycardia)، والغثيان، والشعور بطعم معدني في الفم.

مضاعفات استخدام الكورتيزون لفترة طويلة

عند تناول الكورتيزون لفترات طويلة، تبدأ بعض المضاعفات بالظهور، وتعتبر مدة 3 شهور فأكثر من تناول الكورتيزون عامل من عوامل الخطر للإصابة بمضاعفات الكورتيزون.

من المضاعفات المصاحبة لتناول الكورتيزون ما يلي:

  • الإصابة بهشاشة العظام (بالإنجليزية: Osteoporosis)، وحدوث كسور في العظام، وتبدأ خلال 6-12 شهور من بداية العلاج بالكورتيزون.
  • الإصابة، أو تفاقم ارتفاع ضغط الدم، وذلك نتيجة احتباس السوائل في الجسم.
  • ارتفاع مستوى السكر في الدم، والإصابة بمرض السكري. إن ارتفاع مستوى السكر في الدم يبدأ بعد تناول الجرعة الأولى من الكورتيزون بساعات قليلة، ويعتمد ارتفاع نسبة السكر في الدم على الجرعة التي يتم تناولها.
  • الإصابة بتصلب الشرايين (بالإنجليزية: Atherosclerosis)، وعادةً تظهر الأعراض عند تناول الكورتيزون لمدة عام فأكثر وعلى جرعات مرتفعة جداً.
  • زيادة احتمالية الإصابة بالعدوى والالتهابات، وذلك لأن الكورتيزون يقوم بتثبيط مناعة الجسم. الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالعدوى أثناء العلاج بالكورتيزون هم كبار السن، والمرضى المصابين بمرض السكري، وأمراض الرئة.
  • إعتام عدسة العين (بالإنجليزية: Cataract) والإصابة بارتفاع ضغط العين (بالإنجليزية: Glaucoma)، وتعتمد الإصابة على الجرعة التي يتم تناولها من الكورتيزون. تبدأ الأعراض بالظهور عادةً عند تناول دواء البريدنيزولون (بالإنجليزية: Prednisolone) بجرعة 10 ملغم في اليوم وما يعادلها من أنواع الكورتيزون الأخرى ولمدة عام فأكثر من بدء تناول الدواء.
  • ترقق الجلد، وظهور الكدمات، وعادةً ما تختفي الكدمات عند إيقاف الدواء.
  • الإصابة بضعف العضلات واعتلالها (بالإنجليزية: Myopathy)، وتعتمد سرعة الإصابة بضعف العضلات واعتلالها بالجرعة التي يتم تناولها من الكورتيزون، فكلما زادت الجرعة، زادت سرعة الإصابة بضعف العضلات.
  • ظهور الأعراض الشكلية لمتلازمة كوشينج (بالإنجليزية: Cushing Syndrome)، مثل انتفاخ الوجه ويسمى بوجه القمر (بالإنجليزية: Moon Face)، زيادة شعر الوجه والجسم، تحدب الظهر وتسمى (بالإنجليزية Buffalo Hump).
  • عدم انتظام الدورة الشهرية.
  • يسبب اضطرابات في المعدة، مثل الإصابة بنزيف في المعدة. إن خطر الإصابة باضطرابات المعدة منخفض جداً في حال عدم تواجد عامل آخر يؤدي لحدوثها، ويرتفع خطر الإصابة باضطرابات المعدة عند تناول دواء الكورتيزون مع المسكنات مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، مثل دواء الايبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen).
  • تأخر النمو عند الأطفال.

يجب تنبيه المريض إلى أهمية عدم إيقاف الدواء الكورتيزون دون استشارة الطبيب، حتى لو كانت الآثار الجانبية مزعجة، وذلك لأن الجسم سيقلل من إنتاج هرمون الكورتيزول الطبيعي كرد فعل لارتفاع نسبة الكورتيزون في الدم، وعند إيقاف الدواء بشكل مفاجئ ستبدأ بعض المشاكل الصحية وأعراض انخفاض هرمون الكورتيزول بالظهور، لذلك يجب إيقاف الدواء تدريجياً.

من الأعراض التي ستظهر عند إيقاف دواء الكورتيزون بشكل مفاجئ ما يلي:

  • الإرهاق.
  • فقدان الوزن.
  • الغثيان، والقيء.
  • الإسهال.
  • الدوخة.
  • آلام في المعدة.
  • آلام في العضلات والمفاصل.

طرق الحد من الآثار الجانبية المصاحبة للكورتيزون

يمكن الحد من الآثار الجانبية المصاحبة للكورتيزون من خلال:

  • عدم اللجوء إلى الكورتيزون إلا في الحالات الضرورية، وبوصفة من الطبيب المختص.
  • عدم اللجوء إلى الكورتيزون الفموي إلا للحالات الضرورية، واستبداله بالكورتيزون الموضعي إن أمكن.
  • غسل الفم جيداً بعد استخدام بخاخات الكورتيزون الاستنشاقية، دون بلع الماء، وذلك لمنع الإصابة بفطريات الفم.
  • تناول جرعة الكورتيزون في الصباح، وذلك لمنع الأرق.
  • مراقبة السعرات الحرارية التي يتم تناولها واتباع حمية غذائية قليلة الملح والسكر، وذلك للوقاية من الإصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم ومرض السكري، وللحد من زيادة الوزن بشكل مفرط.
  • ممارسة الرياضة بشكل دوري.
  • إجراء فحص كثافة العظام (بالإنجليزية: Bone Density Test)، قبل وأثناء فترة تناول دواء الكورتيزون، والحرص على الحصول على الكميات التي يحتاجها الجسم من الكالسيوم وفيتامين د من الطعام إن أمكن، أو من المكملات الغذائية.
  • الامتناع عن التدخين واستهلاك الكحول، لأنها تزيد من خطر الإصابة بهشاشة العظام.
  • مراقبة ضغط الدم ومستوى السكر في الدم بشكل مستمر.
  • تناول دواء الكورتيزون بعد الأكل أو مع مضاد الحموضة (بالإنجليزية: Antacid) وذلك لمنع الإصابة باضطرابات المعدة.

إقرأ أيضاً:

فطريات الفم

حقن الكورتيزون في المفصل خيار علاجي ناجح

الكورتيزون وزيادة الوزن