Share your love

هذا البئر حفر بجناح جبريل (عليه السلام)، وساقت الملائكة مياهه من أنهار الجنة غيثا للسيدة هاجر وأبنها الرضيع إسماعيل (عليهما السلام)، سقيا لضيوف الرحمن، وليكون آية للناس على مر العصور والأزمان. انه زمزم، الذي قال عنه رسولنا الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم) (‏‏إنها مباركة وإنها طعام طعم) مسند احمد – رقم الحديث 20546، ماء هو خير ماء على الأرض، وهو بئر الماء الوحيد الذي تشرف عليه وزارة للبترول في العالم، باعتباره ثروة قومية ودينية في المملكة العربية السعودية، ماء زمزم، في منبعه سر غامض يعتبره علماء الجيولوجيا كنزا كبيرا ربما يستحيل كشف رموزه إلى أن تقوم الساعة.

لقد اجــري خلال العقدين الماضيين عدد من التحاليل الكيميائية لمعرفة تركيب ماء زمزم فهو يتميز بصفة عامة باحتوائه على تركيزات عالية من المعادن وأنه يمتلك خاصية المغنطة بسبب وقوع بئر زمزم في واد بين جبال، وان الرواسب المغناطيسية في الطبقات تعمل على مغنطة مجرى المياه التي تمر ببئر زمزم، ولذا يتأثر ماء زمزم بهذه الظاهرة المغناطيسية، مما يجعلها تكتسب القوة المغناطيسية بتأثير المكان الذي توجد فيه (هذا ما يطلق عليه العلماء ذاكرة الماء، والتي تجرى حولها الآن الكثير من الأبحاث الفريدة من نوعها في الآونة الأخيرة)، كما أن دوران الحجيج حول الكعبة بعكس دوران عقرب الساعة يولد مجالاً مغناطيسيا ينعكس على مياه زمزم، والله اعلم.
وإذا كان ماء مبارك مثل زمزم ماء ممغنط فهل مغنطة الماء الاعتيادي تضيف صفات جديدة للماء. لقد تمت مغنطة الماء من خلال المجال المغناطيسي وتغيرت 14 خاصية فيه منها: خاصية التوصيل الكهربائي، زيادة نسبة الأوكسجين المذاب في الماء، زيادة القدرة على تذويب الأملاح والأحماض، التبلر، التبلمر، التوتر السطحي، التغيير في سرعة التفاعلات الكيميائية، خاصية التبخر، التبلل، الليونة، الخواص البصرية، قياس العزل الكهربائي، زيادة النفوذية، كما أن الروابط الهيدروجينية بين الجزيئات إما تتغير أو تتفكك وهذا التفكك يعمل على امتصاص الطاقة ويقلل من مستوى اتحاد أجزاء الماء ويزيد من قابلية التحليل الكهربائي ويؤثر على تحلل البلورات. واليوم لا يوجد خلاف على ما إذا كانت المعالجة المغناطيسية فعالة أم لا في تحسين خواص الماء، فهي فعالة جداً.
لقد صنف البعض الماء الممغنط بأنه وصفة سحرية والأخر قال انه أسطورة ولكنه نظام قديم- جديد للماء ذات أساس علمي يحقق العديد من الفوائد مقارنة بالماء الاعتيادي، فقد أثبت العلماء أنه في خلال الألف سنة الأخيرة فقدت الأرض50 % من قوتها المغناطيسية، وهذه الطاقة مهمة جداً للحياة على الأرض بالنسبة للكائنات الحية، فهي تمنع وصول الأشعة الكونية المهلكة إلى الأرض، كما تلعب دوراً في الوظائف الحيوية للكائنات الحية كافة، وأنه لسوء الحظ فإن طريقة الحياة المعاصرة تدفعنا لعزل أنفسنا عن المجال المغناطيسي الأرضي، فنحن نعمل ونعيش في بيوت من الأسمنت مبطنة بالحديد، ونركب السيارات بعجلات من المطاط، وهذه العوامل العازلة تمنع أجسامنا من امتصاص الطاقة المغناطيسية اللازمة لأجسادنا، كذلك تدفعنا طريقة عيشنا للتعايش مع نوع من التيار الكهربائي المتردد مثل الراديو والأجهزة الإلكترونية والتلفزيون والكمبيوتر والمحمول، وكلها أجهزة تمنعنا من استخدام الطاقة المغناطيسية الطبيعية.
لقد تقدمت تكنولوجيا صناعة المياه لغرض تقديم أفضل الحلول إلى الإنسان وتعد صناعة المياه الممغنطة من انجح الحلول في الزراعة والبيئة والصحة حيث يعد الاهتمام بالموارد المائية أمرا حيوياً لتغطية وتأمين متطلبات الاستخدامات المدنية والزراعية والصناعية. ويشكل الماء العنصر الرئيس للكائنات الحية بعد الأوكسجين حيث يكون أكثر المركبات الكيماوية الموجودة في الكائنات الحية ويكون نحو70 ـ 95 بالمائة من الوزن الكلي لمختلف الخلايا ويتخلل أجزاء كل خلية، قال تعالى {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ }الأنبياء30. أما بخصوص الطاقة فليس من السهل تعريف المياه بمعزل عن الطاقة فهي تكون في صورة غازية أو سائلة أو صلبة حسب طاقتها الحرارية، وتكون في صورة جزيئية أو أيونية حسب طاقتها الكهربائية، ويتأثر الماء ويؤثر بطريقة فعالة على كل ما نعرف من صور الطاقة الميكانيكية والحرارية والكهروكيماوية والضوئية.
 
لقد أثبتت الكثير من الأبحاث و التجارب التي أجريت في عدة مراكز علمية متخصصة في مختلف دول العالم، بأن أحد الأسباب الرئيسة المسببة للعديد من المشاكل التي تعاني منها البشرية الآن مرتبط ارتباطا وثيقا بالتغيرات التي تحدث على مستوى المجالات المغناطيسية لكوكب الأرض، هذه التغييرات هي التي يمكن أن تفسر بوضوح لماذا صار الناس في مختلف الدول يعانون من التهابات مزمنة تكاد أن تصل إلى مستوى الأمراض الوبائية، كنتيجة مباشرة للنشاطات الحياتية المدمرة للبيئة التي تقوم بها البشرية كافة و بدون استثناء، مما أدى إلى حدوث خللا رهيبا في التوازن البيئي.
 
وهنا مرة أخرى يتجلى العمق الإيماني وتكون لمياه زمزم الممغنطة مفتاح لمغنطة الماء في العالم والاستفادة منه في نواحي الحياة كافة.
 
الدكتور مظفر احمد الموصلي

المصدر: مجلة المياه

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!