المبادرات الوطنية لتعقيم الأحياء السكنية توحد الفلسطينيين في ميدان المواجهة مع كورونا

غزة- "القدس العربي": بات حمل المكنسة الخشبية، وجمع القمامة وتنظيف وتعقيم الشوارع، غير مقتصر حاليا على فرق النظافة الخاصة بالبلديات التي تقدم هذه الخدمات

المبادرات الوطنية لتعقيم الأحياء السكنية توحد الفلسطينيين في ميدان المواجهة مع كورونا

[wpcc-script type=”b4da5acc98a2264a104866a5-text/javascript”]

غزة- “القدس العربي”:

بات حمل المكنسة الخشبية، وجمع القمامة وتنظيف وتعقيم الشوارع، غير مقتصر حاليا على فرق النظافة الخاصة بالبلديات التي تقدم هذه الخدمات للجمهور، فأصبح الأمر حاليا في ظل حملات التطوع والوقاية من فيروس “كورونا”، متاحا لجميع الفلسطينيين، ومن جميع الفئات والانتماءات السياسية، خاصة في قطاع غزة التي كشف فيها عن إصابة اثنين من المواطنين بالمرض.

وبمبادرات شخصية من قاطني أحياء القطاع، سواء في المدن الرئيسة أو في المخيمات والقرى، تتواصل أعمال النظافة، ضمن حملات التوعية والتحصين من الفيروس الخطير، وذلك في إطار المسؤولية الاجتماعية، المساندة للجهود الرسمية، والهادفة للإبقاء على المرض بعيدا عن السكان القاطنين في منطقة جغرافية ضيقة، فيها أكبر اكتظاظ سكاني في العالم.

والمتجول في شوارع القطاع، يرى هذه الحملات، التي تمول ذاتيا من جمع كبير من الأهالي، ضمن حملات التطوع، وهو يحملون بأيدهم مكانس خشبية وأدوات تنظيف لإزالة القمامة من الشوارع، والتعميم على ساكني الحي بعدم إلقاء القمامة إلا في الأماكن المخصصة لذلك، للحفاظ على القدر الأكبر من النظافة، التي تعتبر ركنا أساسيا في تجنب مخاطر الفيروس القاتل.

في تلك الحملات يقف رجال متوسطو العمر وآخرون مسنون وفتية وشبان، يعملون في مهن ووظائف مختلفة، ومن انتماءات سياسية أيضا مختلفة، جنبا إلى جنب، يجمعهم الحرص على تجنيب عوائلهم الخطر المحدق، وإنجاز عمل وقائي احترازي لتجنب خطر فيروس “كورونا” الذي ينمو في الأماكن غير النظيفة.

ويقول الأستاذ الجامعي نبيل الطهراوي، والقاطن في أحد أحياء مدينة رفح جنوب قطاع غزة، أنه بإمكانيات بسيطة من الجيران من كافة الأعمار من شبان وأطفال ورجال كبار، قاموا بحملة لتعقيم الشوارع.

ويشير خلال حديثه لـ”القدس العربي” إلى أن فكرة المبادرة لاحت لهم، بعد مشاهدتهم حملات مشابهة في مدن الضفة الغربية، مما حذا بهم لجمع مبلغ من المال، وفّروا خلاله كمية من المعقمات ومواد التنظيف، وقاموا برشها في شوارع الحي، مشيرا إلى أن الجميع كان يشعر بمسؤولية عالية خلال الحملة، التي نفذت من أسبوع، ولا تزال مستمرة من خلال محافظة الجيران على استمرار النظافة، وعدم إلقاء القمامة إلا في أماكنها المخصصة.

وفي خطوة مشابهة، لكن بشكل أوسع، قام شبان من حي السدرة وسط مدينة غزة بحملة تنظيف أخرى، فبعد الإشراف على نظافة الحي من القمامة، جلبوا عربة مخصصة لرش المبيدات الحشرية، وملأوا خزانها بالمياه وبكميات من المعقمات، وجابوا بها شوارع الحي.

وفي حي الميناء غرب مدينة غزة، تكاتف الجيران، وعلى عجل جمعوا مبلغا ماليا، خصص لشراء المنظفات وجلب عربة خاصة بالرش، ويقول الشاب إبراهيم صوان، أحد المشرفين على الحملة، إنهم قرروا تكرارها ضمن المساعي الرامية لمنع انتشار المرض.

وفي حي الشجاعية أكبر أحياء مدينة غزة، شرع جهاز الدفاع المدني بالتعاون مع السكان، في بحملة تعقيم واسعة النطاق، شملت كافة شوارع الحي.

وشملت حملات النظافة والتعقيم هذه شوارع مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة، وأخرى في مخيم النصيرات وسط القطاع، حيث حمل شبان ارتدوا سترات بلاستيكية، على ظهورهم جالونات تحتوي على المادة المعقمة، التي ضخت عبر فوهات جهاز خاص صوب بوابات المنازل وعلى جانب الطرقات.

وتلاقي هذه الحملات ترحيبا كبيرا من قبل المواطنين، الذين شرعوا بالتجاوب معها من خلال زيادة مستوى النظافة العامة في الشوارع.

كما لا تزال حملات أخرى تنفذها عدة جهات، مستمرة ومخصصة لتعقيم مراكز خدمات الجمهور العامة، وفي المراكز التجارية الكبيرة، وقد شرعت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، بحملة واسعة لتعقيم مرافقها، وذلك في إطار جهودها المتواصلة لتوفير متطلبات السلامة والوقاية من فيروس “كورونا” الذي يُشكل وباءً عالمياً، ومن أجل توفير بيئة آمنة وخالية من الأمراض والأوبئة، وذلك قبل أن تقرر إغلاق المساجد، والطلب من المواطنين الصلاة في المنازل.

كما شرعت بلدات عدة في قطاع غزة، بحملات تعقيم للأحياء، في إطار تحركاتها الرامية لمحاربة انتشار الفيروس الخطير، كما جرى خلال الحملة تعقيم العديد من الأسواق.

يشار إلى أن المختصين يحذرون من أن خطر انتشار الفيروس المستجد في قطاع غزة، سيكون كبير جدا، بسبب الكثافة السكانية العالية، حيث يعيش مليونا شخص في مساحة ضيقة في الشريط الساحلي، مقدرة بـ360 كيلو مترا مربعا، لذلك تتواصل بشكل دائم مطالبات المختصين للمواطنين بضرورة اتخاذ كل إجراءات السلامة الاحترازية، والالتزام بالتعليمات الصادرة من الجهات المختصة، لاسيما الأطفال، خاصة بعد إغلاق المدارس، ومكوثهم في المنازل.

جدير ذكره، أن العديد من مناطق الضفة الغربية، التي اكتشفت فيها حالات إصابة بالفيروس، قامت بتعقيم العديد من المناطق العامة، مثل مواقف السيارات ومراكز خدمة الجمهور، والمعابر، وحتى المساجد قبل قرار إغلاقها في صلوات الجماعة.

وفي هذا السياق كثفت بلديات كثيرة في الضفة الغربية من إجراءاتها الوقائية، بعد إعلان الحكومة عن وجود إصابات بفيروس “كورونا” في تلك المناطق، حيث ضاعفت طواقم البلدية من أعمال التعقيم في شوارع المدينة وبعض العمارات والأحياء السكنية والأزقة ومداخل المدينة.

ونفذت طواقم البلدية بالتعاون مع الشرطة والأمن الوطني، أعمال التعقيم في محيط مناطق الحالات المصابة بالفيروس وذلك من أجل الحد من تفشي الفيروس والحفاظ على سلامة المواطنين.

وفي مدينة القدس المحتلة، تتواصل الحملات الشعبية لتعقيم أحياء المدينة، بالرغم من الملاحقة المتكررة للنشطاء من قبل قوات الاحتلال، التي تقوم باعتقالهم ومصادرة أدوات التعقيم.

Source: alghad.com

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *