
|
باتت وللدمع في أجفانها سفحُ… ..تُسائلُ الليل أنَّى يُشرق الصُّبحُ
باتت وفي جوفها المحموم نارُ أسى.. … ..يكاد يُحرقها من حرِّها لفحُ
كساها ثوب الدُّجى من لونه قِطعًا.. … ..جُنْحٌ يمرُّ بطيئًا بعدهُ جُنحُ
تظنُّ ساعاته من طولها وقفت.. … ..ليست تُلام فقد أودى بها البُرْح
تغيبُ عن وعيها ممَّا تُحسُّ به.. … ..حينًا و حينًا على أحزانها تصحو
ترنو بعينٍ عن الزُّوَّارِ شاردةٍ.. … ..أطيافُ نكبتها في عينها لَمْحُ
لم يبق منها لما تلقى سوى رمقٍ.. … ..لا يستجيشُ وأنفاسٍ لها نفحُ
في وجهها تكتُب الآهاتُ قصَّتَها.. … ..الحزن يُملي ودَمْعاتُ الأسى تمحو
مسكينةٌ جَرّحتها كفُّ من حملت.. … ..له الجراحَ .. لقد أمسى هو الْجُرحُ
وفارس الْحُلْمِ المنشود أزهقها.. … ..لما تلقَّته من غلوائه رُمحُ
ويح الضعيفةِ باعته بلا ثمنٍ.. … ..تاج الطهارة حتى فاتها الربحُ
بالأمس يمدحها مدحًا تهيم به.. … ..واليوم يذبحها .. ماذا جنى المدحُ
يا درةً أوسختها كفُّ لامسها.. … ..حتى تناهى بها بعد البَهَا القُبحُ
كنتِ المصونة دهرًا.. ما دعاكِ إلى.. … ..مستنقعٍ للضواري حوله نبحُ
لقد جلبتِ على أهليكِ قارعةً.. … ..يضيق في وصفها التفصيلُ والشرحُ
هل تعلمين بأنَّ الناصحين بكوا.. … ..لِما دهاكِ وأن قد اصابهم قَرْحُ
بودِّهم لو فدوكِ بالثمين ولم.. … ..يُصبكِ من هؤلاء الزُّمرةِ الذَّبحُ
لقد غدوتِ ولَمَّا تشعُري خبرًا.. … ..للناس جمعٌ على جرّاهُ أو طَرْحُ
لكنْ أقولُ لمن لم تدر قصَّتها.. … ..حذراكِ حذراكِ لا يشقى بكِ النُّصْحُ
إن الهوى عالمٌ لو راق ظاهرُهُ.. … ..ففي ثناياهُ بُؤسُ الدَّهر والترْحُ
وخافي من ليلهِ إن كُنتِ عاقلةً.. … ..ليلُ الذئاب رهيبٌ مالهُ صُبْحُ
|
Source: islamweb.net
