المدير الأسبق لمدرسة المترجمين في طليطلة: ترجمة أعمال عبد الرحمن منيف وجبرا إبراهيم جبرا تجربة لا تُنسى

ولد المترجم الأدبي والأستاذ الجامعي والمستشرق الإسباني لويس ميغيل بيريث كانيادا في مدينة الحسيمة شمال المغرب سنة 1965، ويعد أحد أهم وأبرز المترجمين الإسبان من العربية وإليها، يشتغل حاليا أستاذا للثقافة واللغة العربية، وكان مديرا لأعرق مدرسة للترجمة في أوروبا، مدرسة المترجمين في طليطلة من سنة 1999 إلى 2017. ونال جائزةرالملك عبد الله بن عبد […]

Share your love

المدير الأسبق لمدرسة المترجمين في طليطلة: ترجمة أعمال عبد الرحمن منيف وجبرا إبراهيم جبرا تجربة لا تُنسى

[wpcc-script type=”2ad8d3c58ea75fd5e1d9cc92-text/javascript”]

ولد المترجم الأدبي والأستاذ الجامعي والمستشرق الإسباني لويس ميغيل بيريث كانيادا في مدينة الحسيمة شمال المغرب سنة 1965، ويعد أحد أهم وأبرز المترجمين الإسبان من العربية وإليها، يشتغل حاليا أستاذا للثقافة واللغة العربية، وكان مديرا لأعرق مدرسة للترجمة في أوروبا، مدرسة المترجمين في طليطلة من سنة 1999 إلى 2017. ونال جائزةرالملك عبد الله بن عبد العزيز العالمية للترجمة عام 2014 في دورتها السادسة، ووسام الثقافة والعلوم والفنون مستوى الابتكار من الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وله ما يزيد عن 26 عملًا مترجمًا ما بين الأعمال الروائية والشعرية والسير الذاتية وكتب الأطفال، وقدم للغة الإسبانية ترجمات لكل من عبد الرحمن منيف وجبرا إبراهيم جبرا وبدر شاكر السياب ومحمد بنيس ومريد البرغوثي وكتاب وشعراء عرب آخرين، فكان معه هذا الحوار ..

■ متى وكيف بدأ اهتمامك باللغة العربية وآدابها؟
□ عندما ولجت جامعة الميرية في سن الثامنة عشرة لدراسة اللغة، ساقني حب الاستطلاع لدروس المادة التكميلية/ الاختيارية وهي اللغة العربية، كما حكيت ذلك سابقا عدة مرات، فقد شجعني العمل الجيد لأستاذة هذه المادة على اختيار دراسة اللغة السامية وليست اللغة الكلاسيكية أو الرومانية، ومع ذلك أعتقد أن سنوات الطفولة التي قضيتها في المغرب قد تكون أثرت في اتخاذ هذا القرار.
■ بما أنك كنت مديرا لمدرسة المترجمين في طليطلة، في رأيك، لماذا قررت إدارة جامعة كاستيا لا منشا وقف دروس الترجمة من العربية إلى الإسبانية؟
□ تعود فكرة تنظيم دروس مختصة في الترجمة العربية – الإسبانية التي تشير إليها للمديرين الأولين للمدرسة، وعلى الرغم من ذلك فأنا شكلت جزءا من هذه الدروس منذ البداية، وبعد ذلك أخذت مشعل إدارة هذه المؤسسة خلال أحد عشر موسما من مجموع تسعة عشر موسما دراسيا. فانأ راض أن أقول بأن هذه دروس ما بعد الإجازة درسها أكثر من 1800 طالب من مختلف دول البحر المتوسط، وساهمت في توقيع أكثر من عشرين اتفاقية مع جامعات عربية وكل هذا ساهم في ارتفاع نسبة المبيت في طليطلة حيث فاق 600 ليلة مبيت سنويا، وكانت محركا لمجموعة من المواد التعليمية للترجمة العربية الإسبانية التي كنا نطالب بها منذ سنوات، وفي النهاية وليس انتقاصا من أهمية الموضوع لقد كونت فريقا من الأساتذة والمترجمين الإسبان والعرب، على الرغم من أنهم الآن لا يأتون إلى المدرسة لتدريس الترجمة، لكنهم مازالوا يشتغلون في مشاريع لصالح المؤسسة. إن التاريخ المعاصر لمدرسة المترجمين في طليطلة هو ثمرة مراحل متتالية، ونحن الآن بكل بساطة في مرحلة أخرى.

هناك مترجمون ومترجمات يقدمون كل سنة عملا أو أعمالا باللغة العربية للقارئ الإسباني.

■ كيف تنظر إلى واقع ومستقبل الترجمة من العربية إلى الإسبانية في إسبانيا؟
□ إنه سؤال معقد لأنه في البداية يجب أن نحدد عن أي مجال نتحدث: الترجمة القضائية، القانونية، المؤسساتية، الأدبية، الأكاديمية، التجارية. أعتقد أنه يجب معرفة أعمال المترجمين الذين سبقونا في هذا الميدان جيدا، ليس من أجل محاكاتهم، ولكن للاستفادة من خلال الملاحظات وإزالة بعض الأحكام المسبقة. أعتقد أن هناك قاعدة شبابية لها ميول للترجمة ويجب علينا أن نمنح لها فرص التكوين والعمل، وفي هذا الإطار المؤسسات وليس دور النشر فقط لها ما تقول في هذا الصدد. نحتاج لاسترجاع المنح التي كانت تمنح للترجمة من اللغات الأجنبية. إن تكوين مترجمي اللغة العربية قد تحسن بدون شك، ولكن على الرغم من ذلك فإن بعض كليات الترجمة والترجمة الفورية مثل كلية غرناطة، وهي الوحيدة في إسبانيا حيث اللغة العربية تحتل مرتبة ثانية، أي لغة باء – يجب أن تنتج أكثر. في إسبانيا انتقلنا من نشر عشرة كتب مترجمة مباشرة عن العربية خلال سنوات تسعينيات القرن الماضي إلى ثلاثين سنويا، ولكن على الرغم من ذلك ما زالت حصة ضئيلة مقارنة بـ19.000 من الكتب المترجمة خلال سنة 2017 مثلا.
■ هل تعليم اللغة العربية والعامية المغربية للطلبة الإسبان أمر سهل؟
□ هذه المسالة هي بدورها معقدة والتي ما زلنا نشتغل حولها، فتارة نتقدم خطوة وتارة نتراجع أخرى. في حالتي، الأمر سهل، في كلية التربية في طليطلة لدينا تخصص في لغات القراءة والكتابة متعددة الثقافة. منذ سنة 2006 وأنا أحاول أن يتعلم الطلبة اللغة العربية، خصوصا الذين سيصبحون في السنة المقبلة أساتذة مادة تربية الأطفال والتعليم الابتدائي، وأقوم بذلك محاولا الجمع بين الفهم والتعبير الشفاهي بالعامية المغربية وفهم القراءة باللغة العربية الفصحى. إن التسعين ساعة التي نقضيها معا تمكننا من وضع أسس وتحطيم بعض الصور النمطية. وهذا كل ما نقوم به بالكاد.
■ كيف تقيم الترجمات التي قام بها إسبان عن اللغة العربية؟

هناك صعوبة للجمع بين الترجمة الحرفية والسلاسة اللغوية التي نجدها في أعماله المترجمة عن العربية.

□ شكلت الترجمة عن اللغة العربية نخبة جيدة من الكتاب باللغة الإسبانية، اشتغل في كتاب عن الأعمال المترجمة التي قام بها غارثيا غوميث، إنه خطأ فادح القول بأن المترجمين عن العربية لا يفقهون في الترجمة أو يحرفون النص الأصلي مقارنة بمترجمي اللغات الأخرى. هناك مترجمون ومترجمات يقدمون كل سنة عملا أو أعمالا باللغة العربية للقارئ الإسباني. إنه لمن الظلم الإشارة لبعض الأسماء بدون ذكر آخرين، ولكن طلبتي يعرفون أنني معجب جدا بالمستعرب والمترجم الرائع مارثيلينو بييغاس. هناك صعوبة للجمع بين الترجمة الحرفية والسلاسة اللغوية التي نجدها في أعماله المترجمة عن العربية.
■ في إطار سلسلة ذاكرة المتوسط 1996- 2016، قمت بمعية المترجمة ماريا لوث كوميندادور بيريث بترجمة رواية «سيرة مدينة» لعبد الرحمن منيف و«البئر الأولى» لجبرا إبراهيم جبرا.. هلا حدثتنا عن هذه التجربة؟
□ إنها تجربة مجهدة جدا، وفي الوقت نفسه حماسية وممتعة جدا لتحدي النصوص المقترحة، لم يكن لدينا متسع من الوقت، كان لدينا وقت للترجمة فقط وفي حالة عبد الرحمن منيف أن تعيش تجربة مع الكاتب بحب كبير، لقد ترك فينا ذلك الزمن آثارا مازالت إلى اليوم. أمس فقط من دون أن أرجع إلى الماضي البعيد تبادلت بعض الرسائل مع ابنته عزة عبر الفيسبوك.
■ وماذا عن تجربة ترجمة «هبة الفراغ» للشاعر المغربي محمد بنيس؟
□ عندما أقوم بالترجمة، اقتصر فقط على كتابة ما أقرأه وما أراه وما يحسسني به النص. في حالة بنيس، أتاحت لي العلاقة التي تربطني به منذ سنة 1997 طرح بعض الأسئلة عن أحد أبياته أو بعض الكلمات التي لم أقرأها جيدا، أو لم أصل إلى معناها بدقة، وكان يتم ذلك كلما احتجت إليه، وكان هو متفهما دائما وظريفا معي، على الرغم من أنني في بعض الأحيان لم أكن أفهم فأطلب منه إعادة السياق حتى أفهم.

Source: alghad.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!