لعلنا يقابلنا جميعًا بلا استثناء هذا النموذج المحير من البشر، المرأة الجميلة التي ترافق رجلاً غير جذابًا، وتكاد تنقلب على رأسك من التعجب، ما الذي يعجبها في هذا الرجل الذي لا ترى فيه أي شيء يميزه؟ خاصة وهي تتمتع بجمال يؤهلها للاختيار من بين خيارات كثيرة قطعًا ستكون أفضل من هذا، فما الذي يضطرها لشخص لا يتمتع بجاذبية كبيرة أن يكون برفقة فتاة باهرة الحسن كهذه؟ في السطور التالية سنحاول البحث في أساس هذا السؤال ونعرف لماذا ترافق المرأة الجميلة رجالاً عاديون؟
لماذا تفضل المرأة الجميلة الارتباط بشخص غير وسيم؟
مقاييس مختلفة
لا ريب أن مقاييس الجاذبية مختلفة فكل شخص دومًا يبحث عما ينقصه وإذا كانت المرأة الجميلة لديها جمالها وجاذبيتها المظهرية فربما تفتقر للمسئولية أو للتجربة الحياة، وبالتالي هي تبحث عن شخص يكمل الناقص فيها، كما أن هناك من يرى أشياءً معينة مقاييس للجاذبية والجمال، لقد رأيت من يرون الأنف الكبيرة مقاييس للجاذبية وهناك من يرون الكرش مقياس للجاذبية فأعتقد أن مقاييس الجاذبية ليست واحدة حتى نتعجب، كل شخص له مقاييسه المختلفة والتي لا تتفق مع غيره وما هو غير جذاب بالنسبة لك لابد أنه رائع ومبهر بالنسبة لغيرك.
ترى فيه ما لم ترون
ربما هذا الرجل يبدو من بعيد ذو مظهر عادي أو غير جذاب أو على قدر من الدمامة لا تؤهله لمصاحبة المرأة الجميلة هذه إلا أنه عندما تقترب منه ستعرف كم هو رائع هذا الشخص وأن جماله الداخلي يطغى على جماله الخارجي وأنه لديه طاقة من العاطفة والحب أو أنه يشعرها بالأمان الذي تفتقر إليه إذن الجاذبية والجمال هنا يتشكلان بحسب جمال الشخص الداخلي الذي ينعكس على مظهره الخارجي فيضفي عليه بعض التألق على الأقل في عين من يصاحبه ويرافقه، ومن قال قديمًا أن الجمال، هو جمال الروح لم يكذب.
الثقافة
قد لا تعرف هذا ولكن المرأة الجميلة يفتنها جدًا الرجل المثقف، والمثقف الحقيقي غير المدعي لأن المثقف الزائف ينكشف بعد دقائق، ونعرف جميعًا أنه مجرد شخص يحفظ جملتين فحسب، أما المثقف الحقيقي فينعكس هذا على حديثه الطويل بلغة فصيحة سليمة بدون أخطاء وبقدر عالي من البساطة والعمق في نفس الوقت بدون تعقيد وبدون سطحية، الشخص الذي لديه معلومات عن كل شيء ويمتلك رؤية راجحة ووجهة نظر موضوعية منطقية ونظرة شاملة للأمور ولا تتردد عندما تستشيره في شيء لابد أنه شخص جذاب جدًا، لكنك لا تشعر بهذا من بعيد.
الحنان
يشعرها بالأمان ويتعامل معها بحنان، المرأة الجميلة باهرة الحسن هذه مثلها مثل كل فتيات حواء، يذبن تمامًا من جملة حنان حقيقي وموقف يبرز مدى الاهتمام والخوف الذي يخافه الرجل عليها، إن المرأة مستعدة أن تترك الدنيا بأكملها من أجل أن تعيش في خيمة مع رجل يشعرها بالأمان والحنان والطمأنينة، هذا هو منطق المرأة تحب من يكون حنونًا عليها ومهتمًا بدافع من داخله لا لمجرد لفت النظر فحسب، فقد تبدي أنت اهتمامًا بعض الشيء ولكن يظل اهتمام وراءه غرض وليس اهتمام حقيقي الهدف منه هو الاطمئنان على هذا الشخص والحرص على سعادته لا مجرد لفت نظره، لأنه هناك فرق شاسع بين الاهتمام، وبين التظاهر بالاهتمام، والمرأة لديها مهارة كبيرة وجيدة في استشعار الاثنين والتمييز بينهما جيدًا.
مستمعون جيدون
كما أشرنا سابقًا فإن النساء مهووسات بالاهتمام بالتالي استماع الرجل لها ولمشاكلها حتى ولو بدون تقديم حلول وحتى ولو بدون أن ينبس بكلمة واحدة، فقط بمجرد ما تظهر منه أنه مهتم بحديثها ويستمع إليه بشغف وباهتمام حقيقي ستحب هذا الرجل من كل قلبها، وستراه أكثر الرجال جاذبية، ما الذي يهمها لو كان شخصًا بالغ الوسامة لكنه غير مهتم وغير مكترث لها؟ حقيقة لن يكون الأمر جيدًا معها وعادة الانبهار لدى النساء بالمظهر يخفت بعد يومين أو ثلاثة على أقصى تقدير بعكس الرجال الذين تسحرهم المرأة الجميلة ربما طوال أعمارهم بشكل يبين كم هم بلهاء الرجال بينما يسحر المرأة الرجل الذي يحبها حقيقة ويهتم لأمرها ويخاف عليها ويغدق عليها من حنانه ويكون بجوارها في مواقفها الصعبة.
يصبحون أكثر جاذبية عندما يبدون غير مكترثين
على عكس الرجل الوسيم المتأنق فإنه يبدو بلاستيكي ويبدو غير حقيقي وهو يبالغ في تأنقه ويشعر المرأة الجميلة بأنها تقف أمام صديقتها لأن الرجل الوسيم والجذاب يحب أن يكون بالغ الوسامة والجاذبية، مثالي، لا شيء يفوته لذلك يكون مبالغًا في اهتمامه بمظهره لدرجة تصيب المرأة بالتقزز في بعض الأحيان، بينما الشخص غير الجذاب بطبعه فإنه مهما حاول التأنق فلن يصبح الأمر مختلفًا كثيرًا فيفضل ألا يهتم وبالتالي يكون هذا الشخص غير المهتم جذابًا بطريقة ما، لأنه طالما جعلت المرأة الجميلة رجلاً يهتم فقد انتصرت والمرأة تحب أن تنتصر دائمًا حتى ولو كان انتصارًا وهميًا، لذلك تحب المرأة الرجل غير الجذاب للسبب السابق ولسبب آخر لأنه يبدو أكثر خشونة ورجولة بعدم تأنقه المبالغ فيه وهذا ما قد يعجب الكثير من النساء، الخشونة في بعض الأحيان مطلوبة، ومطلوبة جدًا، ربما لا يصرحن بذلك، لكن هناك مواقف يجب أن تكون على قدر من الخشونة.
قلة ثقتهم بأنفسهم ترضي غرور النساء
المرأة الجميلة والرجل الجذاب على الرغم من أنهما يبدوا مناسبين لبعضهما البعض، حيث الاثنان على قدر من الجمال والجاذبية يجعلهما لائقان لبعضهما إلا أن غير الظاهر لنا هو هذه الندية والتحدي الذي يتعاملان به لشعور كلا منهما بجدارته بالآخر وبالتالي كل شخص منهما يمسك كرامته وكبريائه ويضعهما فوق رأسه وبالتالي تصبح الحياة بينهما سجال، وكل شخص معتز بنفسه وبذاته، والمرأة تحب من يرضي غرورها ويشعرها بأنها ملكته، وبالتالي فإن الرجل غير الجذاب عندما لا يبدو واثقًا من نفسه، ولا يصدق أو يستوعب أن هذه المرأة الجميلة قد رضيت بصحبته فإنه يقوم بتصرفات تعبر عن شكره وامتنانه لها وبالتالي يرضي هذا غرورها ويشبع كبريائها الأنثوي ويكون هناك طرف يحاول استرضاء طرف لا طرفين يضغطان على بعضهما البعض وكل منهما يظن أنه أفضل من الآخر أو أن الآخر يظن بأفضليته عليه.
هل الأمر به حب؟
عندما تأتي كلمة الحب، فإنه لا مجال لأي مسميات، لا المرأة الجميلة ولا الرجل غير الجذاب، هنا نحن أمام اثنين جمع بينهما الحب وصاغ نوع جديد من المقاييس ومنحهما وسائل جديدة للرؤية، بحيث أن كل منهما يرى الآخر بعين الحب، وبالتالي سيراه أجمل شخص في العالم، وبالتالي فإنه عندما يأتي الحب تذهب التساؤلات، فإذا وجدت امرأة جميلة ورجل غير جذاب أو العكس يمشيا ويهيمان ببعضهما حبًا لا تندهش، هذا هو الحب، يذهب كل هذه المقاييس المظهرية بعيدًا، ويغسل الوجوه بعطر الحب فتظهر لامعة برّاقة في عين المحبين، المحبين فقط.
خاتمة
في نهاية المقال نرجو أن نكون قد أجبنا على سؤال لطالما سأله العديد من الناس، وهو ما الذي يجعل المرأة الجميلة ترافق رجلاً غير جذابًا معرضة عن كل الرجال الجذابين؟