‘);
}
المُستوى التركيبي في الدراسات الأسلوبية
يقوم التحليل اللغوي للنصوص الأدبية على دراسة أربعة مُستويات، أحد هذه المُستويات المُستوى التركيبي/ النحوي، الذي يُركز على دراسة الجُملة من ناحية الطول والقصر، والفعل والفاعل، والتقديم والتأخير، والإضافة، والمبتدأ والخبر، والصفة والموصوف، والصلة، والمُفرد والمُثننى والجمع، والمذكر والمؤنث، والروابط، والزمن، وصيغة الفعل، والبنية السطحية والعميقة، والمبني للمعلوم والمبني للمجهول.[١]
تأسّس هذا المذهب على يد رائد عالم اللغة “دو سوسر”، وأُطلق على هذا النوع من التحليل علم التركيب/ التنظيم، فالجملة في اللغة تقوم على ثلاثة أسس كالآتي:[٢]
- التأليف والمُلائمة بين الألفاظ في الجملة من خلال مُلائمة اللفظة لمعنى يليها.
- تركيب الألفاظ أو تعليقها بعضها ببعض، من خلال رَبْط كلّ جزء بالآخر في الجملة.
- ترتيب الألفاظ في الجملة كلّ في مكانه المُناسب.
‘);
}
طرق التحليل في المذهب التركيبي
يُوجد طُرق عديدة لتحليل النص عبر هذا المذهب، منها ما يأتي:[٢]
- تحليل الجملة إلى مكوّناتها المُباشرة
رائد هذا الاتجاه “بلومفيلد”، وينظر للجملة على أنّها طبقات مُتراكمة فوق بعضها بعضًا من المُكوّنات الكُبرى.
- تحليل الجملة إلى عناصرها المُباشرة
رائد هذا الاتجاه "كونت" الذي يعتبر كلّ كلمة جُزءًا من وحدة أكبر منها.
- تحليل الجملة بتصنيف العناصر النحويّة
رائد هذا الاتجاه “هارس” ويقوم هذه الاتجاه على أساس التصنيف والمُعاقبة.
أساس المُستوى التركيبي
يقوم المُستوى النحوي على أساسين: التركيب، الإعراب، ومثال عليه: براءة زارت فدوى، فدوى زارت براءة، الجُملتان مُتشابهتان في المُستوى الصوتي، والصرفي، والمعنى، ومُختلفتان في ترتيب الكلمات أي في طريقة التركيب، فالتركيب عُنصر من عناصر النظام اللغوي يقوم على نظام مُعيّن من خلال علم النحو، فالتركيب في الجُملتين السابقتين أدّى لاختلاف المعنى رغم التشابُه في المُستويات الثلاثة الأخرى.[٣]
يقتضي ترتيب الجُمل شكلًا مُعينًا ليس من السهل تغييره، ومثال ذلك تركيب الإضافة في اللغة العربية، فالمُضاف لا بُدّ أن يأتي قبل المُضاف إليه، وهذا بعكس اللغة الإنجليزية.[٣]
كذلك تركيب الصفة والموصوف، لا بُدّ أن تأتي الصفة قبل الموصوف، وتركيب الفعل والفاعل، لا بُدّ من الإتيان بالفعل قبل الفاعل مثل: قام الولد، فإذا بدّلنا مكان الفعل والفاعل أصبحت الجُملة اسمية مُكوّنة من مُبتدأ وخبر وتغيّر نوعها بالكامل “الولد قام”.[٣]
ممّا له دور مُهمّ في المُستوى النحوي الإعراب، إذ يلعب دورًا مُهمًا لتحديد المعنى، فالتسكين وعدم التحريك يُعدّ عيبًا ونقصًا لما له من تأثير على المعنى، مثل قوله تعالى: “إنّما يخشى اللهَ من عباده العلماء”، فلو قلنا: اللهُ لتغير المعنى بالكامل.[٣]
طريقة التحليل التركيبي للنص
التحليل التركيبي يدرس علاقة الكلمات وترتيبها داخل الجُملة وتكوين الجُمل، فالكلمة تختلف إعرابيًا في الجُمل المُختلفة حسب بناء الكلمة وموقعها، فمثلًا في قولنا: رأيت زيدًا، سلمت على زيدٍ، جاء زيدٌ، اختلف إعراب الاسم “زيد” لاختلاف ترتيب الجملة وموقع الكلمة فيها، إذ جاء في الجملة الأولى منصوباً في موقع المفعول به، وفي الجملة الثانية مجروراً في موقع الاسم المجرور، وفي الجملة الثالثة مرفوعاً في موقع الفاعل.[٤]
يدرس أيضاً تركيب الكلمات من حيث الحركات إذا كانت مُقدّرة كما في الأسماء المقصورة والمنقوصة، وعلامات الإعراب الفرعية كما في الأسماء الخمسة، والأفعال الخمسة، والمُثنى، وجمع المذكر السالم، وجمع المُؤنث السالم، والممنوع من الصرف.[٤]
يدرس التحليل التركيبي أيضاً نظرية العامل والمعمول، العامل مثل المُبتدأ، والفعل، وأقسامه، وحروف النصب، والجزم، والمعمول مثل الفاعل، والخبر، والفعل المنصوب، كما يدرس المُكملات مثل الإضافة، والتوابع، والمنصوبات، والجرّ.[٤]
المراجع
- ↑علي حسين يوسف (19/3/2014)، “النص ومستويات التحليل الأسلوبي”، الحوار، اطّلع عليه بتاريخ 17/1/2022. بتصرّف.
- ^أب“مستويات التحليل اللغوي”، علم اللغة، اطّلع عليه بتاريخ 17/1/2022. بتصرّف.
- ^أبتث“النظام اللغوي للعربية”، إي غزة، اطّلع عليه بتاريخ 17/1/2022. بتصرّف.
- ^أبت“المستوى النحوي”، موقع جامعة بابل، 28/11/2018، اطّلع عليه بتاريخ 17/1/2022. بتصرّف.