
منى أبوحمور
عمان- من خلال مشغله الصغير في المنزل وبالتزامن مع بداية فرض الحظر الشامل آذار (مارس)الماضي؛ عكف الفني عيسى مضاعين على تصنيع جهاز من شأنه أن يساعد في تقليل عدوى الإصابة بفيروس كورونا والحد من انتشاره، خصوصا في أماكن العمل والتجمعات الكبيرة بتطوير جهاز إنذار يحذر الأشخاص للمحافظة على مسافة الأمان والاستمرار بالتباعد الجسدي.
دفع الحديث الدائم من قبل الخبراء والمتخصصين حول نجاعة التباعد الجسدي في الحد من انتشار فيروس كورونا باعتباره هو الحل الأساسي للتصدي لفيروس كورونا، لافتا الى أن التفكير في تصنيع هذا الجهاز لم يكن لمواجهة كوفيد 19 فقط وإنما أيضا للتصدي للمعركة ضد الفيروسات بشكل عام فالكمامات وحدها لا تكفي.
وتأتي أهمية جهاز إنذار مسافة أمان بحسب مضاعين لإعطاء تنبيه للإبتعاد من مترين إلى ثلاثة أمتار، وهو أمر في غاية الأهمية ليس لمواجهة كورونا فقط، وإنما أيضا للذين تتطلب ظروف عملهم التعامل مع المواد الخطرة والانبعاثات الكيميائية في الشركات والمصانع والكوادر الطبية التي تعد من أكثر الفئات اقترابا وتعاملا مع المصابين.
ويبين مضاعين في حديثه لـ “الغد” ان تقنية هذا الجهاز تعتمد على أن يرتديه الجميع حتى يتمكن من إعطاء تنبيه للمرتدي والشخص الذي يقابله بأنهما تجاوزا المسافة الآمنة بينهما، وهو جهاز صغير جدا يمكن تعليقه على الزي الرسمي للعمل أو حتى على أزرار القميص أو على الطاقية بحيث يعطي الجهاز ضوءا لتنبيه الشخص المقابل له بأنه قريب وأن المسافة غير آمنة.
وعمل المضاعين على تطوير هذا الجهاز دون أن يترك آثارا نفسية في الشخص الذي يرتديه، فلا يصدر هذا الجهاز عند الاقتراب من الآخرين أي جرس انذار أو اهتزاز حتى لا يتسبب بردة فعل أو خوف لدى الشخص الذي يرتديه.
وطور مضاعين هذا الجهاز ليكون بشكل عملي ويسر وسهولة، حيث يتمكن صاحب الجهاز من شحنه ليلا واستخدامه طوال النهار.
يقول “مع بداية انتشار المرض أصبح الحل الوحيد لمواجهة المرض هو التباعد الجسدي فكان لابد من التفكير إيجاد جهاز يحافظ على مسافة الأمان”، حيث أجرى دراسة على رصد تصرفات 100عامل قبل ارتداء جهاز مسافة الأمان وتصرفاتهم بعد ارتدائهم، حيث كان ارتداء الجهاز رقيبا على تحركاتهم وتصرفاتهم فكانوا أكثر حذرا وأقل قربا من بعضهم البعض وكان التباعد الجسدي أفضل.
الحجم الصغير لجهاز مسافة الأمان وسهولة استخدامه يجعله مناسبا جدا لاستخدام الكوادر الطبية الذين يعملون على تماس مباشر مع مرضى الكورونا والعاملين في المصانع والمنشآت وعمال الوطن الذين يتعاملون مع الجميع ويحتكون بالناس، وموظفي الدوائر الحكومية، الأمر الذي يقلل من فرص العدوى ونشر الفيروس.
ويعد مضاعين التفكير بحلول لتحقيق التباعد الجسدي سيبقى ضروريا في الوقت الحالي إلى حين انتهاء الوباء، لافتا إلى أخذ أهمية التباعد الجسدي على محمل الجد وعدم التهاون في ذلك سواء في التعامل مع فيروس كورونا او أي نوع آخر من الفيروسات.
ويستعد المضاعين بعد إنهاء الدراسات البحثية والعلمية لتطوير كمامات متطورة تستشعر درجة حرارة الشخص الذي يرتديها وتمنكه من تغيير الهواء والتنفس بشكل صحي بحيث تكون الكمامة واقية بشكل صحيح.
ما يقارب ثلاثين عاما أمضاها المضاعين في تطويع التكنولوجيا من خلال مشغله الخاص المتواضع في المنزل في مدينة الفحيص لإيجاد حلول ومواجهة العديد من المشاكل الفمية في كل القطاعات من خلال بتصنيعه أجهزة وتطويرها لإيجاد حلول على المستوى الاقتصادي والصحي والعسكري. ويذكر أن المضاعين قد حقق الكثير الاختراعات، حيث بدأ من العام 1989 بتقديم العديد من الاختراعات كان أولها جهاز التحكم عن بعد في السيارة والذي تم استخدامه لاحقا من قبل شركة مرسيدس العالمية كما صمم جهاز إنذار السيارة من السرعه الزائدة ويحذرها من الأجسام القريبة منها يعمل على تقليل الحوادث، أيضا جهاز إنذار تسرب الغاز والسخان الشمسي المتحرك نحو أشعة الشمس ثم توجه للعمل في المجالات الفنية في قطاعات مختلفة.