الرباط – «القدس العربي»: كشفت وزارة الصحة المغربية ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد داخل «البؤر العائلية» يوماً بعد يوم، وأعلنت وزارة الصحة، أمس الأربعاء، تسجيل 58 حالة إصابة مؤكدة جديدة بفيروس كورونا، منذ السادسة من مساء الثلاثاء إلى العاشرة من صباح أمس الأربعاء، ليرتفع العدد الإجمالي للمصابين بالفيروس في المغرب إلى 1242 حالة وبلغ عدد الحالات المستبعدة، بعد تحاليل مختبرية سلبية، 4358 منذ بداية انتشار الفيروس على مستوى البلاد.
وسجلت الوزارة حالة وفاة جديدة أوصلت العدد الإجمالي للوفيات إلى 91 حالة، إضافة إلى 4 حالات شفاء جديدة تجعل مجموع المتعافين 97 حالة.
وأوضحت في تقرير نشرته على موقعها الخاص بمتابعة فيروس كورونا المستجد الوضعية الوبائية أن جهة الدار البيضاء سطات شهدت أكبر عدد من الإصابات الجديدة بـ20 إصابة لتصل إلى 73 حالة، تلتها جهة الرباط سلا القنيطرة بـ15 إصابة لتبلغ 201 حالة.

وزارة الصحة المغربية

وقال محمد اليوبي، مدير الأوبئة بوزارة الصحة المغربية، إن بعض الأقاليم والعمالات تشهد ديناميكية مركزة في بعض البيوت والعائلات على مستوى الإصابات بفيروس كورونا ويسجل تزايداً يوماً بعد يوم بخصوص الحالات التي تكتشف ضمن التتبع الطبي للمخالطين، خاصة في الوسط العائلي، حيث «إن عدد المخالطين للمصابين بفيروس كورونا بلغ 8181 شخصاً، ضمنهم 347 تبينت إصابتهم بالوباء» وإن أكثر من 15 في المئة لم تكن تظهر عليهم علامات للمرض، بينما 70 في المئة كانت حالتهم الصحية بسيطة أو حميدة، فيما 14.4 في المئة كانت حالتهم متقدمة أو حرجة، وأضاف أن «معدل الإصابات بفيروس كورونا على مستوى العمر في المغرب أصبح 48 سنة»، وأن أصغر المصابين سناً رضيع يبلغ من العمر شهرين، وأكبرهم مسن يبلغ 96 سنة.
وأعلن عبد القادر اعمارة، وزير التجهيز والنقل المغربي، عن مغادرته المستشفى، مؤكداً تواجده الآن ضمن أسرته في العاصمة الرباط بعد تعافيه من فيروس كورونا المستجد، حيث تلقى العلاج في المستشفى العسكري محمد الخامس، في الرباط.
وغادر الوزير اعمارة غرفته في المستشفى بشكل آمن وسليم، يوم الإثنين الماضي، بعدما كان قد دخل المؤسسة الصحية العسكرية في الـ24 من شهر آذار/ مارس الماضي.
ويتواجد الآن في منزله، في الرباط، إلى جانب أفراد أسرته وكان اعمارة قد نُقل إلى المستشفى بسبب إصابته بـ«كوفيد -19» ، وعلى الرغم من أن حالته الصحية لم تثِر في أي وقت مخاوف لدى الأطباء المعالجين، بيد أنهم أوصوا بدخوله المستشفى لأسباب متعلقة بالراحة.
واكتشف وزير التجهيز المغربي إصابته بفيروس كورونا المستجد منتصف آذار/ مارس الماضي بعدما تبين أن نتائج الفحوصات الطبية التي خضع لها، عقب عودته من مهمة رسمية بإحدى دول الاتحاد الأوروبي، إيجابية.
ونقل عن مصادر مقربة من الوزير أنه تلقى عناية خاصة خلال فترة تواجده بالمستشفى، وأشرف فريق خاص على وجباته الغذائية حرصاً على صحته وسلامته.
وقالت المندوبية العامة لإدارة السجون إنها قررت المتابعة الصحية للسجناء الذين تم الإفراج منذ يوم الأحد الماضي بعفو ملكي، وأوضحت أنه في الموازاة مع عملية الإفراج تمت تعبئة الأطباء العاملين في المؤسسات السجنية من أجل دعم وتسهيل الفحص الطبي من قبل أطباء وزارة الصحة المعينين على مستوى اللجان المحلية المشتركة و«تم توفير لجميع السجناء الذين يعانون من أمراض مزمنة أو تتطلب متابعة طبية، نموذج اتصال ووصفة طبية لتمكينهم من استمرارية الرعاية بعد الإفراج» ومنح السجناء المفرح عنهم «الوثائق اللازمة لرصد أمراضهم المزمنة (نسخ من التحاليل البيولوجية والإشعاعية والتقارير الطبية، وغيرها)»، و«الأدوية لمدة شهر واحد على الأقل من العلاج، حسب توفر المخزون».
وقالت المندوبية في بلاغ لها إن الأدوية المضادة للسل، تعطى شهراً واحداً من العلاج، مع الاتصال بـCDTMR (مركز علاج أمراض الجهاز التنفسي) للسماح بتعافي هؤلاء المرضى وأعطيت أيضاً الأدوية المضادة لفيروسات النسخ العكسي لفيروس نقص المناعة البشرية، والأدوية المضادة للسرطان ومنح دواء الميثادون، للسجناء الذي يستعملونه، على أساس جرعة 48 ساعة، مع الاتصال بمراكز الإدمان لضمان الاستمرارية، وإرجاع الجرعات غير المستخدمة إلى مراكز محاربة الإدمان. وبخصوص العلاج النفسي إنه تم منح السجين أسبوعاً واحداً من الأدوية مع تحرير وصفة طبية مغلقة لمدة 15 يوماً من العلاج، تبدأ من يوم الإفراج عنه.وأصدر العاهل المغربي، الملك محمد السادس، يوم الأحد الماضي، عفواً لفائدة 5654 سجيناً، وأصدر أوامره باتخاذ جميع التدابير اللازمة لتعزيز حماية نزلاء المؤسسات السجنية والإصلاحية من انتشار فيروس كورونا المستجد، كان من بينهم أكثر من 50 سجيناً من اتباع السلفية الجهادية بعضهم معتقل منذ 2002، ورحبت اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين عن ارتياحها وقالت إنه لا يسعها إلا أن تثمن هذا الإفراج وشكرت «كل من ساهم ويساهم في إطلاق سراح المعتقلين الإسلاميين من موقعه، وجميع الفاعلين الذين ساندوا وما زالوا قضية هذه الشريحة من أبناء هذا الوطن».
وأضافت في بلاغ أرسل لـ«القدس العربي»: «نحن في اللجنة المشتركة إذ نثمّن هذه الخطوة إلا أننا نؤكد على أنها لا ترقى لمستوى تطلعاتنا، حيث كان المنتظر من الدولة أن تضع حداً نهائياً لهذا الملف الذي عمَّر لما يناهز العقدين، وذلك بإطلاق سراح جميع المعتقلين الإسلاميين وعلى رأسهم القدامى والمرضى والمسنون، وبذلك ندعو الدولة إلى المزيد من الخطوات الرامية لطيّ هذا الملف طيّاً نهائياً».
وجددت منظمات حقوقية ونشطاء ينتمون لتيارات سياسية وفكرية متعددة مطالبتها بالتخفيف من اكتظاظ السجون،ؤإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، ومعتقلي الرأي والحراكات الاجتماعية.الذين كانت مختلف الأوساط تتوقع أن يشملهم العفو الملكي.
ووصل عدد الموقعين على عريضة موجهة إلى كل من الحكومة، والبرلمان، والمؤسستين القضائية، والحقوقية في المغرب إلى 640 منظمة وهيئة وشخصية حقوقية بالإضافة إلى برلمانيين وأكاديميين وصحافيين ورجال أعمال، وقال الائتلاف المغربي لهيئات حقوق الإنسان، في خبر أرسل لـ«القدس العربي»، إنه في إطار الاستمرار في التواصل بخصوص المآل، الذي تعرفه العريضة الوطنية من أجل إطلاق سراح كافة المعتقلين، والتخفيف من اكتظاظ السجون، نخبر الرأي العام أنه تم الشروع، ابتداء من يوم الخميس الماضي في توجيه مراسلات إلى عدد من المسؤولين في البلاد.
وتطالب العريضة الوطنية إطلاق مسار جديد من المصالحة الوطنية، وتوقيف جميع المحاكمات، التي يتابع فيها نشطاء يوتيوب، والصحافيون، والمدونون، وكتاب الرأي، وكل المتابعين لأسباب سياسية، داعية إلى إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين، ومعتقلي الرأي والحركات الاجتماعية بما في ذلك حراك الريف واقترحوا آلية «من أجل التحفيف من الاكتظاظ، الذي تعرفه السجون»، داعية الدولة إلى «اتخاذ إجراءات ذات طابع إنساني، تستهدف سجناء، وسجينات الحق العام من خلال إصدار عفو».

وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية

وأعلنت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية أن الملك محمد السادس، بصفته الناظر الأعلى للأوقاف، قرر إعفاء مستأجري المحلات الحبسية المخصصة للتجارة والحرف والمهن والخدمات، والسكنى ما عدا للموظفين، من أداء بدل الإيجار طيلة مدة الحجر الصحي التي تمر منها بلاده.
وسمحت السلطات المغربية، أول أمس الثلاثاء، بعودة 81 سائحاً بريطانياً كانوا عالقين في المغرب إلى بلادهم، بالرغم من قرار إغلاق الحدود البرية والجوية بشكل كامل الذي اتخذته من أجل الحد من انتشار فيروس «كورونا».
وقال السفير البريطاني في المغرب، توماس رايلي، إن طائرة على متنها 81 بريطانياً وصلت مساء أمس إلى مطار «ستانستيد»، وقال في تغريدة على «تويتر»: «هبطت رحلتنا في ستانستيد هذا المساء. تمت إعادة 81 شخصاً إلى عائلاتهم في المملكة المتحدة». وإن السفارة تعمل على توفير رحلة أخرى يوم بعد غد الجمعة، ولم شمل المزيد من العائلات، متقدماً بالشكر لوزارة الخارجية المغربية على مساعدتها.