لقد تضمن التقرير عشرة مصادر هامة للتلوث، بحيث صنفت كأسوأ الملوثات في العالم على الإطلاق.
وقد أكدت الدراسات أن التلوث بوجه عام يسهم في 40% من الوفيات في العالم، وان خطر الملوثات يكون أكبر ما يمكن في الدول النامية التي ما زالت تفتقر للوعي البيئي الجيد، والثقافة الصحيحة، والرعاية الصحية المتكاملة.
تاليا عرض لتلك الملوثات العشر والتي تشكل خطرا داهما على الإنسان والبيئة:
صناعة التنقيب عن الذهب بوسائل بدائية
عرف الإنسان صناعة التنقيب عن الذهب منذ قرون طويلة، وقد استخدم في ذلك عدد من الطرق من أهمها، طريقة ملغمة خامات الذهب، حيث يتم مزج الزئبق مع الطمي النهري الذي يعتقد بوجود الذهب فيه، فيتكون الملغم المقسى، الذي يسخن لاحقا ليتبخر الزئبق، فتتبقى قطع الذهب الصغيرة.
هذه العلمية البدائية والتي يقدر الخبراء في أن ربع الذهب في العالم يتم إنتاجه بواسطة هذه الطريقة، يؤدي إلى انطلاق كميات كبيرة من الزئبق السام، والذي يؤثر بشكل كبير على صحة من يستنشقه كما يؤثر على السلسلة الغذائية وعلى كافة عناصر البيئة المحيطة.
وتقدر الدراسات أن عملية استخراج الذهب بتلك الطريقة البدائية تؤدي إلى إطلاق حوالي ألف طن من الزئبق في الهواء سنويا، والذي يؤثر بدوره على من يتعرض له، حيث يتسبب في حدوث التهابات حادة في المفاصل، وفقدان للذاكرة، واضطرابات في الجهاز الهضمي والجهاز التنفسي واضطربات عقلية وعصبية، وقد يفضي إلى الموت.
تلوث المياه الجوفية
تعتبر المياه الجوفية، من المصادر الأولية الهامة لمياه الشرب في كثير من دول العالم الثالث، ويمكن أن تتلوث المياه الجوفية من عدة مصادر، قد تكون مصادر صناعية أو مصادر زراعية أو مصادر بلدية، كالنفايات المكشوفة ومياه الصرف الصحي غير المعالجة، كما قد تكون مصادر التلوث فردية ناجمة عن سلوكيات الأفراد غير الصحيحة تجاه البيئة.
تلوث المياه السطحية
تتسبب الكائنات الدقيقة كالبكتيريا والفيروسات في تلويث المسطحات المائية والتي قد تكون من القمامة ومياه الصرف الصحي، كما قد يتم تلويث تلك المياه بمخلفات المصانع والمزارع، مما يجعل تلك المياه غير صالحة للاستخدام البشري.
تلوث هواء المدن
يؤدي التعرض إلى هواء المدن الملوث، إلى إصابة الإنسان بعدد كبير من الأمراض الخطيرة والتي قد تفضي إلى الوفاة.
وتقدر منظمة الصحة العالمية أن هواء المدن الملوث يتسبب في حدوث أكثر من 865 ألف حالة وفاة سنويا، حيث يحتوي هذا الهواء على عدد هائل من العناصر والمركبات الكيميائية السامة، والتي قد تنتج عن وسائط النقل المختلفة أو قد تنتج عن المصانع وورش الصيانة المختلفة، أضف إلى ذلك أن طبيعة البنايات في المدن والشوارع الضيقة، قد تؤدي إلى قلة تجديد الهواء في شوارع المدن، وهذا ينجم عنه تراكم للملوثات الكيميائية الخطيرة لفترات زمنية طويلة.
يذكر هنا أن هواء المدن الملوث يتسبب في حدوث عدد كبير من الأمراض الخطيرة، من أهمها، الشعور بالإجهاد والإعياء، وضيق في التنفس، والتهابات رئوية حادة ومزمنة ، والربو والحساسية، وتهيج للجهاز التنفسي بوجه عام، كما قد يؤدي إلى حدوث بعض أنواع السرطان.
تلوث الهواء الداخلي
يؤدي تراكم الغازات الضارة داخل المنازل، وسوء التهوية إلى زيادة تركيز عدد كبير من الغازات الضارة بصحة من يستنشقها.
ويعتبر الهواء الملوث داخل المنازل في دول العالم الثالث مسؤولا عن عدد كبير من الوفيات، حيث يتم حرق الحطب داخل المنازل من أجل التدفئة والطهي، مما يؤدي إلى تلوث الهواء الداخلي للمنازل بعدد كبير من الغازات السامة، والتي يؤدي استنشاقها إلى الإصابة بالالتهابات التنفسية الحادة، والانسداد الرئوي المزمن والإصابة ببعض أنواع السرطان.
التلوث بمياه الصرف الصحي غير المعالجة
يتسبب التلوث بمياه الصرف الصحي غير المعالجة إلى تهديد مباشر لحياة وصحة الإنسان ببعض الأمراض الخطيرة، كالكوليرا والتيفوئيد والبلهاراسيا والديزنطاريا والتهابات الكبد أ ، وتدل إحصائيات منظمة الصحة العالمية، أنه يموت سنويا زهاء مليون ونصف مليون إنسان جراء تناولهم لمياه ملوثة.
النفايات المشعة
تعد النفايات المشعة، من المواد الخطرة التي قد تتهدد حياة الإنسان، وهذه النفايات، قد تنشأ عن بعض الصناعات المدنية أو العسكرية، حيث تنتج مخلفات نووية من المفاعلات النووية، أو قد تكون من ضمن المخلفات الصناعية والطبية والعلمية والعسكرية.
وقد أسهمت الحروب الحديثة في زيادة تعرض الإنسان للمواد المشعة، حيث يتم استخدام بعض المواد المشعة، كاليورانيوم المنضب وغيره من المواد، لتصنيع الأسلحة والقذائف في الوقت الراهن، مما ينجم عنه تلويث حاد لمساحات شاسعة من الأراضي والتي قد يكون بها كثافة سكانية عالية.
ويؤدي تعرض الإنسان لتلك النفايات المشعة، إلى حدوث بعض الأمراض السرطانية والتشوهات الخلقية، وكذلك يؤدي إلى تحويل مساحات شاسعة من الأراضي إلى أماكن غير صالحة للحياة.
صناعة التعدين
تحتوي نفايات التعدين على عدد كبير من العناصر والمركبات الكيميائية السامة، والتي يمكن أن تنتقل إلى المياه الجوفية أو إلى عناصر البيئة المختلفة، وبالتالي تلحق الضرر بالإنسان والحيوان والنبات كما تؤثر بشكل كبير على السلسلة الغذائية.
لقد ارتبط تاريخ المناجم وصناعة التعدين عالميا، بعدد هائل من الحوادث المتفرقة والخطيرة، كما أسهمت هذه الصناعة في إنتاج كميات كبيرة من الملوثات الخطيرة التي كان لها انعكاسات خطرة على صحة الإنسان، ويمكن القول أن مثل تلك الملوثات، قد تؤدي إلى إصابة الإنسان بعدد كبير من الأمراض الخطيرة، كالسرطان وتلف الجهاز العصبي واضطرابات النمو والتشوهات الخلقية، كما تلحق تلك الملوثات أضرارا بالجهاز الهضمي والجهاز التنفسي لدى من يتعرض لها.
صناعة صهر المعادن
إن صناعة وتشكيل المعادن، من الصناعات القديمة والهامة، والتي تعد عماد الصناعة في الوقت الراهن، لكن عمليات صهر المعادن، ينجم عنها تشكل عدد كبير من الغازات والمواد الكيميائية الخطرة والسامة، كفلوريد الهيدروجين وثاني أكسيد الكبريت وأكاسيد النيتروجين، كما قد تتشكل وتنطلق بعض المعادن الثقيلة، كالرصاص والكروم والزئبق والزرنيخ والكادميوم.
هذه المواد تعد في مجملها من المركبات التي تلحق بمن يتعرض لها، متاعبا صحية جمة، قد تكون قاتلة ومميته.
صناعة تدوير بطاريات السيارات
تحتوي بطاريات السيارات على كميات كبيرة من الرصاص، والتي يتم إعادة تدويرها للحصول على هذا المعدن الهام والثقيل، لإعادة استخدامه من جديد ولمنع طرحه في البيئة، نظرا لخطورته وقدرته على إلحاق الضرر بالنباتات والحيوانات والإنسان.
المشكلة هنا تتمثل في الظروف التصنيعية السيئة التي يتم بها إعادة تدوير تلك البطاريات، حيث تتم في ظروف بدائية دون وجود أنظمة سلامة.
المصدر: افاق علمية