‘);
}
المنهج السيميائي في تحليل الخطاب
المنهج السيميائي في تحليل الخطاب هو منهج نقدي يدرس الدلائل أو ما يُسمّى بالعلامات وعلاقتها بالحياة الاجتماعية أو السياق، فتبحث السيميائية في الدلائل، ووظيفتها، وعلّتها، وكينونتها، والقوانين التي تحكمها، وكانت الحاجة لظهور السيميائية لأنّ التحليل الحرفي السطحي والتفسير الداخلي للنص لا يكفي للتوصّل لأسرار النص، فكان لا بُدّ من بُنية أخرى عميقة ذات دلالات إشاريّة وتأويلات خارجيّة للنص.[١]
يُحاول المنهج السيميائي الوقوف على كلّ مُلابسات فضاء النص الخارجية، بالإضافة إلى التوصّل للظواهر الاجتماعيّة، والنفسيّة، والثقافيّة الخفيّة، وتواصلها لُغوياً وغير لُغويًا، وطبيعة العلامات، وأنساقها، وخصائصها.[٢]
إنّ هدف الباحث الذي يسير على المنهج السيميائي إجراء مُقاربة معرفية، وذلك بهدف بناء نمط ثقافي مُعيّن لقراءة النصوص، ودراسة البُنية العميقة للنص الأدبي المُراد تحليله سيميائيًا، ثمّ طَرْح أسئلة حول سياقاته من أجل كشف معاني وأبعاد الخطاب الأدبيّ.[٣]
‘);
}
مبادئ المنهج السيميائي
يقوم التحليل السيميائي على المبادئ الآتية:[٤]
- التحليل المحايث
يبحث عن الشروط الداخليّة والأبعاد الخارجيّة للدلالة، أو بمعنى آخر العلاقات التي تربط بين العناصر المُنتجة للمعنى.
- التحليل البنيوي لإدراك المعنى
هناك نظام من العلاقات يربط عناصر النص، ويتمّ البحث في نظام الاختلاف أو شكل المضمون، وهذا ما يُسمّى بالتحليل البنيوي للنص.
- تحليل الخطاب
يهتمّ المنهج السيميائي بالقدرة الخطابيّة، أي القدرة على بناء نظام لإنتاج الأقوال، ولا تهتمّ بالجملة وحدها كالبنيويّة، لأنّ السيميائيّة دراسات العلامات وأسرار التأويل.
أنواع العلامات أو الدلائل في المنهج السيميائي
العلامة في المنهج السيميائي هي شيء يُمثّل شيء لشيء ما، وصُنّفت في ثلاثة أنواع كالآتي:[٥]
- رمز يُشبه المرجع
مثل: علامة الطريق لتساقط الصخور.
- الفهرس
يرتبط بشكل وثيق بالمرجع، فمثلًا الدخان علامة الحريق.
- الرمز
يرتبط بمرجعيّته من خلال الاصطلاح، مثل: إشارات المرور والكلمات.
تعريفات مُرتبطة بالمنهج السيميائي
من التعريفات المُرتبطة بالمنهج السيميائي ما يأتي:[٥]
- الدلالة
هي شيء مادي يُمكن رؤيته بوضوح، مثل الكلمات المكتوبة، وتعبيرات الوجه، والصور، والأشياء الحسية.
- المدلول
هو الشيء الذي تُشير إليه الدلالة.
- العلامة
هي شيء يُستخدم للتواصل أو لتمثيل شيء لشيء.
- العلامة الرمزية
تُسمّى التعسفية، وتحوي علاقة تقليديّة بين الدلالة والمدلول، ومثال عليها: قول مُعظم الكلمات، المقصود هو معظم الكلمات، فالعلاقة بينهم علاقة رمزية.
- الأيقونات
هي علامات يتشابه بها الدال مع المدلول.
- اللافتات الدليلة
هي علامات تُسبّب فيها الدلالة حدوث المدلول.
- الكناية
دلالة تتحدّث عن استبدال العلامة بأخرى مُرتبطة بها بشكلٍ وثيقٍ، ومثال عليها السيف كناية عن الحرب والقتال، وواشنطن كناية عن الولايات المُتحدة الأمريكية.
خطوات التحليل السيميائي
يجري التحليل السيميائي عبر ثلاث خطوات، فكل علامة تتكوّن من دلالة (شكل العلامة) ومدلول (ما تمثله الدلالة)، وهذه الخطوات هي كالآتي:[٥]
- تحليل الإشارات اللفظية، وهي الشيء الذي يُرى ويُسمع.
- تحليل العلامات المرئية، وهي الشيء الذي يُرى.
- تحليل الرسالة الرمزية، أي تفسير الشيء الذي يُرى.
تقنيات التحليل السيميائي
يوجد عدّة طُرق لإجراء التحليل السيميائي، منها:[٥]
- الأسئلة المفتوحة
يتمّ عمل استطلاع رأي أو مُقابلات لجمع الرأي السائد، والتوصّل للتفسير السائد، ومُقارنته مع ما يجب إيصاله للجمهور.
- الأسئلة المُجردة
تُظهر خفايا الرموز للتوصل إلى وجود تفسيرات بديلة من عدم وجودها، فإذا وُجدت تفسيرات بديلة يستمرّ بجلسات العصف الذهني مع آخرين.
- الأسئلة الاستقصائية
تحتمل إجابة مُحدّدة تشرح أكثر وبشكلٍ أدقّ.
- المصفوفة الخاصة بالمحتوى والخرائط الذهنية
حيث تُفيد في كَشْف المعناي الخفيّة.
- تقنيات الإسقاط
يحصل الباحث على رؤى حول مواقف الأشخاص من خلال أسئلة يقوم بطرحها، أهمّ هذه الأسئلة السؤال عن مضمون النص، وعن ماذا تُعبّر الصورة، وعن السوق المُستهدَف.
المراجع
- ↑ليلى شعبان شيخ محمد رضوان، المنهج السيميائي في تحليل النص الأدبي، صفحة 785. بتصرّف.
- ↑ليلى شعبان شيخ محمد رضوان، وسهام سلامة عباس، التمنهج السيميائي في تحليل النص الأدبي، صفحة 789. بتصرّف.
- ↑“المنهج السيميائي”، علمني، اطّلع عليه بتاريخ 17/1/2022. بتصرّف.
- ↑ليلى شعبان شيخ محمد رضوان، وسهام سلامة عباس، المنهج السيميائي في تحليل النص الأدبي، صفحة 790. بتصرّف.
- ^أبتثابتسام مهران (6/3/2021)، “ما هو المنهج السيميائي وخطواته”، المرسال، اطّلع عليه بتاريخ 17/1/2022. بتصرّف.