المهرجان القومي السابع للحرف التقليدية: تماثيل فرعونية وتصميمات قبطية تتمثل الهوية المصرية

القاهرة ــ «القدس العربي»: يُقام حالياً بـ «قصر الفنون» في «دار الأوبرا المصرية» «المهرجان القومي للحرف التقليدية» في دورته الـ (7)، والذي ينظمه «قطاع الفنون التشكيلية» بوزارة الثقافة. ونظراً لأهمية هذه الحِرف شبه المهجورة، والقاصرة على فنانين وحِرفيين اختاروا طريقاً صعباً، من حيث العمل وتسويق مُنتجاتهم، خاصة وأن هذه المُنتجات لا تجد صدى لدى قطاع عريض من المواطنين المصريين، بخلاف السائح الأجنبي، الذي ينظر إلى هذه المصنوعات نظرة إبهار لا تخفى على أحد، تقديراً للقيمة الفنية والجمالية لهذه القطع الفنية. جاء المهرجان كمحاولة لتشجيع فناني وحرفيي هذه الصناعات، وكمحاولة للحفاظ على تاريخ وهوية مصر من خلال المعروضات التي يقوم تنفيذها على مخزون ثقافي وحضاري يمتد إلى تاريخ وحضارة المصري نفسه. يُشارك في المهرجان العديد من الهيئات الحكومية والجمعيات الأهلية، مثل ... مركز الحرف التقليدية بالفسطاط، ورشة كرداسة لفنون النسيج اليدوي، مركز تحديث الصناعة، المبادرة المصرية للتنمية المتكاملة (نماء)، قصر الإبداع الفني بالهيئة العامة لقصور الثقافة، جمعية أصالة التي يرأسها الناقد والتشكيلي عز الدين نجيب، وهو مسؤول المهرجان في دورته السابعة.

المهرجان القومي السابع للحرف التقليدية: تماثيل فرعونية وتصميمات قبطية تتمثل الهوية المصرية

[wpcc-script type=”801e60022d858c60d382f809-text/javascript”]

القاهرة ــ «القدس العربي»: يُقام حالياً بـ «قصر الفنون» في «دار الأوبرا المصرية» «المهرجان القومي للحرف التقليدية» في دورته الـ (7)، والذي ينظمه «قطاع الفنون التشكيلية» بوزارة الثقافة. ونظراً لأهمية هذه الحِرف شبه المهجورة، والقاصرة على فنانين وحِرفيين اختاروا طريقاً صعباً، من حيث العمل وتسويق مُنتجاتهم، خاصة وأن هذه المُنتجات لا تجد صدى لدى قطاع عريض من المواطنين المصريين، بخلاف السائح الأجنبي، الذي ينظر إلى هذه المصنوعات نظرة إبهار لا تخفى على أحد، تقديراً للقيمة الفنية والجمالية لهذه القطع الفنية. جاء المهرجان كمحاولة لتشجيع فناني وحرفيي هذه الصناعات، وكمحاولة للحفاظ على تاريخ وهوية مصر من خلال المعروضات التي يقوم تنفيذها على مخزون ثقافي وحضاري يمتد إلى تاريخ وحضارة المصري نفسه. يُشارك في المهرجان العديد من الهيئات الحكومية والجمعيات الأهلية، مثل … مركز الحرف التقليدية بالفسطاط، ورشة كرداسة لفنون النسيج اليدوي، مركز تحديث الصناعة، المبادرة المصرية للتنمية المتكاملة (نماء)، قصر الإبداع الفني بالهيئة العامة لقصور الثقافة، جمعية أصالة التي يرأسها الناقد والتشكيلي عز الدين نجيب، وهو مسؤول المهرجان في دورته السابعة.

عالم آخر
بالتجول في المعرض يشعر المُتلقي أنه في عالم وزمن آخر، يكسر إيقاعه فقط الملابس الحديثة والهواتف الأحدث للرواد، بخلاف ذلك يبدو المكان بالكامل وكأنه عاد عدة أزمنة إلى الوراء، خاصة العصر الإسلامي ومُنتجاته التراثية، المسابح والمباخر، إضاة إلى المنحوتات الخشبية التي تمثل أصحاب المهن القديمة، وكذلك التماثيل الفرعونية، وتصميمات الفن القبطي، وهنا تتشابك وتتجادل الطرز المختلفة للعصور التي مرّت على مصر، بداية من الفرعوني وحتى الإسلامي. نجد العديد من الأعمال، مثل … القطع الخشبية المختلفة، التي تتجلى فيها الدقة الحِرفية من الخرط والتعشيق والتشكيلات الزخرفية والتطعيم بالصَدف والحفر الغائر والبارز، الأرابيسك، الصواني النحاسية المُطعمة بالصَدف، الأزياء التراثية المُستلهمة من البيئات المصرية كالصحراء والحارات الشعبية، إضافة إلى قطع الخزف المستوحاة من التراث كالفازات والأباجورات، كذلك .. أعمال الزجاج والجلد، والسجاد اليدوي، العرائس الخشبية، الأعمال المعدنية كالذهب والفضة والبرونز، أعمال التطريز والحُلي، والتابلوهات الجلدية.
الفن التشكيلي والحرف التقليدية
هناك ملمح هام في المعروضات، وهو الجمع بين الفن التشكيلي بقوانينه من حيث التصميمات، وبين التنفيذ الاحترافي لهذه التصميمات، هناك حالة من محاولة التحديث في هذه المنتجات، مع الحفاظ على روحها القديم. إلا أن المُلاحظ على الخامات الكثيرة المُستخدمة في مثل بعض هذه الصناعات أنها خامات استهلاكية، رديئة بعض الشيء، فلا يلفتك إلا الشكل فقط، خاصة في التشكيلات البسيطة من الحُلي والإكسسوارات. أما الصناعات الأخرى فنجدها لم تزل تسير في دربها القديم، مع التشكيل الحديث … كالسجاد اليدوي، وصُنعه من خلال النول الخشبي المعهود، وهناك مجموعات كاملة ومناطق سكنية باكامل تعمل وتتعيّش على هذه الصناعة. (منطقة كرداسة في محافظة الجيزة).
الروّاد
تعكس طبيعة روّاد المعرض المشكلة التي تؤرق فنان التراث، فالفئة التي تأتي لهذه الأماكن (أماكن العرض) فئة محدودة، تكاد تكون من أولوياتها واهتماماتها هذا الشكل من أشكال الفن، أكثرهم إما متخصص، أو تعدّى حدود الهواية، فالجمهور المحدود هذا يمثل دائرة مغلقة على هذه المعارض، لدرجة أن وجوههم تصبح مألوفة إلى حدٍ كبير عند كل مناسبة مُشابهة ــ الحال نفسه في أغلب معارض الفنون التشكيلية ــ وقد نجد الأجيال الجديدة من دارسي الفنون ــ فالزيارة بحُكم الدراسة ــ وقِلة هم مَن يأتون للاستمتاع، والأقل هم مَن يقومون بالشراء الفعلي لبعض المُنتجات.
مشكلة التسويق وثقافة الوعي
من الجيد أن تُقام المعارض لمثل هذه الفنون، خاصة أنها فنون إنتاجية، لا تقتصر فقط على الإمتاع الجمالي، بل يتعدى الأمر إلى المنفعة. من ناحية أخرى تمثل هذه الفنون والصناعات بُعداً ثقافياً وروحياً للفنان المصري، الذي لم يزل محافظاً على تقاليده التراثية من خلال الفن. ولكن هل لهذا التراث والإحساس به وجود على المستوى الفعلي، أما أنه يُعامل كما تُعامل الأنتيكات، التي لا تهم بالفعل سوى الأجانب، الذين حتى الآن لا يرون في مصر سوى كل ما هو تاريخي ــ ربما لقيمته الباقية ــ أما الوعي العام، فلا يهتم بهذه الصناعات، أولاً لعدم وجود ثقافة عامة بأهمية هذه الأعمال الفنية، والحرص عليها والانتفاع بها، والإحساس العام بأن هذه المنتجات تمت خصيصاً للأجانب، والمفارقة أن الحرفي المصري يتعالى على المشتري المصري، لأن الأول لديه الإحساس بأن الآخر لن يقدّر هذا الفن. ثانياً ارتفاع أسعار بعض المنتجات، بما يتناسب والمجهود المبذول في كل قطعة أو عمل فني من هذه الأعمال.
وحتى تصبح هذه المنتجات في المحيط الثقافي للمصريين، دون أن تصبح متحفيّة، يجب أن تعمل الجمعيات والهيئات المهتمة بهذه الصناعات وفنونها بالنزول إلى الناس، وكسر حالة التهيّب لدى العامة من هذه المنتجات، بحيث تصبح ي كل بيت بمصر، لتدل على ملمح ثقافي وتاريخي لدى الناس، ويبدأ التعوّد في التعايش مع هذه الأعمال والإحساس بقيمتها، فكل قطعة فنية خلفها حكاية وزمن، ربما يُعجب بها طفل لا ينتمي لأسرة الفنانين الذين يورثون الأبناء هذه الحرف والمهن، ويصبح بذاته فناناً عرف فوعى فأبدع، وبذلك … يكون الحفاظ على الروح المصرية قد عرف الطريق السليم.

محمد عبد الرحيم

Source: alghad.com

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *