‘);
}

الموت هو مفارقة الشخص للحياة ، وهو بحسب جميع الديانات السماوية إنما هو مرحلة إنتقالية بين الحياة الدنيا و الحياة الآخرة ، فالمؤمنون بالله يؤمنون بأن الإنسان الحي إنما تسكن جسده روح من أمر الله سبحانه و تعالى ، و هذه الروح هي ما تبقي الجسد حياً ، حتى إذا ما جاء أجل الإنسان المقدر من قبل الله سبحانه و تعالى إستوفى الله جل و على أمانته و قبض روحه بواسطة ملك الموت الموكل بذلك .

الموت للمؤمن ليس شراً بحال من الأحوال ، فإنما هو محطة بين حياتين ، و لئن صدق المرء مع ربه فإنه لينتظر حياة هي أرجى بكثير من حياته على الأرض ، و بالتالي من وصل به الإيمان و اليقين عظيما – نسأل الله ذلك – فإنه لا يعود يخشى الموت البتة ، ذلك بأنه قانع بأن ما بعده سيكون خيرا له بإذن الله.

إذا فالموت ليس فناء مطلقاً ، و إنما هو خروج للروح إلى بارئها ، فتبقى الروح في حياة مختلفة عن الحياة التي نألفها و تسمى الحياة البرزخية ، أما الجسد فإنه وعاء لتلك الروح ، فتراه إن الروح نزعت منه أضحى هامداً لا حراك فيه و من فور صعود الروح يبد الجسد بفقدان الحرارة رويدا رويدا حتى يصبح بارداً لا حرارة فيه و عند وضع الجسد تحت التراب فإنه يتحلل.