تعتبر المياه هي مصدر الحياة لجميع الكائنات الحية، حيث لا تقوم الحياة في عدم وجود مياه، وتعتبر قلة الموارد المائية في منطقة الخليج من أكثر ما يثير القلق لهذه المنطقة وخاصة دولة الأمارات العربية التي تقوم باستخدام 1.6 مليار متر مكعب من المياه على مدار العام، ونسبة المياه الجوفية المتاحة لدولة الأمارات تمثل 583 مليار متر مكعب، حيث تمثل المياه النقية والعذبة بها 3% فقط منها بما يساوي 20 مليار متر مكعب فقط من المياه، ولهذا تعتمد الدولة سياسة التقشف أو ترشيد الاستهلاك، حيث تقوم الدولة بعملية تحلية مياه الخليج بمقدار لا يزيد عن 140 مليون متر مكعب فقط، وهي نسبة ضئيلة للغاية لا تتناسب مع مقدار استهلاك المياه.
الجهات المتخصصة في تحلية مياه البحر في الامارات
هناك مجموعة من الهيئات الحكومية المسئولة عن تحلية مياه البحر وهي تتمثل في مؤسسة مياه وكهرباء إمارة أبو ظبي، يأتي بعدها مؤسسة هيئة مياه وكهرباء دبي، حيث ينتج 1425 مليون متر مكعب من المياه المحلاة من مياه البحر، ونظرًا لنضرة تساقط مياه الأمطار وخاصة مع انتشار الملوثات فقد أدى ذلك لضعف المخزون الاستراتيجي للمياه الجوفية بما يتعين على ذلك مجموعة من القرارات البالغة الصعوبة ومنها:-
- العمل على ترشيد استهلاك المياه على مستوى الأمارات المختلفة، حتى يتم توفير نسب معينة من المياه، وجعل مبدأ ترشيد المياه نمط حياتي يسير عليه كافة أفراد المجتمع الإماراتي.
- سيتم مضاعف عملية تحلية مياه البحر بنسبة تساوي ثلاث أضعاف ما يجري حاليًا مما سيؤثر على الميزانيات المالية للمجالات المختلفة مثل الصحة والتعليم والزراعة، حيث أن تحلية مياه البحر تعتبر من العمليات كبيرة التكلفة، ولكنها في حد ذاتها لا يمكن الاستغناء عنها مع قلة حجم المياه الجوفية وخاصة العذبة منها.
وقد قدمت عدة دراسات في مجال المياه الجوفية في معهد مصدر، حيث قدم عدة باحثين تصور تام لحالة المياه في دولة الأمارات بأنها مثل النفقات والمدخلات والمدخرات التي تمثل أي ميزانية متكاملة، حيث اعتبرت النفقات هي المياه المتبخرة والتي يتم استخدامها على مدار العام، بينما المدخلات هي مياه الأمطار والمياه المعالجة والمياه الناتجة من عمليات التحلية، بينما المدخرات هي المياه الجوفية التي تعتبر الأزمة الحقيقية لدولة الأمارات، حيث تستخدم في توفير أكثر من نصف احتياجات الدولة من ري الأراضي الزراعية، بينما لا تمثل المياه المعالجة كيميائيًا سوى 12% فقط وتستخدم في المجال الصناعي وري الأراضي الزراعية، بينما المياه المحلاة تمثل 37% فقط من حجم المياه المستخدمة.
كيفية الحصول على المياه الجوفية في دولة الأمارات
تعتمد المياه الجوفية في كافة المناطق على مياه الأمطار التي تسقط ويتم تجميعها في مخرات السيول وتتكون في طبقات الصخور والأرض الداخلية، ويتم استخراجها عن طريق حفر أعداد كبيرة من الآبار عن طريق الدولة أو الأشخاص العادين لكي يحصلون على احتياجاتهم اليومية من المياه في مجال ري الأراضي الزراعية وسقاية الحيوانات مثل الغنم والماعز وذلك في الأماكن البدوية، وتقوم الدولة بحفر الآبار لتحصل على قدر بسيط من احتياجاتها السنوية للقيام بالأنشطة المختلفة، وتعتبر المياه الجوفية هو المخزون الاستراتيجي لدول كثيرة وخاصة دولة الأمارات، والتي تعتبر من المشاكل الرئيسية التي تعاني منها الدولة في ظل الحروب المتعددة على وسائل المياه العذبة التي لا غنى عنها لوجود حياة مستقرة ودائمة.
ولذلك فأن الشغل الشاغل لدولة الأمارات هي زيادة منسوب تحلية المياه لسد الفجوة المائية.