حمض اليوريك؛ هو مادة كيميائية ناتجة عن تحلل البيورينات  “Purines” التي ينتجها الجسم بشكل طبيعي وتوجد أيضًا في بعض المأكولات والمشروبات، وفي حين أن حمض اليوريك ينتقل عبر الدم ليصل إلى الكلى ويتخلص الجسم منه عبر البول، إلا أن إنتاج الجسم للكثير من هذا الحمض أو عدم القدرة على التخلص منه بفاعلية يؤدي إلى ارتفاع مستوياته في الدم، وهي حالة مرضية شائعة في الواقع إذ يصاب شخص من بين كل خمسة أشخاص بها، وغالبًا ما لا تظهر أية أعراض مصاحبة له، ويعتبر هذا الإرتفاع إحدى مراحل وأعراض مرض النقرس.

يتطور مرض النقرس إثر تراكم حمض اليوريك في الجسم، مما يؤثر على الأقدام بالأكثر، ويتسبب بتورم وآلام في مفاصل القدم وخصوصًا الاصبع الأكبر.

علاقة النظام الغذائي بالنقرس

للإصابة بالنقرس أسباب عديدة كاضطرابات الدم والأيض التي تسبب إنتاج الجسم للكثير من حمض اليوريك، والإفراط في شرب الكحول، والجفاف، ومشاكل في الغدة الدرقية والكلى تؤثر على قدرة الجسم على التخلص من حمض اليوريك الزائد، بالإضافة  إلى المداومة على تناول بعض الأدوية>

لعل من أهم هذه الأسباب هو النظام الغذائي وما يأكله الشخص، إذ يؤدي تناول الكثير من الأغذية التي تحتوي على البيورينات إلى الإصابة بالنقرس.

النظام الغذائي المخصص لمرضى النقرس وارتفاع حمض اليوريك

تلعب التغذية دورًا مهمًا في التخفيف من أعراض النقرس، إذ يجدر بالشخص المعرض للإصابة به وبنوباته الحادة تجنب الأطعمة التي تحتوي على أكثر من (150-200) ملغ من البيورينات لكل 100 غرام من الصنف الغذائي، بالإضافة إلى تجنب الأغذية العالية بسكر الفركتوز، ومن هذه الأغذية:

  • أعضاء الحيوانات بكافة أنواعها: بما فيها لحم الكبد والكلى والدماغ وغيرها.
  • اللحوم: كلحم العجل ولحم الغزال وغيرها.
  • السمك: كسمك التونا والمكاريل والرنجة والسردين وغيرها.
  • المأكولات البحرية: كسرطان البحر والروبيان.
  • المشروبات التي تحتوي على كميات كبيرة من السكر: كعصائر الفواكه والمشروبات الغازية.
  • السكريات المضافة: كالعسل وشراب الذرة الذي يحتوي على الفركتوز بكميات كبيرة وغيرها.
  • الكربوهيدرات المكررة: كالخبز الأبيض والكعك والبسكويت، فهي فقيرة جدًا بالعناصر الغذائية ويمكن أن تتسبب بارتفاع مستويات حمض اليوريك.

على الرغم من أنه يبدو وكأن النظام الغذائي المخصص للنقرس يحرم الشخص من الكثير من الأطعمة، إلا أنه يوجد الكثير من الأطعمة الأخرى التي تحتوي على البيورينات بنسب أقل وتعتبر آمنة للاستهلاك من قبل المصابين بالنقرس، وهي التي تملك أقل من 100 غرام من البيورينات لكل 100 غرام من الطعام، ومنها:

  • الفواكه: تعتبر جميع الفواكه بكافة أنواعها جيدة لمرضى النقرس، وحتى يمكن للكرز أن يقي من نوبات النقرس الحادة بتقليل مستويات حمض اليوريك وتقليل الالتهاب.
  • الخضراوات: وجميع الخضراوات جيدة أيضًا للنقرس، بما فيها البطاطا والبازيلاء والفطر والباذنجان والخضراوات الورقية الخضراء.
  • البقوليات: البقوليات بكافة أنواعها مسموحة في النظام الغذائي المخصص لمرضى النقرس، بما فيها العدس والفاصولياء وفول الصويا.
  • المكسرات: جميع المكسرات والبذور.
  • الحبوب الكاملة: بما فيها الشوفان والأرز البني والشعير.
  • منتجات الألبان: جميع منتجات الألبان مسموحة، ويوصى خصيصًا بقليل الدهن منها فقد يكون مفيدًا في هذه الحالة.
  • البيض
  • الشاي والقهوة والشاي الأخضر من المشروبات.
  • جميع أنواع الأعشاب والتوابل.
  • الزيوت النباتية: بما فيها زيت الكانولا وجوز الهند والزيتون والكتان.

من الجدير بالذكر أنه يمكن تناول معظم اللحوم ولكن باعتدال، إذ يُنصح بعدم تناول أكثر من (115-170) غرام عدة مرات في الأسبوع، ويكمن السر في الاعتدال لأن الإفراط فيها يتسبب بنوبات ألم شديدة، ومن هذه اللحوم لحم الدجاج ولحم البقر ولحم الخروف، ويمكن أيضًا تناول سمك السلمون الطازج والمعلب لأنه يحتوي على البيورينات بكميات أقل من باقي الأسماك.

العادات الصحية المرافقة للنظام الغذائي لمرض النقرس

يتضمن اتباع نظام غذائي لتخفيف مستويات حمض اليوريك وتخفيض خطر الإصابة بنوبات النقرس، تبني عادات حياة صحية من أهمها:

إنقاص الوزن

يجب بالشخص المصاب بالنقرس ويعاني من زيادة في الوزن في الوقت نفسه، أن ينقص من وزنه، وذلك لأن زيادة الوزن تؤدي للإصابة بمقاومة الإنسولين التي تحفز ارتفاع مستويات حمض اليوريك، ولكن يجب تجنب الحميات الغذائية القاسية القليلة جدًا بالسعرات الحرارية، لأنها تزيد خطر التعرض لنوبات النقرس.

زيادة النشاط البدني

يساهم ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم في تخفيض مستويات حمض اليوريك في الدم.

شرب الماء

يجب شرب ستة أكواب من الماء أو أكثر خلال اليوم، وكوب قبل النوم لمساعدة الكلى على التخلص من الحمض الزائد عبر البول، ويجب زيادة شرب الماء في حال ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، ذلك لأن الجسم يفقد الكثير من الماء عبر التعرق.

أخذ مكملات فيتامين ج الغذائية

إذ أظهرت الدراسات أن فيتامين ج يساهم في تقليل خطر الإصابة بنوبات النقرس، بتحفيز الكلى على التخلص من حمض اليوريك عبر البول، ولكن هناك الحاجة لمزيد من الدراسات لإثبات ذلك.

عادات أخرى

  • تقليل شرب الكحول وتجنب تناولها تمامًا إن استلزم الأمر.
  • تجنب تناول الطعام بنهم ولحد التخمة.
  • عدم الإفراط كثيرًا في شرب المشروبات التي تحتوي على الكافيين، كالشاي والقهوة.