النمو الروحي للطفل

نحن نسعى دائماً لننمي طفلنا من عدة نواحي..نمواً جسدياً..نمواً علمياً..نمواً عقلياً... وإن من أهم ماننميه في الطفل هو النمو الروحي..لأنه كلما عرف وتعلم شعائر ديننا، كلما كان ذو شخصية محبة ومتعاونة وسليمة..لنبدأ مع طفلنا بداية صحيحة...

Share your love

 

ولما كان الاهتمام بالفرد دينياً أمر ضروري وواجب..كان لابد من تهيئة جيل مستقيم منذ الصغر حيث أننا يجب أن نغرس في نفوسهم معنى الدين، الحلال والحرام، الجنة والنار، العقاب والثواب…
ومن أولى الأولويات أن نعلم الطفل من هو الله..ومن رسولنا..مامعنى ملائكة….الخ..والتي يمكن من خلالها تنمية النمو الروحي لدى الأطفال ..
 
– الإيمان بالله تعالى:
إن أهم واجبات المربي والأهل، حماية الفطرة من الانحراف وصيانة العقيدة من الشرك وتبدأ عملية تعليم الطفل الإيمان بالله من خلال غرس محبة الله تعالى في نفس الطفل ويكون ذلك بإشعار الطفل بفضل الله تعالى إذ خلق له عينين يرى الدنيا بهما..وأذنين يسمع بواسطتهما..ورجلين يمشي بهما…ويدين يمسك بهما ويكتب ويرسم ويحل الألعاب ويفتح الهدايا…وخلق له الطعام اللذيذ ليتناوله..وأن يبتعد عن تلقين الأطفال اسم الله من خلال الأحداث فقط .
 
– تعويد الأطفال حب رسول الله (ص):
على الأهل وموجهي الأطفال أن يغرسوا حب رسول الله في نفوس الناشئة عن طريق سرد السيرة النبوية ابتداء بنسبه الشريف وتعبده في غار حراء ثم تبيان مكانته قبل البعثة في قومه وإظهار حب أصحابه له ودفاعهم عنه وعن الدين وكذلك بيان صفاته الخلقية من صدق وأمانة وصلاة وتواضع وغير ذلك…
كما أنه يجب أن يشرحوا للطفل ويقصوا عليه كم عانى الرسول من الكفار حتى ينشر ديننا…
واليوم نرى المكتبات مليئة بالقصص الرائعة المصورة التي تحكي عن ذلك وبالأسلوب المحبب للطفل…
 
– الإيمان بالملائكة:
أن يوضحوا للطفل أن في العالم مخلوقات كثيرة لا نعرفها، ومن بينها الملائكة وبهذه الصورة يمكن أن نتحدث عن هذا الركن الغيبي أمام الأطفال ويجب أن يحذروا من تثبيت صورة خاطئة في عقول الأطفال عن شكل الملائكة.
 
– عدم التركيز على الخوف الشديد من النار:
من الممكن المرور على موضوع العقاب والنار وجهنم مروراً خفيفاً دون التركيز على التخويف بالنار لأن الطفل الصغير ذو نفس مرهفة فلا ينبغي تخويفه ولا ترويعه، لأن نفسه قد تتأثر تأثراً عكسياً…بل يمكننا أن نحكي له عن النار بطريقة تنفيرية..ونؤكد أن من فيها هم الذين يخطئون ويغضبون الله ويعقون الوالدين أما من يحب الله ويعمل مايأمرنا به فهو سيدخل إلى الجنة..وهنا باستطاعتنا أن نزرع فيه فكرة أنه سيكون مؤكد في الجنة مع الرسول الحبيب وأننا على ثقة كبيرة بأنه يحب الله وبأن الله سبحانه وتعالى يحبه أيضاً…  
 
– الإيمان بالقدر :
أن نزرع في نفس الطفل الإيمان بالقدر منذ صغره هو أمراً ليس سهلاً..ولكنه ليس صعباً أو مستحيلاً لأننا منذ الصغر يجب أن نعلمه بأن الله هو يقدر لنا مايحدث معنا..ويقدر لنا إما طريق الجنة وإما طريق النار ونحن نختار…وسوف نختار طريق الجنة ومن الممكن في تلك اللحظة أن نتعاهد مع الطفل على السير في طريق الجنة… 
 
– تعليم القرآن واعتياد توقيره:
لقد حث رسول الله(ص) على حفظ كتاب الله وتفهمه، ولتعليم القرآن الكريم أو حفظه لابد من تشجيع الأطفال على ذلك عن طريق قراءته أمامهم وسماع الآيات القرآنية في كل صباح…وتحديد سور صغيرة من القرآن ليبدأ بحفظها..ومكافأته عند الحفظ..ثم نزيد عدد السور شيئاً فشيئاً…
وتبدأ تهيئة الطفل لأجواء العبادة من سن التمييز أي عندما يصبح باستطاعته أن يأكل ويشرب ويخلع ويلبس ثيابه لوحده..وعلى مبدأ اليسر وليس العسر…
 
– مظاهر النمو الروحي عند طفل الروضة
 
تعد مرحلة الروضة من المراحل المهمة في حياة الطفل، وقد زادت أهمية هذه المرحلة في الفترة الأخيرة عندما أكد علماء النفس والتربية أهمية السنوات الأولى من حياة الطفل في تكوين الشخصية وفي تكوين الجوانب الخُلقية والنفسية والروحية…
ومن مظاهر النمو الروحي عند الطفل:
 
– الطفل بحكم تفكيره الحسي لا يفهم من أمور الدين إلا ما كان محسوساً يخاطب إدراكه الحسي،فهو لا يدرك المعنويات من خير وشر وفضيلة وذنب ومغفرة، إلا في مرحلة مابعد الروضة..و إنما يدرك الجانب الحسي فيها فالخير مثلاً عندما نعطي محتاجاً بعض النقود أو الطعام ويرى الطفل سعادة ذلك المحتاج فإنه يشعر ويدرك فعل الخير.
 
– الطفل دائم الرغبة في معرفة سر وجوده وكذلك الكائنات التي حوله وذلك نتيجة لحب الاستطلاع الذي يتصف به في هذه المرحلة فعلى المربي في الروضة والأهل في البيت احترام شوق الطفل لمعرفة الحقيقة من خلال إجابات واضحة ومختصرة ومناسبة مع مستوى استيعابه..
 
– يرجع الطفل كل ما يحيط به من أشياء إلى الله سبحانه وتعالى، لأن طبيعة الطفل النفعية وفكرته عن الله سبحانه وتعالى تتصل بكل ما يحقق لهم رغباتهم لإيمان الطفل بقدرة الله على فعل أي شيء، فإنه يتوجه إليه بالدعاء لكي يحقق والديه له ما يريد وهنا يجب أن تكون أعماله صالحة ترضي الله حتى يستجيب الله لدعائه.
 
– بعض الوسائل المساعدة في النمو الروحي:
 
إن العقيدة الدينية إطار حياة يحيط بكل جوانب التربية من علم وعمل والتزام تبذر بذروه منذ الأشهر الأولى لمولده ومن الخطأ أن تغرس العقيدة الدينية عن طريق التلقين فقط، وأبرزت الدراسات المتعلقة في سن ما قبل المدرسة أن الأطفال يركزون على ذواتهم ويدورون حول أنفسهم ولا يهمهم كثيراً موافقة من حولهم أو عدم موافقتهم ما دام ما يقومون به ينسجم أساساً مع ما يميلون إليه فطرياً.
وينجذب الأطفال نحو الصور والألوان والرسوم والأفلام الصامتة والناطقة ومن أهم الأمور التي ينبغي أن تتجه إليها هذه المرحلة هي :
  
1- تنمية روح التعاون:
يتم ذلك بالتمثيليات البسيطة وبعض قصص القرآن وقصص السيرة أو ببعض الأمثلة الواقعية،و الألعاب الجماعية والإنشاد الجماعي والرحلات الجماعية والأنشطة التي تتطلب اشتراك الأطفال في عمل واحد وقيام كل طفل بدور محدد يرتبط بالأدوار الأخرى التي يقوم بها الأطفال الآخرين.
 
2- تنمية الجرأة والثقة بالنفس وعدم الخوف:
يتم ذلك من خلال القيام بتلاوة الأطفال لبعض السور القصيرة أمام أقرانهم أو منفردين.. كما يتم تكليف الأطفال فرادى ببعض الأعمال التي تتطلب منهم أن يعرضوها على زملائهم..و من خلال استعراض المشاهد التي تدل على عظمة الله وحفظه لعباده واستمرار وظيفة الليل والنهار و يمكن توضيح أهمية وقيمة الأفراد الآخرين بالنسبة لنا ودورهم في جلب الراحة والطمأنينة إلى نفوسنا ويمكن من هذا المنطلق أن تتناول المعلمة دور رجل الشرطة فبدلا من الشعور السلبي نحوه تخلق المعلمة شعوراً ايجابياً نحوه.
 
3- تنمية الاتجاه نحو النظام والعناية بالجسم:
يمكن تدريب الأطفال على ترتيب غرفتهم…ووضع الأشياء في مكانها الصحيح..وكيفية العناية بنظافة أجسامهم وكذلك غسل أيديهم وأسنانهم، وقد يعتبر هذا التدريب مدخلا لتعليم الطفل الوضوء واستعداداً للبدء في الصلاة في سن السابعة .
 
4- تنمية الاتجاه نحو الواقعية في فهم عالم الغيب:
يمكن للمعلمة أن تستخدم قطع المحفوظات الصغيرة التي تتناول الذات الإلهية أو تتناول بعض مظاهر الطبيعة كالشمس والقمر وكذلك تحفيظ الأطفال بعض الآيات التي تعرض مظاهر الله في الكون أو تتناول الملائكة والجنة و… 
 
ومن الوسائل التعليمية المهمة في هذا المجال الألوان والرسومات المساعدة وتمثيل الأدوار بالصور والأشكال المناسبة والأناشيد الدينية البسيطة…كما أنه علينا مساعدة الطفل في كل ذلك بالحسنى…
وعلينا تذكر أنه لايمكننا تعليم الطفل أي من الأشياء التي نريدها بالإجبار أبداً…و إلا لن نحصل على النتائج المرجوة.
 
 
 
 
Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!