‘);
}

الهندسة المدنية

الهندسة المدنية هي المهنة التي يتم فيها توظيف قوى الطبيعة والموارد المختلفة لصالح الإنسان وتوفير الرفاهية له، وهي عبارة عن مهنة يتم فيها تطبيق العلوم الفيزيائية، بالإضافة إلى المعرفة التي يمتلكها الإنسان والتي تشتمل على خبرته وحصيلته العلمية؛ لتطوير طرق استغلال الموارد المختلفة؛ لتقديم التسهيلات للمجتمع وتحسين البيئة ومختلف نواحي الحياة الاقتصادية كالصناعة، ولتأسيس منشآت هامة للفرد للاستفادة منها على أكمل وجه، فهي فنّ يوجه الموارد ويهيّئها للاستعمال البشري بما يتناسب مع الإنسان.[١]

وفي الهندسة المدنية يتم تطبيق مبادئ الفلسفة الطبيعية بشكل عملي، وإنّ من أهم مجالات تطبيق الهندسة المدنية هي: إدارة الطرق، والجسور، والسكك الحديدية، وقنوات الملاحة البحرية، وقنوات جرّ الأنهار، وبناء السفن والمراسي، والحواجز، وحوائل الأمواج، والمستودعات، والمنارات، والمولات، وغيرها الكثير بما يتعلّق بالصناعة والتجارة، والجدير بالذكر أنّ استخدام مصطلح الهندسة المدنية للمرة الأولى كان في القرن الثامن عشر، وكان الهدف من استخدامه هو التمييز بين ممارسات الهندسة المدنية عن تلك المرتبطة بالجيش؛ أي الهندسة العسكرية، وكان أول من لقّب نفسه بالمهندس هو الإنجليزي جون سميتن، واستخدم مصطلح الهندسة المدنية لتمييز عمله لزبائن طواحين الهواء، والموانئ، والمنارات، والأعمال الأخرى التي تختلف عن الأعمال العسكرية.[١]

إنّ الهندسة المدنية واحدة من أقدم التخصصات الهندسية؛ حيثُ يظهر أثرها جليّاً في أهرامات مصر، وأنظمة الطرق التي أسّسها الرومان، كما ترتبط بالقطاع العام والقطاع الخاص،[٢] فتتوافر فرص العمل للمهندسين المدنيين في القطاعين، ويمكن القول أنّ نطاق الهندسة المدنية واسع جداً ويُمكِّن العاملين بها من الحصول على وظائف هامة ومرموقة للغاية، وقد ازدادت الحاجة إلى المهندسين المدنيين في يومنا هذا؛ بسبب ازدياد الحاجة إلى تطوير الطرق والمباني وجعل حياة الناس آمنة أكثر وتسهيلها عليهم.[٣]