الهوس بمعايير الجمال, حفرة تجنّبي السقوط فيها
٠٧:٥٥ ، ٢٠ سبتمبر ٢٠٢٠
}
هل يعدّ الهوس بمعايير الجمال مرضًا؟
يسعى الجميع وخاصةً الفتيات للحصول على جمال مثالي، من حيث شكل الأنف والشفتين والعيون وقوام الجسم، لكن البعض أصبح لديهم موضوع الجمال هوس في حياتهم، حيث أصدرت رينيه إنجلن أستاذة في علم النفس في جامعة نورث وسترن، كتاب يناقش الهوس بمظهر المرأة وهو بعنوان “Beauty Sick: How the Cultural Obsession with Appearance Hurts Girls and Women“، وسمت إنجلن هذه الثقافة المهووسة بالمظهر الخارجي بمرض الجمال، وأظهرت الدراسات أنّ النساء والفتيات اللواتي ينخرطن في وسائل التواصل الاجتماعي لمتابعة صيحات الجمال والموضة؛ يدخلن في حالات من اضطرابات الأكل، وزيادة أعراض الاكتئاب، والمزيد من الرغبة في إجراء الجراحة التجميلية، فمهما كانت المرأة متعلمة وواثقة من نفسها، إلا أنها لا تزال تشعر بعدم الأمان والثقة بمظهرها، فلهذا تضحّي بالوقت والمال الذي يمكن تخصيصه لتحقيق أهداف في التعليم، أو الحياة المهنية، أو الأسرة، أو الهوايات، للحصول على شخصية مستقلة وبالتالي مظهر مثالي[١].
‘);
}
أسباب الهوس بمعايير الجمال
يعد كفاح المرأة للحصول على أجمل مظهر قصة قديمة وربما لا تنتهي أبدًا، ووفقًا لبعض الدراسات، فإنّ 95٪ من النساء غير راضيات عن مظهرهن، إليكِ عزيزتي الأسباب الأساسية للهوس بالمظهر الخارجي، ومعايير الجمال[٢]:
- سعي الشركات إلى خلق انعدام رضى المرأة عن مظهرها: يزداد سوق مستحضرات التجميل بشكل لم يسبق له مثيل، فوفقًا لبعض التقارير الحديثة، أصبحت النساء القوة الشرائية الرئيسية لمستحضرات التجميل، وبالتالي من المهم إغرائهنّ ببيع المنتجات التجميلية، لذلك نرى بوضوح عزيزتي أنه إذا أصبحتِ سعيدة بمظهركِ، فأين سيذهب سوق صناعة مستحضرات التجميل العملاق، فمن مصلحة الشركات صناعة الإعلانات التي تلعب بعقول السيدات بأساليب ذكية لجذبهن.
- الحكم على النساء من مظهرهن: يصدر العديد من الناس الأحكام على المرأة بحسب مظهرها وجمالها، مثل كونها جميلة لكن حواجبها لم يتم تقليمها بشكل صحيح، أو أن وجهها مليئ بالبثور وغيره من الأوصاف والأحكام التي تهتم بالمظهر فقط، ونظرًا لأنّ العنصر الأساسي في حياة العديد من النساء الآن هو الجمال، فإنه من الممكن أن تقارني نفسكِ ومظهركِ مع النساء الأخريات، فقد يهمكِ الحصول على الجمال المثالي أكثر من الرجل، لكن الجمال بالنسبة للرجال لا يتعلق بتصفيفة شعركِ المثالية أو ساقيكِ المشدودة، بل يبحثون عن جمال يدوم إلى الأبد؛ وهو جمال العقل والجسد وحسن الخلق، فالمرأة الأنيقة وذات الملابس اللائقة هي جميلة بالنسبة لـ 90٪ على الأقل من الرجال.
- انعدام الأهداف: تتجه النساء اللواتي يفتقرن إلى تحديد أهدافهن في الحياة إلى التركيز على الجمال كهدف، لكن قد يساعدكِ الحصول على الرعاية والاهتمام المناسبين، على الشعور بالحب والانتماء والثقة بالنفس، فإذا كنتِ تحبين نفسكِ؛ فلن تهتمي بما يقوله لكِ الآخرين حتى لو كانت مرآتكِ.
طرق للتخلص من الهوس بمعايير الجمال
تتعرض النساء للعديد من الرسائل المجتمعية حول الجمال المثالي، وهذا قد يدفعها إلى محاولة التغيير في شكلها ليتناسب مع المعايير الجمالية السائدة، فنحن نعيش في مجتمع يذكّرنا باستمرار بالشكل الذي يجب أن نبدو عليه، ومعايير الجمال التي علينا تحقيقها، تعرفي عزيزتي على بعض الطرق للبدء في تغيير أهدافكِ وإعادة بناء قيمتكِ الذاتية[٣][٤]
- خصّصي ساعة واحدة لاكتساب الأفكار الإيجابية: خصّصي ساعة يوميًا في الأسبوع للتركيز على حب جسدكِ وشكلكِ، ولتعزيز الأفكار الإيجابية وشعور الرضا عن نفسكِ؛ لكي تكوني جديرة بالاهتمام، ولمساعدتكِ على التخلص من الهوس الخاص بمثالية الجسم ومعايير الجمال الأخرى.
- استفيدي من وسائل الإعلام: تابعي وسائل الإعلام الإيجابية لمساعدتكِ على بناء احترامكِ لذاتكِ، فيوجد عدد من الكتب والمدونات والأفلام الوثائقية التي تبني تقدير المرأة لذاتها في ثقافتنا.
- تجنّبي الحكم على المظاهر: تدربي على رؤية الجمال في جميع النساء، من جميع الأشكال والأحجام، هذه الممارسة جيدة بشكل خاص لتتعلمي كيفية تكوين معتقداتكِ الشخصية حول الجمال، والتخلص من حكمنا الاجتماعي السطحي، فبالرغم من عدم قدرتنا على تغيير مجتمعنا وتأثيراته السلبية بين عشية وضحاها، لكن يمكننا إحداث تغييرات بداخلنا والتخلي عن إصدار الأحكام على الآخرين بناءً على مظهرهم الخارجي.
- ارتدي الملابس المناسبة دون اتباع القواعد: ارتدي ما تحبين من الملابس، وما يناسبكِ، فالشخص الوحيد الذي تحتاجين إلى استشارته عند اختيار ما ترتدينه هو أنتِ،لذا أحبي ملابسكِ واستمتعي بارتدائها دون التقيد بآراء مصممي الأزياء أو مجلات الموضة أو أي شخص آخر.
- تجنّبي استخدام الفلاتر للصور قبل نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي: تجنبي استخدام الفلاتر و تطبيقات تعديل الصور على صوركِ الخاصة قبل نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي، فقد اعتاد أصدقاؤكِ وعائلتكِ على رؤيتكِ في الحقيقة، فلا داعي لتغيير ملامحكِ، وأحبيها كما هي.
- اخرجي بدون مستحضرات التجميل: اخرجي بفخر بدون مكياج، فهذا ليس فقط جيدًا لبشرتكِ، وإنما يساعدكِ على الشعور بالثقة بدون مكياج، فأنتِ ما زلتِ امرأة جميلة بدونه، وتذكري أنّكِ لستِ مضطرة للتقيد بمعايير الجمال السائدة.
- أحبّي ذاتكِ وتقبليها: تقبلي نفسكِ تمامًا كما أنتِ دون المكياج وفلاتر ومراقبة عدد السعرات الحرارية، فالقبول هو الأساس لصورة أفضل ، لذا فإنّ أي شيء يمكنكِ القيام به للتركيز على قبول جسمكِ ومظهركِ سيعزز ثقتكِ بنفسكِ.
من حياتكِ لكِ
يعد حب الذات سلاحكِ السري لتعيشي حياة مُرضية، فقبل أن تطلبي الحب والاحترام من الآخرين، قدّمي لنفسكِ الحب والتقدير، فعند اتخاذكِ القرارات بدافع الشعور بالذنب أو الحاجة إلى إرضاء الآخرين أو تجنب الخلاف، فسوف تقللين من احترامكِ لنفسكِ، وهذا يُنقل لمن حولكِ، فلا يعني التمتع بتقدير الذات الصحي أن تكوني مثالية، بل هذا يعني أن تتقبلي نفسكِ كما أنتِ، فقد تشعرين بالرضا عن نفسكِ عندما تسير أموركِ على ما يرام، ولكن قد تواجهين صعوبة في القيام بذلك إذا كنتِ تعانيين من مشاكل خطيرة، ويوجد بعض الأشياء التي يمكنكِ القيام بها لتقوية حبكِ لذاتكِ، وتساعدكِ على الاعتناء بنفسكِ جيدًا، فلا بأس في وضع احتياجاتكِ أولاً، فعندما تقدمين الحب لنفسكِ؛ فحتمًا ستحصلين على السعادة، فيساعدكِ احترام الذات على تحديد الأهداف وتحقيقها، وتخطي النكسات والمصاعب، فهو انعكاس لكيفية حكمكِ على قيمتكِ الذاتية، والإيمان بنفسك، حتى لو ارتكبتِ أخطاء في بعض الأحيان[٥].
المراجع
- ↑“WHEN OBSESSION WITH BEAUTY BECOMES A DISEASE”, psmag, Retrieved 2020-09-14. Edited.
- ↑“Why are we so obsessed with beauty standards?”, womanatics, Retrieved 2020-09-14. Edited.
- ↑“FIVE WAYS TO REBEL AGAINST SOCIETYS BODY STANDARDS”, recoverywarriors., Retrieved 2020-09-14. Edited.
- ↑“How to rebel against beauty standards”, heartyourbody., Retrieved 2020-09-14. Edited.
- ↑“The importance of self-love, positivity, self-esteem and resilience”, lifeworks, Retrieved 2020-09-14. Edited.