واطلق على هذا المشروع الذي يعتقد انه سيكون من المشاريع الواعدة اسم بلدات H2piaويمكن وصف ما يشاد حاليا في الدانمارك والمانيا بانه اول تجربة في العالم، ويدفع هذا المشروع الى التفكير في نمط حياة جديد في المستقبل القريب، لا سيما وان كل التقديرات تشير الى زيادة عدد سكان الارض بنسبة 24 في المائة حتى عام 2023، اضافة الى ارتفع عدد وسائل النقل على انواعها من والى كل بقعة من العالم بنسبة 50 في المائة. ما يعني ان منتجي النفط عليهم التفكير الجدي برفع قدراتهم الانتاجية من اجل تلبية نمو الطلب على النفط.
وتمثل منازل بلدات H2pia نموذجا لمدينةعملية تضمن مجتمع الرفاهية المتوازن بين الاستهلاك والتلوث،وتستمد طاقتها من وقود المستقبل، او الهيدروجين وهو ابسط عنصر عرفه الانسان، حيث يتكون من بروتون واحد والكترون واحد ويمثل اكثر من 90 في المائة من مكونات الكون، و30 في المائة من كتلة الشمس، وهو ثالث اكثر العناصر توافرا على سطح الارض.والهيدروجين غاز ليس له لون او طعم او رائحة وهو غير سام، ويتكون من جزيء ثنائي الذرة H2ولا يوجد منفردا، بل يرتبط دائما مع عنصر اخر، فهو يرتبط بالاوكسيجين مكونا الماء H2O ويرتبط مع الكربون مكونا مركبات مختلفة مثل الميثان والبترول.
وتعمل بنية بلدات H2piaالتحتية بالكامل عن طريق خلايا وقود الهيدورجين التي تنتج الكهرباء من خلال تفاعل كهربائي كيميائي باستخدام الهيدروجين والاوكسجين مما سيسمح بالتالي بتقليص انبعاثات ثاني اكسيد الكربون،، من جهة، ومن جهة اخرى تقليل الاعتماد على النفط الذي يشهد حاليا ازمة طلب المتعطشين له من اجل تطوير صناعاتهم كالصين وبلدان غربية.ويهدف المشروع الى وضع حجر الاساس لمجتمع مدني كامل، يتكون من منازل ومكاتب ومتاجر ووسائل نقل يقطنه اشخاص بحثوا طويلا عن بيئة
نظيفة وغير ملوثة،وسوف تصمم البلدات وفق صناعة جديدة تخول الهندسة المعمارية التقليدية معانقة الضرورات الناجمةعن وجوب اعتماد تكنولوجيا الهيدروجين واجهزتها. وهذا يفسر التباين بينها وبين التركيبة المعيارية لاية مدينة اخرى في العالم.وسيتم في خارج وسط بلدات H2piaتركيز الالواح الشمسية وتوربينات الرياح، وهي شفرات دوارة تحمل على عمود ومولد يعمل على تحويل الطاقة الحركية للرياح الى طاقة كهربائية، فعندما تمر الرياح على الشفرات تخلق دفعة هواء ديناميكية تتسبب في دوران الشفرات. وهذا الدوران يشغل المولد فينتج طاقة الكهرباء التي تغذي البلدات بالطاقة والهيدروجين معا.
وبهذا، ستوزع الطاقة المتجددة المستمدة من الشمس والريح، مباشرة على سكان هذه البلدات وتخزن الكمية الطاقوية الفائضة كي تحول في وقت لاحق الى هيدروجين كلما تضاءلت قوة الرياح او اشعة الشمس.
وستحتوي ما يسمى بH2pia Publicعلى محطة تدفئة مركزية ومنشأة لتوليد الكهرباء عن طريق خلايا وقود الهيدروجين، وعدة مضخات لتعبئة خزنات وسائل النقل العامة والسيارات العاملة بوقود الهيدروجين.
وهناك مكان مهم اخر في البلدات هذه اطلق عليه اسم H2pia Shareحيث تنتشر فيه المكاتب واماكن التسلية.وقسمت المناطق السكنية الى ثلاث فئات وذلك اعتمادا على حاجات السكان، وتدعي المنطقة السكنية الاولى Villa Unpluggedوهي مخصصة للعائلات التي تعشق الحرية والحياة متعددة الجوانب، والمنطقة غير موصولة بمحطة بلدات H2pia الكهربائية المركزية، لان سكانها سوف يشرفون على انتاج طاقة الهيدروجين بانفسهم بغية استعمالها لمتطالباتهم المنزلية وتعبئة خزانات سياراتهم الخاصة. وستقع تلك المنطقة في ما يسمى بمنطقة الريف لاستغلال الطبيعة ومساحاتها المفتوحة الى ابعد حد ممكن.
اما سكان المنطقة المسماة
Villa Pluggedفاغلبهم سيكون من الجيل الشاب، ويمكنهم استخدام كل ما يحتاجونه من الطاقة الكهربائيةس المنتجة في مركز المدينة H2pia Public:
اما المنطقة السكنية الثالثة والاخيرة فيه عبارة عن فيلات هجينة Villa Hybridيمكن لسكانها اما توليد كل احتياجاتهم من الطاقة ذاتيا، او الاعتماد على المحطة المركزية، وستكون منازل تلك ا لمنطقة فاخرة وتطل على مناظر طبيعية، وستخصص للعائلات الغنية التي تستعمل في اغلب الاوقات سيارات الهيدروجين للتنقل. ويقف وراء هذا المشروع عدد من الشركات الدانماريكية والالمانية الناشئة التي تطالب بوجوب انشاء مجتمع يعتمد سكانه في حياتهم اليومية على طاقة الهيدروجين المتجددة.ولقد بدأت بالفعل مصانع سيارات المانية باعطاء اهتمام لطاقة الهيدروجين، حيث تطور دايملر الالمانية حاليا محطات اعادة شحن الوقود الهيدروجيني بدلا من محطات البنزين. اذ تعتبر السيارة التي تعمل على طاقة الهيدروجين باستخدام خلية وقود لتحويل المواد الكيمائية الى طاقة كهربائية، تعتبرها سيارة المستقبل.