الوسواس القهريّ يمكن أن يدمّر حياتكم! كلّ ما تريدون معرفته عن هذه الحالة مع الاختصاصية جوزيان جابر

كلّ ما تريدون معرفته عن الوسواس القهري مع الاختصاصية في علم النفس جوزيان جابر تجدونه في هذا الموضوع من موقع انوثة.

Share your love

الوسواس القهريّ يمكن أن يدمّر حياتكم! كلّ ما تريدون معرفته عن هذه الحالة مع الاختصاصية جوزيان جابر

– بالتعاون مع الاختصاصية في علم النفس جوزيان جابر

شخص من كلّ مئة شخص يمكن أن يُصاب بالوسواس القهري بحسب منظّمة اضطراب الوسواس القهري العالمية (International OCD Foundation). والمريض الذي يعاني من هذه الحالة تراوده أفكار معينة بشكل متكرر أو هواجس، وذلك يدفعه الى إلى أداء بعض الإجراءات الروتينية بشكل متكرر إلى حدّ التسبّب بانزعاج المحيطين به. ويُعدّ هذا الاضطراب أخطر مما نتصوّر على صحّة المُصابين به، نفسياً وجسدياً وعقلياً وحتى اجتماعياً، لذا العلاج هو أساسي وضروري لتفادي المضاعفات.

الاختصاصية في علم النفس جوزيان جابر تكشف لكم تفاصيل مهمّة حول اضطراب الوسواس القهري، أسبابه، أعراضه وطرق العلاج في هذه المقابلة مع موقع أنوثة.

– كيف يعرّف علم النفس الوسواس القهري؟

الوسواس القهري هو اضطراب نفسي يجعل المُصاب دائم التفكير بأمر أو فكرة معيّنة تلازمه أينما ذهب بشكل قهري، أي بطريقة لا يستطيع التخلّص منها، رغم وعيه لغرابة الفكرة. وتتكرّر هذه الأفكار أو الممارسات بشكل دوري وعلى فترات طويلة لدى المُصاب. ويشعر المصاب بالقلق والتوتر اذا توقف عن ممارسة العادات التي تُشعره بالارتياح.

من بين السلوكيات التي يمارسها على سبيل المثال ما يلي:

 – الحاجة إلى تفقّد الأشياء بشكل مستمر للتأكد والاطمئنان انها لا تزال موجودة (الحقيبة، السيارة، أغراض ثمينة…) أو كثرة السؤال عن مكان تواجد الأولاد، الأهل…

– ممارسة عادات وطقوس بشكل متكرّر مثل كثرة الصلاة والدعاء خوفاً من ان يكون قد ارتكب خطأ ما.

– غسل اليدين بكثرة لدرجة قد تؤذي بشرة اليدين من كثرة الفرك.

– عدّ الأشياء بشكل متكرّر.

– العودة الى البيت او المكتب لتفحّص إقفال الأبواب والشبابيك.

– سيطرة فكرة ما على الذهن بشكل لا يمكن التفكير بغيرها.

– ما هي الأسباب الكامنة وراء هذا الوسواس؟

الأسباب عديدة وتختلف من شخص الى آخر، ولا يمكن حصرها بسبب واحد معيّن. ولكن ثمّة عوامل أساسية تلعب دوراً في ظهور وتفاقم هذا الاضطراب:

– الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات عصبية عاطفية و/أو سلوكية.

– العامل الجيني والخصائص الوراثية (سلوك مكتسب عن الأهل أو أحد أفراد العائلة).

– الخصائص الحيوية التي تكون نتيجة لحدوث تغيّرات في كيمياء الجسم الطبيعية أو وظائف الدماغ.

– العوامل الحياتية، وتكون نتيجة ظروف انتقالية ومفصلية كبيرة مرّ بها المُصاب وتركت أثراً كبيراً لديه، مثل التعرّض لصدمة معينة أو حوادث سبّبت له التوتّر النفسي المرضي.

هل هناك درجات حدّة للوسواس القهري؟

تتفاوت حدّة الوسواس من شخص الى آخر، فقد يصل الأمر الى ظهور مشاكل صحية وجسدية، خطيرة على حياة المُصاب، وقد تصل حتى الى الوفاة. ويمكن الحديث عن دخول المُصاب بمرحلة خطرة من الاضطراب عند ظهور العلامات التالية:

– الشخصية السوداوية  والمشاعر الشديدة المستمرة من اليأس والحزن تقلّب المزاج

– الافكار الانتحارية

– اضطرابات صحية كفقدان الشهية والخوف الدائم من زيادة الوزن

– التعرّض لنوبات قلبية

– التعرّق المستمر

– الإغماء

– الرهاب الاجتماعي أي الخوف من تركيز الآخرين على أفعال الشخص ومراقبتها أو الحكم عليها، ويؤدي هذا العارض الى العزلة الاجتماعية.

– هل من مضاعفات للوسواس القهري في حال لم يتمّ السيطرة عليه؟

لا يمكن ترك المصاب بالوسواس القهري من دون علاج لحماية صحته النفسية والجسدية والعقلية. كما أن العوارض رغم تفاوتها، تزداد مع مرور الوقت، ومن هنا أهمية العلاج المُبكر.

وعلى الصعيد الاجتماعي، يؤثر الاضطراب بشكل كبير على علاقة المُصاب بأسرته وأصدقائه ومحيطه إن كان في مكان الدراسة أو العمل، فضلاً عن تأثيره على العلاقة العاطفية مع الشريك إن كان أحد الأطراف مُصاب بوسواس. لذا، فتجنب العلاج يُهدّد الجانب الاجتماعي من حياة المُصاب، فنرى عدد منهم يمتنعون عن الذهاب الى المدرسة، الجامعة، العمل، مصافحة الآخرين أو التحدّث إليهم…

كيف يمكن التعامل مع الزوج اذا كان يعاني من الوسواس القهري؟

كيف يُعالج مريض الوسواس القهري دوائياً وسلوكياً؟

يجب معالجة المُصاب باللجوء للعلاج الدوائي والنفسي معاً دون تجاهل أي من العلاجين.

* العلاج المعرفي/الإدراكي السلوكي لدى المُعالج النفسي: يركّز المعالج في هذا النوع من العلاج فقط على التخلّص من العارض الظاهر لدى المُصاب والذي يُشكل له وسواساً (مثلاً غسل اليدين باستمرار). ويستغرق هذا النوع من العلاج حوالي 8 الى 10 جلسات تقريباً.

* العلاج النفسي الداعم: يذهب المعالج في هذا النوع من العلاج أبعد من العلاج المعرفي – السلوكي. فيغوص في طفولته ويستعيد محطات تاريخية في ماضيه وظروف عاشها أو حالة وفاة أو صدمة كبيرة، أدّت الى ظهور هذا السلوك غير المنطقي لديه.

والهدف وراء هذه الطريقة، اكتشاف السبب الكامن وراء اضطراب الوسواس القهري لدى المُصاب وليس فقط التخلّص منه كما في الحالة الأولى، وهذه الطريقة تستغرق أكثر من شهر.

* العلاج الدوائي لدى طبيب أمراض عقلية ونفسية: يلجأ الطبيب إلى استخدام الأدوية في الحالات المتقدمة، وغالباً تبدأ بمضادات الاكتئاب، ومع تقدم الحالة يتم اللجوء إلى المهدئات ومعالجة آثار القلق.

وتجدر الإشارة الى أهمية تناول الأدوية التي يصفها طبيب الأمراض العقلية والنفسية، لتسهيل عملية العلاج النفسي (المعرفي – السلوكي والداعم) وتخفيض مستوى القلق والتوتر لدى المُصاب حتى يتجاوب مع العلاج بعد الجلسات التي ذكرناها سابقاً.

كيف يجب التعامل مع مريض الوسواس القهري خصوصاً أنّ تصرّفاته يمكن أن تكون احياناً مزعجة للآخرين؟

لا يجب التهاون والاستخفاف بالحالة المرضية التي يعاني منها المُصاب بالوسواس القهري. فثمّة إرشادات يجب اتباعها مع مريض الوسواس القهري من قبل المحيطين به لمساعدته على العلاج ومنها:

– أخذ مخاوفه بعين الاعتبار وبجدية حتى وإن كانت تبدو غير منطقية بالنسبة لنا.

– معاونته وترتيب الأشياء كما يريد.

– دعمه وسؤاله ما اذا كان يحتاج أي مساعدة لتسهيل أموره.

– حثّه على الذهاب الى معالج نفسي وطبيب أمراض عقلية ونفسية، وأهمية خضوعه لجلسات علاجية، من خلال إخباره عن تجارب حقيقية ناجحة.

– تركه ليتنفّس، أي عدم زيادة الضغط النفسي عليه، بل التعامل بسلاسة وهدوء وإعطائه كل الوقت للعلاج.

يمكن التواصل مباشرة مع الاختصاصية النفسية جوزيان جابر والحصول على استشارة اونلاين عبر www.sohatidoc.com

Source: Ounousa.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!