وعندما أفاقت في المستشفى، كان العالم أمامها غارقا في الظلام.

وقالت: “سألت الأطباء لماذا لا أستطيع رؤية أي شيء؟ قالوا لي إن الضمادات ما زالت على عينيّ بسبب الجروح. لكن في تلك اللحظة، أدركت أن عينيّ سُلبتا مني”.

واتهمت الفتاة والسلطات المحلية مسلحي طالبان بالوقوف وراء الحادثة، لكن الحركة نفت ضلوعها في الهجوم، وترددت أنباء عن أن المهاجمين تحركوا بناء على معلومات من والدها الذي عارض بشدة عملها.

ولم يتسبب الهجوم في فقدان بصر خاطرة فحسب، بل أضاع أيضا حلما كانت قد ناضلت من أجل تحقيقه، وهو أن يكون لها عمل مستقل، حيث كانت قد التحقت بشرطة غزنة للعمل في إدارتها الجنائية قبل بضعة أشهر.

وقالت لـ”رويترز”: “كنت أتمنى لو خدمت في الشرطة عاما واحدا على الأقل. لو أن هذا (الحادث) حدث بعد ذلك (عملها) لكان الأمر أهون. لكنه حدث بعد فترة قصيرة جدا. تحقق حلمي لثلاثة أشهر فقط”.

ويقول نشطاء في مجال حقوق الإنسان إن الهجوم على خاطرة يشير إلى توجه متزايد للرد بعنف في أحيان كثيرة على عمل المرأة، لا سيما في المناصب العامة، وفي هذه الحالة تحديدا، ربما أشعل عمل خاطرة في الشرطة غضب طالبان.

ويعتقد النشطاء أن هذا التصعيد يؤججه مزيج من الأعراف الاجتماعية وتزايد نفوذ طالبان، في وقت تسحب الولايات المتحدة قواتها من البلاد.

وقالت سميرة حميدي، التي تعمل في منظمة العفو الدولية في أفغانستان: “رغم أن شغل الأفغانيات مناصب عامة كان دائما محفوفا بالمخاطر، تفاقمت الأمور بتصعيد العنف في الآونة الأخيرة في جميع أنحاء البلاد”.