وتقديم القروض الميسرة في هذا الإطار, إضافة الى الدراسات المستمرة التي تتناول كل جديد, والمباشرة الفعلية بتجديد شبكات المياه في جميع المناطق والتي استهلك البعض منها بفعل تقادم الزمن.
نناقش هذه الحالات ليس لأنها غير معروفة, فهي معلومة لدى الجميع, ولكن نورد أمثلة عن الطرق التي يجب أن تتبع للحد من هدر المياه أو منعا لتلويثها من أجل بقاء هذه الثروة متوفرة ونقية لنا وللأجيال القادمة, ويتمحور الحديث دائما عن استثمار الموارد المائىة بالشكل المعقول, حديثنا يتشعب ويتفرع حول الآلية التي نمارسها ضمن هذا الإطار والهدف هو الحرص على المياه والاستفادة الى أبعد مدى منها بعيدا عن أشكال الهدر, وهذا عنوان كبير يحمل في طياته الكثير وهو أن نعيش تلك الحالة ممارسة وفعلا وعلى المستوى الأوسع من خلال إيجاد الوسائل الكفيلة للمحافظة على تلك الثروة والحد من أنماط الاستهلاك غير الطبيعية, والمطلوب هو: ما هي الطريقة المثلى للبدء بإجراءات عملية على مستوى المدن والبلدات والقرى?.
وهذا يفتح المجال أمامنا للتفكير بالينابيع المتواجدة في بلداتنا وقرانا وكيف تهدر مياهها والأمثلة في هذا المضمار كثيرة ويكفي الاستفسار من البلديات في كل قرية عن عدد الينابيع وخصوصا في المناطق الجبلية, ويمكننا أن نقول إن غالبية هذه الينابيع تذهب مياهها هدراً من دون إيجاد طريقة لتجميعها والاستفادة منها في ذروة الصيف, حيث يقل منسوب تدفق هذه الينابيع التي تهدر ونراها واضحة للعيان من خلال جولة عبر بلداتنا وهذه حالة واضحة في ينابيع الساحل, حيث تضيع مياهها بين الحصى والحجارة في حين يوجد قرى كثيرة من دون ماء.
فالبلديات وجدت أصلا لتخدم هذه القرى وتعيد تنظيمها وفقا للأولويات ويفترض أن استغلال مياه هذه الينابيع هو بمثابة أولويات والأمثلة نراها كثيرة في المناطق الجبلية حيث تذهب مياهها من دون فائدة عدا عن طرق التعدي عليها, وكان من الأجدى بناء خزانات تجمع تلك المياه الضائعة لتكون في خدمة أبناء تلك المناطق, وغالبية هذه القرى تفتقر الى التمديدات النظامية التي تساعد على ضبط وتنظيم استهلاك المياه بشكل طبيعي, وهنا نصل الى دور وعمل البلديات والتي يفترض أن تعالج مشكلات هذه الينابيع أينما وجدت ومهما كانت طبيعة تدفقها من خلال بناء خزانات للاستفادة من مياهها في فترات شح المياه.
المصدر: مجلة المياه
Source: Annajah.net