اماطة الاذى عن الطريق موضوع هام استحوذ على اهتمام الدين الإسلامي، نظراً لتأثيره الكبير في حياة المسلمين، حيث وضع تشريعات تنظم آداب الطريق وحركة الناس فيه، فإماطة الأذى واحدة من شعب الإيمان وسبب من أسباب دخول الجنة، وذلك لقول الرسول صلى الله عليه وسلم (الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ شُعْبَةً، فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَدْنَاهَا إمَاطَةُ الْأَذَى عَنْ الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنْ الْإِيمَانِ)، وفي السطور التالية في موسوعة سنتناول معنى إماطة الأذى عن الطريق وفضله.
اماطة الاذى عن الطريق موضوع
مظاهر أذى الطريق
تتعدد أشكال أذى الطريق مثل التضييق على المارة من خلال استقطاع مساحة من الطريق لمنفعة خاصة، وعدم احترام الناس ومضايقاتهم وترويعهم وتعريض حياتهم للخطر، من خلال عدم الالتزام بقواعد المرور والسرعة المتهورة في القيادة، بالإضافة إلى إلقاء القمامة والقاذورات والزجاجات الفارغة بالشوارع، والتبول والتبرز بالطرقات وعلى الأرصفة، وتلويث الشوارع بالدماء بعد ذبح المواشي.
ويُعد الجلوس في الطرقات واحداً من مظاهر أذى الطريق، وقد حذرنا منه الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه (إيَّاكم والجلوسَ على الطرقات، فقالوا: يا رسولَ الله، ما لنا بدٌّ، إنَّما هي مجالسنا نتحدَّث فيها؟ قال: فإذا أبَيتم إلاَّ المجالس، فأعطوا الطريقَ حقها))، قالوا: وما حقُّ الطريق؟ قال: غضُّ البصَر، وكفُّ الأذَى، وردُّ السَّلام، والأمرُ بالمعروف والنَّهي عن المنكر).
معنى إماطة الأذى
هو إبعاد وإزالة كل ما يمكن أن يسبب أذى للمارة في الطريق، سواء كان هذا الأذى مادياً أو معنوياً، والحفاظ على نظافة الشوارع، بالإضافة إلى غض البصر عن النساء في الطرقات أو بداخل السيارات حتى لا يتسبب ذلك في أذى لهن.
فضل إماطة الأذى عن الطريق
لإماطة الأذى عن الطريق فضل كبير على الفرد والمجتمع، فلا بد على الإنسان أن يعمل جاهداً على إزالة كافة معوقات الطريق، وأن يقوم بسد الحفر التي تتسبب في إصابة الإنسان والحيوان وتضر السيارات، حيث أمرنا بذلك الرسول صلى الله عليه وسلم حين قال (من رفع حجرًا عن الطريق كتب الله له به حسَنة، ومن كتب الله له به حسنة غفر له، ومن غفر له أدخله الله الجنة)، ولإماطة الأذى عن الطريق أفضال كبيرة نذكر منها ما يلي
-
الثواب وغفران الذنوب
من يعمل على إبعاد الأذى وكل ما يسببه عن الطريق يؤجر من عند الله، ويُعد ذلك سبباً لغفران الذنوب ولدخوله الجنة، حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه (قَدْ رَأَيْتُ رَجُلًا يَتَقَلَّبُ فِي الْجَنَّةِ فِي شَجَرَةٍ قَطَعَهَا مِنْ ظَهْرِ الطَّرِيقِ كَانَتْ تُؤْذِي النَّاسَ)، وفي حديث أخر قال (“بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي بِطَرِيقٍ وَجَدَ غُصْنَ شَوْكٍ عَلَى الطَّرِيقِ فَأَخَّرَهُ، فَشَكَرَ اللهُ لَهُ فَغَفَرَ لَهُ).
-
نوع من أنواع الصدقة
وذلك في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (من الناس عليه صدقة، كل يوم تطلع فيه شمس تعدل بين الاثنين صدقة، وتعين الرجل في دابته فتحمل عليها متاعه صدقة، والكلمة الطيبة صدقة، وبكل خطوة يمشيها إلى الصلاة صدقة، ويميط الأذى عن الطريق صدقة).
-
الحماية من الأمراض
فإزالة القمامة والقاذورات من الشوارع تكون سبباً في حماية المارة من الأمراض التي تنمو وتعيش فيها.
-
زيادة الترابط الاجتماعي
وذلك من خلال تعاون المواطنين ومشاركتهم لعمال النظافة في نظافة شوارعهم والحفاظ عليها، فتقع المسؤولية عليهم جميعاً مما يزيد من الترابط الاجتماعي فيما بينهم.
-
المظهر الحضاري
إماطة الأذى هو أحد السلوكيات المتحضرة التي تعطي مظهراً حضارياً للمجتمع وللمكان الذي يعيشون فيه.
-
الحد من الحوادث
وذلك من خلال الالتزام بنظم المرور حرصاً على سلامة المارة، فتقل نسبة الحوادث.



