2022-04-30T07:11:50+00:00
mosoah
امثلة على الاعياد الغير المشروعة
تهوى الأمم إلى القعر كلما تقدم الزمن بها، فقد جرت العادات على تقليد الغير واتباعهم دون الالتفات إلى حرمانية الأمر، أو عدمه، أو حتى قبوله، أو كراهته في الدين الإسلامي، وأصبح التطور موزاي تمامًا لعادات الغرب، وسوف نتناقش عن الأعياد الغير مشروعة، والتي يحتفل بها بعض المسلمين خلال السطور التاليه:
- شرع الله تعالى عيدين للمسلمين، وهما عيد الفطر وعيد الأضحى، وعيد الفطر يكون بعد إتمام العباد وأدائهم لفريضة الصيام، وما في شهر رمضان من القيام، وقراءة القرآن الكريم، وأداء حق الله -سبحانه وتعالى-، فشرع العيد نعمةً من الله تعالى، وكرمًا منه على عباده.
- وعيد الأضحى يكون بعد طاعة الصيام أو الوقوف بعرفة وإتمام منسك عظيم من مناسك الحج، والأضحية، فقد بشر الله تعالى المسلمين بعد الوقوف بعرفة بمغفرة ذنوبهم وقبول توبتهم، وقد جرت بعض العادات على الاحتفال بأعياد لم يشرعها الله -سبحانه وتعالى-، ومن الأمثلة عليها عيد رأس السنة وعيد الميلاد وعيد الأم.
تعريف العيد
- يعتبر العيد هو يوم سرور وتذكار واحتفال بحدث ديني أو حدث تاريخي أو غيره من الأحداث الغالية، ويوجد لدى المسلمين عيدان فقط شرعهما الله تعالى، وأحل الاحتفال بهما ضمن الحدود التي تخص الدين الإسلامي، وهما عيد الفطر وعيد الأضحى.
- كما أن لا يوجد أي عيد غيرهم لدى المسلمين، وقد عرف شيخ الإسلام ابن تيمية العيد بأنه اسم يطلق على كل اجتماعٍ عامٍ يعتاده الناس في كل سنة في وقت زمني معين، ويكون عائدًا إما بعود السنة، أو الشهر، أو الأسبوع.
حكم الاحتفال بالأعياد الغير مشروعة
- في حالة أن الناس اتفقت، وقامت بتحديد يوم من الأيام من أجل الاحتفال بمناسبة معينة حتى يتم ترسيخ مفهومها، ولكي يتم تعميق معناها في المجتمع، كما في تخصيص يوم من أجل الاحتفال بالأم، فإن كان هذا الاحتفال لا يصاحبه الاعتقاد بأن هذا العيد عيد ديني، ولا يكون هذا العيد له بعد ديني عند غير المسلمين، ولم يصاحب الاحتفال به منكر من المنكرات، فإنه من الجائز الإهداء والابتهاج بهذه الأعياد.
عدد أعياد المسلمين المشروعة في السنة
- يوجد لدى المسلمين عيدان، وهما عيد الفطر الذي يأتي في مطلع شهر شوال بعد إتمام المسلم لفريضة الصيام في شهر رمضان المبارك، ويعتبر عدد أيامه هو يوم واحد فقط، حيث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (قدمت المدينة ولأهل المدينة يومان يلعبون فيهما في الجاهلية، وأن الله تعالى قد أبدلكم بهما خيرًا منهما يوم الفطر ويوم النحر).
- ويأتي عيد الأضحى في اليوم العاشر من شهر ذي الحجة من كل عام، ويعتبر عدد أيامه هو أربعة أيام، ويعد اليوم الأول منه هو يوم النحر، وثلاثة أيام بعدها، والتي تسمى بأيام التشريق، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يوم الفطر، ويوم النحر، وأيام التشريق، عيدنا أهل الإسلام).
هل الاحتفال بالكريسماس شرك
- قامت دار الإفتاء بتوضيح أن الاحتفال برأس السنة الميلادية جائز شرعًا، ولا توجد حرمة فيه، ولا مانع من الاحتفال بمولد سيدنا عيسى -عليه السلام-، فهو من الرسل الذين يؤمن المسلمون ببعثتهم ورسالتهم، حيث لا يؤاخذ عبد على عقيدة غيره، وإنما يحاسب على عقيدته فقط، فإذا كان يحتفل بمولد سيدنا عيسى كأحد الأنبياء الذين بعثهم الله، أو يحتفل بميلاده كمناسبة اجتماعية، فإن ذلك لا يضر في شيء والله أعلم.
- احتفال المسلم بميلاد موسى لا يعتبر إقرارًا بعقيدة المسيحيين، أو اتباعًا لغير الإسلام طالما أنه يؤمن بأن عيسى -عليه السلام- حد الرسل الذين أمرنا الله تعالى بالإيمان ببعثتهم ورسالتهم.
- وينبغي على المسلم أن يؤمن بملائكة الله وكتبه ورسله وألا يفرق بين أحد من رسلهم، فجمعيهم بعثوا برسالة الإسلام، وكان محمد -صلى الله عليه وسلم- خاتمهم وخاتمهم، حيث قال الله تعالى في كتابه: (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ).
هل يجوز الاحتفال بعيد الأم
انقسم العلماء والفقهاء إلى قسمين في موضوع الاحتفال بعيد الأم، فمنهم من رجح الاحتفال به، ومنهم من حرم الاحتفال به، وسوف نتحدث خلال السطور التالية عن الرأيين:
رأي المؤيدين للاحتفال بعيد الأم
- رأى كل من دار الإفتاء المصرية والمجلس الإسلامي للإفتاء الذي وجد في المسجد الأقصى داخل فلسطين أن الاحتفال بعيد الأم ما هو إلا بر وإحسان إلى الأم، فهو يقوم ببعث الفرح والسعادة في قلب الأم، وهذا ما أمر به الشرع الإسلامي، حيث قال الله تعالى في سورة الأحقاف: (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا ۖ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا ۖ وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا ۚ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ۖ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ).
رأي المحرمين للاحتفال بعيد الأم
- اتفق الغالبية من العلماء على إلى أن الاحتفال بهذا العيد يعتبر من الأمور التي تم تحريمها في الشرع الإسلامي، وهذا لأن العيد بدعة من البدع التي لم يرد لها أصل داخل الشريعة الإسلامية، وقد أيد هذا القول كل من الشيخ صالح الفوزان والشيخ عبد العزيز ابن باز الشيخ ابن عثيمين وغيره من مراكز الإفتاء في العالم الإسلامي، وجدير بالقول إن أصحاب هذا القول استدلوا بأن أعياد المسلمين هي عيد الأضحى وعيد الفطر، وما سوى هذه الأعياد لا أصل له في الإسلام ولا أساس، وقد قال أنس بن مالك -رضي الله عنه- في الحديث: (قَدِمَ رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- المدينةَ ولهم يَومانِ يَلعَبون فيهما، فقال: ما هذانِ اليَومانِ؟ قالوا: كُنَّا نَلعَبُ فيهما في الجاهِليَّةِ، فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: إنَّ اللهَ قد أبدَلَكما بهما خَيرًا منهما؛ يَومُ الأضحى، والفِطْرِ)، والله تعالى أعلم.
حكم تهنئة غير المسلمين بأعيادهم
- إن تهنئة غير المسلمين بأعيادهم تجوز شرعًا من باب البر والود، حيث يقول الله تعالى في كتابه الكريم: (لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ(8) إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَىٰ إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)، كما أن المعاملة بالحسنى تعتبر من صور القسط الذي أمر الله به المسلم، ومدحه في آياته الكريمة ،فلا ينبغي على أي مسلم أن يؤمن بسبب العيد وما يحمله من العقائد الفاسدة، لأن تكون التهنئة لغير المسلم من باب المجاملات والبر الذي لم ينه الله عنه في كتابه الكريم.
- فلا يُستقيم أن يعيش المسلم في مجتمع، ويتعامل مع غير المسلمين دون وجود بر ومودة باسم الإنسانية، بل يكون من الأخلاق التي عُرفت في الإسلام أن رد الإساءة بالإحسان لعل الفع بالتي هي أحسن، لعل الدفع بالتي هي أحسن يغير من قلوب الأعداء أحياناً، وطالما أن غير المسلم لم يقاتل المسلمين في الدين، أو يحاول إخراجهم من ديارهم فالبر مستحب من المسلم من باب الدعوة إلى الله بالحسنى، والقسط أو العدل واجب عليه في كل حال فلا يصح أن يعامل الناس معاملة سيئة إن عاملوه بالحسنى أو لم يضروه في شيء.
Source: mosoah.com