انتصر لنفسك فقط

هل تنتصر لنفسك ؟ نمر في حياتنا بمواقف مختلفة تتباين بها حالاتنا وتتنوع استجاباتنا وردود أفعالنا نحوها

Share your love

دعنا نتأمل طرائق تعاملنا مع المواقف التي نعيشها في برنامجنا اليومي ألا وهي المواقف الضاغطة أو المواقف التي نكون فيها في مجابهة مع من حولنا أو من نتصل به بشتى طرق التواصل سواء كان ذلك على مستوى مقابلة شخص لشخص أو مع مجموعة أو كان خطابا أو مقالا كتابيا أو تواصلا إلكترونيا وأيا كان نوع مضمون المواجهة ..فكريا أو منهجيا أو نفعيا أو وظيفيا يخصنا أو لا يخصنا ..

رأيا أو عملا .. مع قريب أو بعيد .. مع من نعرف أو من لا نعرف …

أكرر أننا لن نركز على الطرف الآخر رغم أهميته في هذا العرض وإنما سينصب التركيز على شخصي وشخصك ..

نفسي ونفسك ووسائلها في تعاملها مع المواقف ..

لننظر إلى ما يلي ولنتأمل ونناقش :

إذا كنا لا نستطيع احتواء سلوكيات وأفعال ونشاطات الآخرين في عالمنا فإننا بالتأكيد نستطيع السيطرة على ما يصدر منا ونتحكم بردود أفعالنا مهما كانت سلوكيات وأفعال من أمامنا أو من نتعامل معه ..

طبيعة الموقف ومجراه لا تسير تبعا لما قاله أو فعله الآخر وما أصدره من سلوك بل إن ذلك يتحدد ويوجه ويؤطر من خلال محصلة ونتاج تفاعل ذلك مع ما يصدر مني ومنك .

إذا كانت آليات تعاملي وتعاملك مع الغير مبنية على قاعدة متينة وصحيحة بمبادئ مرتكزة على عقيدتنا وشريعتنا السمحة بمنظومتها الأخلاقية الرائعة فحينها تأكد أن ردي وردك ونتاج وأثر تعاملي وتعاملك سيعلو في المواجهة وسيبقى أثره أعمق في النفوس وأطول في المدة مهما كانت قوة وجبروت من نواجهه .

قوة وفاعلية التواصل مع العناصر الداخلة في الموقف تتوقف على العناصر الثلاثة السابقة .

والآن آن لي أن أسأل نفسي ” وليتك تفعل ” ممحصا ومقيما آلية تعاملي مع الناس في المواقف المحتلفة هل هي مبينة على أساس أن نفسي بناء محرم على الغير المساس به وعلي الدفاع ضد جميع الجنود والأسلحة المستخدمة في ذلك مهما كان هدفها وتوجهها وصحتها .. وهل سيكون أسلوبي مغايرا إذا كانت الأمور لا تتعلق بي ؟؟ فلا ضير من التسامح والتعاون وإبداء الصورة الطيبة للآخرين عني طالما أن السهام غير موجهة نحوي ..

أم أنني احرص في كل تعاملاتي على كسب الأشخاص وكسب النفوس والوصول إلى الحقيقة والنتيجة الصحيحة مهما كانت سواء تمت مهاجمتي أو دحضت أفكاري وبددت رؤيتي أو أعيقت رغباتي وأهدافي الخاصة ؟؟ ..

أخي وأختي أقدم لنفسي وللجميع دعوة تتمثل بالتركيز على معنى الانتصار للنفس باعتبارها مطلب وضرورة لحياة أسمى وصحة نفسية أرفع … كيف ذلك :

يكون نصري لنفسي بأن أعلو بها إلى معالي الأمور وألزمها بذلك من خلال التدرب على حسن المعاملة والتحلي بالأخلاق الكريمة

وعلو الهمة وليتنا نقتدي بخير البرية محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم الذي قال الله فيه ” وإنك لعلى خلق عظيم ” ولنستقي

من روائع ونماذج تعامله مع البشر المحسن والمسيء منهم حيث التركيز على كسب الإنسان ذلك المخلوق المكرم لا كسب الموقف

إلا فيما يخدم الإسلام والأمة الإسلامية وعلو شأنها .

وانظر يا رعاك الله إلى التوجيه الرباني بهذا الخصوص لنحصد أفضل النتائج : قال تعالى

{وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} (34) سورة فصلت .

ألا تتضمن هذه الآية الاستراتيجية التي ينبغي أن نسير عليها أنا وأنت في تعاملنا مع غيرنا أيا كان شخصه ومهما كان فعله ..

ويتضمن الانتصار للنفس قمع شهواتها ورغباتها في المواقف المختلفة وكبح جماحها .. إن لم نقدها ونسوسها قادتنا إلى سفاسف

الأمور وحقيرها .. {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (53) سورة يوسف

أخي وأختي دعونا نخفف ضغوطنا وآلامنا من كثير من السلوكيات غير اللائقة التي نعتقد أنها موجهة لنا وللمساس بشخصنا

أو الحط من قيمتنا وننظر إلى كل نقد او قول أو فعل نحونا على أنه خطر يتهددنا ، ونركز عوضا عن ذلك على كيفية الاستفادة المثلى

مما تضمنه ذلك ، ومن ثم نضبط تعاملنا وردود أفعالنا وما نسعى إليه وهدفنا منه والذي يجب ألا يخرج عن مسار كسب المثوبة والأجر

لنصل بها إلى مرحلة النفس الراضية المطمئنة . {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ} (27) {ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً} (28 )سورة الفجر .

المصدر: عيون العرب

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!