انتقادات دولية لقرار تعليق المساهمة المالية الأمريكية في منظمة الصحة العالمية

وكتب بوريل في تغريدة "ليس هناك أي سبب يبرر" هذا القرار في وقت تعتبر جهود منظمة الصحة العالمية "ضرورية أكثر من أي وقت مضى للمساعدة في احتواء وتخفيف (انتشار) الوباء العالمي". وأضاف "فقط عبر توحيد القوى يمكننا التغلب على هذه الأزمة التي لا حدود لها".

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض، 14 أبريل/نيسان 2020.

انتقد سياسيون دوليون القرار الذي أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الثلاثاء بتعليق دفع المساهمة الأمريكية في منظمة الصحة العالمية. إذ اعتبر الاتحاد الأوروبي الخطوة معيقة لنشاط المؤسسة الضروري لمواجهة جائحة كورونا “كوفيد-19”. ورأت الصين أن القرار يثير “القلق الشديد” وحثت واشنطن على تحمل مسؤولياتها. أما الأمين العام للأمم المتحدة فرأى أن القرار في غير وقته.

تتالت ردود الفعل الدولية على إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الثلاثاء إصدار توجيهات لإدارته بتعليق دفع المساهمة المالية الأمريكية في منظمة الصحة العالمية.

إذ أعرب وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل عن “أسفه العميق” لقرار ترامب.

وكتب بوريل في تغريدة “ليس هناك أي سبب يبرر” هذا القرار في وقت تعتبر جهود منظمة الصحة العالمية “ضرورية أكثر من أي وقت مضى للمساعدة في احتواء وتخفيف (انتشار) الوباء العالمي”. وأضاف “فقط عبر توحيد القوى يمكننا التغلب على هذه الأزمة التي لا حدود لها”.

إدانة ألمانية

كذلك أدانت ألمانيا الأربعاء تعليق المساهمة المالية الأمريكية في منظمة الصحة العالمية، معتبرة أن “اللوم لا يفيد” في فترات وباء كوفيد-19 العالمي.

وكتب وزير الخارجية الألمانية هايكو ماس في تغريدة على تويتر “علينا العمل بتعاون وثيق ضد كوفيد-19”. وأضاف أن “أحد أفضل الاستثمارات هو تعزيز الأمم المتحدة وخصوصا منظمة الصحة العالمية التي ينقصها التمويل مثلا لتطوير وتوزيع معدات الفحص واللقاحات”.

وأضاف الوزير أن “إلقاء اللوم لا يفيد” في الظروف الصحية الحالية موضحا أن “الفيروس لا يعرف حدودا”.

[wpcc-iframe source=”” video-id=”TlmJeUOnfMY” locale=”ar” src=”https://www.youtube.com/embed/TlmJeUOnfMY”]
مداخلة خالد الغرابلي

“قلق شديد” صيني

من جانبها أعربت الصين الأربعاء عن “قلقها الشديد” بعد قرار ترامب. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجيان إن “هذا القرار سيضعف قدرات منظمة الصحة العالمية وسيقوض التعاون الدولي ضد الوباء”.

وحث تشاو الولايات المتحدة على “تحمل مسؤولياتها والتزاماتها بجدية، ودعم الجهود الدولية ضد الوباء والتي تقودها منظمة الصحة العالمية”.

وتندد واشنطن خصوصا بواقع أن التدابير التي اتخذتها لمواجهة الأزمة ولاسيما الإغلاق التدريجي للحدود، واجهت “مقاومة شديدة” من جانب منظمة الصحة العالمية التي “استمرت في الإشادة بالمسؤولين الصينيين لـ’استعدادهم لتقاسم المعلومات‘”.

ووفق قول ترامب، فإن الولايات المتحدة تساهم بمبلغ يراوح بين “400 و500 مليون دولار سنويا” للمنظمة مقابل حوالى 40 مليون دولار “وحتى أقل” من جانب الصين.

وأكدت بكين الأربعاء أنها دفعت 20 مليون دولار لمنظمة الصحة العالمية، في إشارة إلى هبة قدمتها الصين للمنظمة في شهر مارس/آذار.

غوتيريس: الوقت غير مناسب

أيضا انتقد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس بشدة القرار الأمريكي، معتبرا أن “هذا ليس وقت خفض موارد” مثل هذه المنظمة الأممية المنخرطة في الحرب ضد وباء كوفيد-19.

وقال غوتيريس في بيان “هذا ليس وقت خفض تمويل عمليات منظمة الصحة العالمية أو أي منظمة إنسانية أخرى تكافح الفيروس. قناعتي هي أنه يجب دعم منظمة الصحة العالمية لأن أهميتها حاسمة في الجهود التي يبذلها العالم للانتصار في الحرب ضد كوفيد-19”.

[wpcc-iframe source=”” video-id=”DyWblT1HjUc” locale=”ar” src=”https://www.youtube.com/embed/DyWblT1HjUc”]
ترامب يعلق تمويل منظمة الصحة العالمية

وإذ قال الأمين العام إنه سيأتي لاحقا الوقت الذي يمكن فيه تقييم “أداء كل الذين كانوا معنيين بالأزمة”، شدد على أن “الحقائق نفسها يمكن تفسيرها بشكل مختلف من قبل كيانات مختلفة”.

وكان غوتيريس قد دافع في الثامن من أبريل/نيسان الجاري عن منظمة الصحة العالمية بعدما وجه إليها ترامب وابلا من الانتقادات. وقال الأمين العام يومها إن هذه المنظمة تتصدى للوباء “في الخطوط الأمامية، وتقدم الدعم للدول الأعضاء ومجتمعاتها، وخصوصا الأكثر ضعفا من بينها، بالإرشادات والتدريب والمعدات والخدمات الملموسة المنقذة للأرواح”.

وفي بيانه الذي اتسم على غير عادة بنبرة حادة، قال الأمين العام للأمم المتحدة إنه “عندما سنطوي، في نهاية المطاف، صفحة هذا الوباء، سيكون هناك وقت للعودة بشكل كامل لفهم كيف أمكن لهذا المرض أن ينشأ وأن ينشر دماره بمثل هذه السرعة في جميع أنحاء العالم”.

وأضاف “الدروس المستفادة ستكون ضرورية لإدارة تحديات مماثلة بفعالية، إذا ما ظهرت في المستقبل (…) لكن هذا ليس الوقت لذلك”. وتابع “كما قلت من قبل، الآن يجب أن يكون الوقت لاتحاد المجتمع الدولي كي نعمل معا بتضامن لوقف هذا الفيروس وتداعياته المدمرة”.

وأتى بيان غوتيريس بعيد إعلان ترامب أنه أمر إدارته بأن تعلق دفع المساهمة المالية للولايات المتحدة في منظمة الصحة العالمية بسبب “سوء إدارة” المنظمة الأممية لأزمة تفشي فيروس كورونا.

فرانس24/ أ ف ب

Source: France24.com/

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *