إن الإحترام يعني التقدير والإجلال والتوقير، كما أنّ الإحترام سمة تميز العقلاء الأفاضل،وذوي الأخلاق الحميدة.

إنّ المجتمعات في وقتنا الحاضر تُعاني من أزمة احترام بين الشُعوب والمجتمعات، بل حتى بين افراد الشعب الواحد نظرا للاختلاف في الآراء ووجهات النظر، حيثُ إنّ انعدام الإحترام يفسد الود المتبادل بين افراد المجتمع ممايؤدي إلى التدابر و التخاصُم والتشاحن بينهم.

إن احترام الآخرين يقوم على الأُسس الطيبة والمَتينة، وليس كُل ظاهر يفهمها الطرف المقابل بشكلها الصحيح، ففي بعض الأحيان يفهم الطرف الاخر القصد على نقيض المقصود قد يرجع ذلك لاختلاف الثقافات أو وجهات النظر وربما العادات والتقاليد، فقد يقوم شخص ما بتصرف ما يهدف منه احترام الاخر فيفهم ذلك الشخص تصرفه على غير ما أراده و هو ما يسمى الإزدراء، فهناك بعض الشعوب يتصافحون عند مقابلتهم لبعضهم البعض، في حين ترفض بعض الشعوب المصافحة بل يغضبون ازا لامستهم هؤلاء الشعوب يفضلون الانحناء وطأطأة الرأس عند لقاءهم، لذلك لا نبالغ حين نقول ان الاحترام قد يختلف من شعب لأخر ومن أمة إلى أخرى وذلك يعود لعاداتهم وتقاليدهم وثقافتهم بل وديانتهم.

قد يخونننا التعبير أو نخطأ الإشارات و الإيماءات فيتم تفسيرها على غير وجهها. إن الإحترام لا يعني المبالغة في المدح والتبجيل، فإحترامك لشخص لا يقصد به أن تمدحه وتثني عليه بما ليس فيه فهذا يدخل في باب النفاق و الكذب ولا يعتبر وجها من وجوه الإحتراما على أي حال، إنما الإحترام هو توقير الشخص و إجلاله ومراعاة مشاعره، فالإحترام أنواع ، فنحن نحترم كل إنسان لأنه مخلوق مكرم من عند الله فقد قال تعالى : “ولقد كرمّنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر “ فالناس سواسية كاسنان المشط لا فرق بينهم إلا بالتقوى والعمل الصالح حسب الشريعة الاسلامية، لذلك علينا احترام جميع البشر سواء عرب او عجم مسلمين او غير ذلك فهذا إحترام آدمية وإنسانية.

و من أنواع الإحترام أيضا، إحترام العالم لعلمه واحترام الطالب لمعلمه كمال قال الشاعر :

قم للمعلم وفّه التبجيــلا                كاد المعلم أن يكون رسولا

أعلم أشرف أو أجلّ من              الذي يبني وينشئ أنفسا وعقولا

كما يجب علينا إحترام الوالدين لحقهما علينا، و إحترام القانون و النظام لأنه يحمي استقرار مجتمعنا ويكفل إنضباط حياتنا.

ومما لاشك فيه أن الاحترام هو العمود الذي تقوم عليه المجتمعات، وهو طريق لتقدم المجتمع ورقيه.