الكرم هُو صِفة حميدة وخُلقٌ حَسن يدعو إلى العطاء والبذل عن طيب خَاطر، فالكرم نابع من ذات الفرد، فلا يُمكن أن يتظاهر الفرد بالكرم لأنّ الطبع غلب التطبع، فالبخل نقيض الكرم، كما ان الكرم يتسم بها ذوو الاخلاق الحسنة والاصل الطيب.

كما أنّ للكرم دور بارز في تمَاسُك المجتمع وتعاضده، فالإنسان الكريم يعطي بلا مقابل ودون مصلحة أو منفعة، فهو يعطي ابتغاء مرضاة الله والفوز بجنانه، هذا الكرم يعمل على انتشار المحبة والمودة بين أفراد المجتمع، وهذا بدوره يؤدي إلى تماسك المجتمع وقوته، فيكون قادرا على درء أى أخطار أو قوى خارجية تحاول الإضرار به، أو الاخلال بأمن المجتمع واستقراره.

وقد عرف عن العرب شيمة الكرم، فهي من شيم العرب القدماء التي اشتهروا بها، فهذا حاتم الطائي كالعلم، يضرب به المثل في الجود والكرم، فقد كان يجود على كل من لجأ إليه من العرب والعجم، حيثُ كان رسولنا الحبيب نموذجا يحتذى به في الكرم والبذل والعطاء، فكان أجود النَّاس، وكان أكثر ما يجود في رمضان، فكان أجود بالخير مِن الرِّيح المرسلة.

وقد بلغ رسولنا صلوات الله عليه مرتبة الكمال الإنساني في حبِّه للعطاء، إذ كان يعطي عطاء مَن لا يحسب حسابًا للفقر ولا يخشاه، وذلك ثقة وإيمانًا بأنَّ الله هو الرزَّاق ذو الفضل العظيم.
عن موسى بن أنسٍ، عن أبيه، قال: “ما سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام شيئًا إلَّا أعطاه، قال: فجاءه رجلٌ فأعطاه غنمًا بين جبلين، فرجع إلى قومه، فقال: يا قوم أسلموا، فإنَّ محمَّدًا يعطي عطاءً لا يخشى الفاقة”.

كما حث الدين الاسلامي على الكرم فقد قال تعالى في كتابه العزيز :

” يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين “

وقال تعالى : “وما تنفقوا من خير يوف إليكم وأنتم لا تظلمون “
وهذه دعوة صريحة من رب السماوات والأرض وخالقهن إلى الإنفاق في سبيل الله، والكرم والعطاء وعدم البخل، فالمنفق يبارك الله له في ماله وصحته وأبناءه في الدنيا، ويفوز بجنات النعيم يوم القيامة.