انشاء عن المحبة بين الناس، من أهم الموضوعات التي تُشكل أهمية كبيرة لنا في حياتنا، فالمحبة هي أساس التعاون والتماسك والمودة والإخاء بين أفراد المجتمع الواحد، وإذا توافرت المحبة في القلب، إستطعنا التخلي عن الكره والبغضاء والحسد والحقد، الذي يولد الفتن والنزاعات بين الناس، فالمجتمع الذي تسكن المحبة في قلوب أفراده، يعمه الأمن والسلام والخير والطمأنينة، والمحبة هي ولادة كل شئ نلزمه في الحياة، مثل الصداقة والإخوة، والتحلي بصفات الوفاء والحب والإخلاص، فيعا تكون القلول خالية من الشوائب ناقية وصافية كبياض الثلج، لا تعرف للحقد والظلم والإفتراء والتعدي على حقوق الغير طريقاً، وهي كذلك تولد الإحترام والتقدير بين كل طبقات المجتمع الغني والفقير، المُتعلم والأمي، وكل ذلك يسير بإتباع تقاليد وتعاليم الدين الإسلامي التي أوصنانا بها الله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم.

المحبة بين المؤمنين

تنشأ المحبة بين المُسلمين من محبتنا لله عز وجل، فكل أنواع المحبة زائلة إذا لم تنبع وترتبط بمحبته تبارك وتعالى، فقد تذهب أوصار المحبة بين الشركاء إذا فُكت الشراكة بينهما في مشروع ما أو موضوع مُعين، وتتحول إلى كره وحقد فيما بينهما، وأخلاق المُسلمين تتنافى مع ذلك، فالمسلم الذي يحب الله، يحث أخيه المُلسم بكل الأشكال والحالات، فلا يحسد الإنسان أخيه الإسنان الناجح والمتفوق في حياته، لأنه يعلم تماماً أن هذا الرزق والتوفيق من الله عز وجل، ويرضى بقسمته ونصيبه، ويبقى ذاكراً لله عز وجل طامعاً منه بأن يُنعم عليه كنعمة أخيه المسلم.

أحاديث النبي عن المحبة

وعلى هذا فإن المحبة بيم الناس تكون مقطوعة إذا ما كانت لله تعالى، فهذا النوع من المحبة يدوم بين قلوب المُحبين،  وأسباب هذا الحب لا تزول في الدنيا ولا الآخرة، ومذاق هذا النوع من الحب لا يعرفه إلا المسلمين من أهل الإيمان، قال عليه الصلاة والسلام، ” وأن يحب المرأ لا يحبه إلا الله ” وقيل عن المحبة من الأقوال ” ما كان لله دام واتصل وما كان لغير الله انقطع وانفصل ”

وقال النبي صلى الله عليه وسلم ” أتاني جبريل، فقال: يا محمد! عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزيٌّ به، وأعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل، وعزه استغناؤه عن الناس” وهنا تتجلي قيمة المحبة بين الناس في آيات الله عز وجل وأحاديث نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم.

المحبة بين الناس

أسمى العلاقات الإنسانية هي تلك التي تتمثل بالتعبير الحقيقي عن عمق الحب والمودة بينهم وبقاءها إلى الأبد، وكونها مثالاً لأصالة المُسلم وصفاته المتجذرة من صفات الرسول عليه الصلاة والسلام، لذا يجب أن تُبنى المحبة بين الناس بعيداً عن المصالح والمآراب والشراكات وغيرها من الأمور التي يشترك بها الناس، لأن مثل هذا النوع من المحبة يتعلق بها، فإن فُضت إنتزعت المحبة، لانها مبنية على أسس غير سليمة.