الوقت كلمة ذات ثلاث حروف، لكنّها تحمِل في طيّاتها معاني عدِيدة وسَامية، فالوقت نعمة يجبُ علينا أن نُحسِن استغلالها، فهو يمضي سريعًا، وقد قال الحكماء قديمًا: الوقت كالسيف إن لَم تقطعهُ قطَعك، وهذا يُحتّم علينا أن نستفيد من الوقت في اشياء نافعة نجني ثمارها في حياتنا، وعدم هدر الوقت فيما لانفع منه.

لقد أوصَى الدين الاسلامي بالاستفادة من الوقت على الوجه الأمثل، وقد ورد في الأحاديث النبوية الشريفة أحاديث تدعو الى الاهتمام بالوقت والحرص على الاستفادة منه، وحذر ممن يضيع الوقت بما لا فائدة منه فقال عليه الصلاة والسلام: ” لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع خصال عن عمره فيمَ أفناه، وعن شبابه فيم أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن عمله ماذا عمل فيه” ، فبذلك يكون الوقت أول ما يسأل عنه الانسان يوم القيامة.

كما أقسم الله سبحانه وتعالى بالوقت فقال في محكم التنزيل: ” والعصر، إن الانسان لفي خسر” ، وفي آية أخرى قال تعالى: ” والضحى، والليل إذا سجى”.

وقد شدد الله سبحانه وتعالى على اهمية الوقت وعظمته، وأن الإنسان خلق للنفع والاعمار في الارض وليس عبثا فقد قال تعالى: ” أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون” .

ومن الحكمة في استغلال الوقت أن نأخذ قسط من الراحة على قدر الحاجة فقط ، هذا عدا عن التبكير إلى العمل، ففيه النشاط والبركة وحسن الانجاز والاتقان فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه: اللَّهُمَّ بَارِكْ لأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا (الترمذي)

الوقت ثروة عظيمة ومكسب كبير، وهي طاقة يمتلكها الجميع من الناس، لكن البعض من الناس يسيء استخدامها، والبعض لا يحسن استغلالها، فلابد علينا ان ننظم الوقت بما نمتلك من طاقات وقدرات منحنا الله اياها، لنكون عناصر فعالة في المجتمع وعوامل بناء تساعد في رفعة مجتمعاتنا، ونكون قد ارتقينا بأنفسنا في الدنيا والآخرة.

ومما لاشك فيه أنّ الوقت ثروة عظيمة يجهلها ويهملها كثير من الناس، ويجب علينا كمسلمين الاستفادة منها وعدم اهدار الوقت فيما لا فائدة منه، وتنبيه غيرنا من المسلمين على اهمية الوقت في الدين كواجب المسلم على اخيه المسلم.