ا. محمد صوالحة وحوار حول مسيرة المليون ببريطانيا

ا محمد صوالحة وحوار حول مسيرة المليون ببريطانيا أصبح للرابطة الإسلامية في بريطانيا اسم كبير بعد تنظيمها للمسيرة الضخمة الأولى في لندن قبل عدة شهور والتي جعلت مؤسسات المجتمع المدني البريطاني تتسابق للتنسيق معها في نشاطات ومسيرات مشابهة ولعل المسيرة المليونية الضخمة التي تدعو لها الرابطة بالتنسيق مع..

ا. محمد صوالحة وحوار حول مسيرة المليون ببريطانيا

أصبح للرابطة الإسلامية في بريطانيا اسم كبير بعد تنظيمها للمسيرة الضخمة الأولى في لندن قبل عدة شهور والتي جعلت مؤسسات المجتمع المدني البريطاني تتسابق للتنسيق معها في نشاطات ومسيرات مشابهة ، ولعل المسيرة المليونية الضخمة التي تدعو لها الرابطة بالتنسيق مع عدد من المؤسسات البريطانية يوم السبت 28/9 القادم جعلت اسم الرابطة يتردد وعلى كل لسان ، لماذا تقوم الرابطة الإسلامية بالمسيرة ، وكيف استطاعت حشد الجالية المسلمة وتعبئتها ، والتنسيق مع كل المؤسسات البريطانية التي ترفض الظلم , وتدعو للعدل من قبل الغرب تجاه العالم الإسلامي .. ومن أجل الإجابة على هذه التساؤلات كان هذه اللقاء مع رئيس الرابطة الأستاذ محمد صوالحة :

س : ما هي أهداف المسيرة التي دعوتم إليها في 28/9 في لندن ؟ وكم تتوقعون أن يحضر ويخرج في شوارع العاصمة البريطانية تضامنا مع فلسطين والعراق ؟
– أهم أهداف المسيرة هي أداء واجبنا نحن كجاليات مسلمة وعربية مغتربة، في دعم قضايا الأمة العربية والإسلامية، وأهمها قضية فلسطين، والآن قضية العراق؛ ولذلك تأتي هذه المسيرة في الذكرى الثانية لانطلاق انتفاضة الأقصى في فلسطين، وكذلك في ظل الاستعدادات الأمريكية والبريطانية والغربية لضرب العراق.
ونحن كجالية نعتقد أن علينا واجب مناصرة القضايا العربية والإسلامية، لأننا نرى أن أمريكا تريد الآن إعادة تقسيم المنطقة العربية، وتشكيلها وفق الرؤية الصهيونية؛ ولذلك فنحن نرى أن هناك خطرًا كبيرًا محدقا بالمنطقة، ويجب علينا أن نساهم في منع ذلك.
أما الهدف الثاني ـ بعد قضايا العالم العربي والإسلامي ـ فهو الوصول بالجالية المسلمة إلى حالة من التنظيم والتعبئة، بحيث تكون قادرة على الدفاع عن حقوقها. وبمعنى آخر فإننا نطمح إلى جالية أكثر تنظيما وأكثر نشاطا وفاعلية في الدفاع عن قضاياها وفي خدمة مجتمعها.

س : كيف استطعتم التنسيق مع الجهات البريطانية لتشارككم تنظيم هذا الحدث الكبير؟
– نحن الطرف الأساسي في هذه المسيرة، ولكن يشاركنا في تنظيمها مجموعة تسمى “الائتلاف ضد الحرب”، وهي تتكون من مجموعة كبيرة من المؤسسات والجمعيات البريطانية. ويقف أيضا إلى جانبنا عدد كبير جدًا من المؤسسات العربية من مختلف الأصول، ولذلك فهناك مئات المؤسسات التي تشارك في تنظيم هذه المسيرة.

س : كيف ينظر إليكم المجتمع البريطاني؟ وهل تشعرون بتزايد التعاطف فيه مع القضايا العربية والإسلامية ؟
– نعم نحن نجد تعاطفًا أكثر مما كنا نتوقع، فالجمهور البريطاني الآن في حالة وعي جديدة. هناك حالة وعي ذاتية من جهة، وهناك الغطرسة الأمريكية من جهة أخرى، وهي جعلت كثيرًا من البريطانيين يشعرون أن هذه الحرب لن يستفيد منها الإنسان العادي، وأنها موجهة لخدمة جهات أخرى، والناس يشعرون أن هناك جهاتٍ تريد أن تزج بهم في الحرب لمصالحها.. أما عامة الناس فليس لهم فيها لا ناقة ولا جمل؛ ولذلك نشهد الآن نوعا من تصاعد الرفض لنهج الحكومة البريطانية في التأييد الأعمى للسياسة الأمريكية. والآن أغلبية المجتمع البريطاني تقف ضد هذه الحرب، وهناك عدد كبير من أعضاء البرلمان البريطاني يقفون ضد الحرب، والصحافة البريطانية يقف جزء كبير منهاـ لأول مرة ـ إلى جانب الرافضين للحرب.
ونحن سيتحدث معنا على منصة الخطابة في هذه المسيرة مجموعة من أعضاء البرلمان البريطاني، يزيد عددهم عن خمسة أعضاء، وسيتحدث في المسيرة أيضا عدد كبير من الشخصيات البريطانية المهمة.

س : ماذا بوسعكم أن تفعلوا ضد التوجه الكبير في الحكومة البريطانية لمجاراة أمريكا في حربها ضد العراق ؟
– نحن هنا نعمل بالتحالف مع قطاعات واسعة من الشعب البريطاني، وهدفنا توجيه رسالة قوية للحكومة البريطانية نقول فيها إن الجالية المسلمة لا تقبل بمثل هذه السياسة، وكذلك هناك قطاعات واسعة من المجتمع البريطاني ترفض هذه السياسة أيضا.
ونحن وقّتنا هذه المسيرة لتكون قبل يوم واحد من المؤتمر السنوي لحزب العمال البريطاني، الذي سيتحدث فيه رئيس الوزراء، ويتحدث فيه الوزراء، ويحددون سياسة الحزب في المرحلة القادمة. ونحن نريد من هذه المسيرة أن تكون رسالة واضحة إليهم، بأن الجالية المسلمة وقطاعات واسعة من المجتمع البريطاني ترفض هذه السياسة.
ونحن قد نستطيع الآن أن نؤثر على السياسة البريطانية، وقد لا نستطيع الآن ذلك، لكن ينبغي أن نبدأ تحركا نشطا، ولا يجوز لنا أن نقف مكتوفي الأيدي، أمام ما يجري من استعدادات لضرب العراق وتدميره، وإعادة فرض الاحتلال على منطقتنا العربية.

س :كيف تقوِّمون الحضور العربي والإسلامي في الساحة السياسية البريطانية؟ وما هي مساهمة الرابطة التي ترأسونها في ذلك؟
– الحقيقة أن الجالية العربية والإسلامية في بريطانيا جالية كبيرة، ويصل تعدادها إلى 3 ملايين شخص، وهناك من يصل بالعدد إلى أرقام أكبر من ذلك. ولكن هذه الجالية ليست فعالة بالقدر المطلوب. ومنذ سنوات ثلاث تقريبا بدأت الجالية المسلمة تعمل على تنظيم نفسها، وسيكون وضعها في مستقبل الأيام أحسن إن شاء الله تعالى.
وأنا أعتقد أن وضعنا الآن أحسن كثيرًا مما كان عليه الحال قبل ثلاثة أعوام، وآمل أن تكون هذه بداية لتنظيم عمل الجالية المسلمة في بريطانيا بشكل جيد. والجالية الإسلامية تعمل بأكثر من طريقة، من أجل التأثير على الرأي العام البريطاني، ونحن الآن أكثر اتصالا بالصحافة البريطانية وبالسياسيين البريطانيين.
وقد عددنا أشكال ووسائل اتصالنا بالجهات المتعاونة، ولدينا في الرابطة قائمة بأكثر من 15 ألف عنوان إلكتروني نرسل إليها دائما مواقفنا، ونطلب من هؤلاء دائما أن يرسلوا برسائل إلى الجهات البريطانية المختصة وتبليغها بوجهة النظر العربية والإسلامية.
وبالإضافة إلى ذلك كانت لنا خلال الفترة الماضية حملة متكاملة لنوضح للمجتمع البريطاني الوضع في فلسطين، والإجرام الصهيوني الواقع على الشعب الفلسطيني. ونظمنا حملتين ضد مشاركة فرق رياضية إسرائيلية في مباريات مع فريق اسكتلندي ومع فريق مانشستر يونايتد، وتركت صدى واسعا داخل المجتمع الاسكتلندي والمجتمع البريطاني.
ورفع مجموعة من أعضاء البرلمان الاسكتلندي عريضة طالبوا فيها برفض إجراء المباراة الرياضية مع الفريق الإسرائيلي. ونحن نقوم الآن بحملة من أجل إخراج إسرائيل من اتحاد كرة القدم الأوروبي، لأن ذلك هو في تصورنا شكل من أشكال الدعم السياسي لهذه الدولة، التي لا تستحق مثل هذا الدعم، لأنها ببساطة دولة تمييز عنصري ودولة عدوان.

س: عاش المسلمون في الغرب تحديات خطيرة بعد أحداث 11 أيلول (سبتمبر) 2001، فكيف كان انعكاس هذه الأحداث على العرب والمسلمين في بريطانيا؟
– في بريطانيا التأثيرات السلبية للأحداث كانت محدودة. وقد كانت هناك بعض الأحداث القليلة من اليمين المتطرف، الذي حاول الإساءة للجالية المسلمة وللإسلام، الذي عمل على وصفه بالتطرف. وكانت هناك مبادرات لتغيير ولتشديد القوانين المسماة بقوانين محاربة الإرهاب، والتي كان المستهدف الأساسي بها هو الجالية المسلمة، ولكن تأثير ذلك ظل محدودًا إلى حد كبير.
ولكن ما يجب لفت الأنظار إليه أن الاهتمام بالإسلام بعد أحداث 11 أيلول (سبتمبر) كان جيدا جدًا، وتواصلنا مع السياسيين كان أيضا قويا. وأعطت هذه الأحداث حافزًا للجالية المسلمة بأنه يجب عليها أن تتحرك، وأن تبرز وجهة نظرها للمجتمع البريطاني، وأن تعرفه بالإسلام، وهذا ما تم، وهذا ما نقوم به نحن الآن، وكذلك العديد من المؤسسات الإسلامية. وقد ترك ذلك والحمد لله أثرا طيبا في المجتمع البريطاني.

س:هل تتوقعون أن تؤثر هذه الأحداث على صعيد وعي ومشاركة المسلمين في العمل السياسي وفي المشاركة الانتخابية مستقبلا؟
– نعم أعتقد ذلك، وأرى أن ذلك سيترك أثرا في الجالية المسلمة. ونحن نعمل على توعية الجالية ، ونسعى إلى حفز همتها، من أجل أن تكون جالية فاعلة ومشاركة. وتستطيع الجاليات أن تؤثر في هذا البلد على السياسيين بأحد طريقين: أن تدفع لهم أموالا من أجل مساعدتهم في حملاتهم الانتخابية، أو أن تدعمهم بالتصويت، لأن السياسي يبحث دائما عن الصوت الانتخابي.
وأعتقد أن الجالية المسلمة في هذا البلد، وهي جالية فتية، تمتلك الكثير من الإمكانيات، ودعني أركز هنا على جانب التصويت، فهي تمتلك إمكانيات جيدة أكثر من الجانب المالي، لأن الجانب المالي غير متوفر بالشكل المطلوب. أما الجانب الانتخابي فنعم. واهتمام السياسيين البريطانيين بنا كان كبيرًا جدًا بعد المسيرة، التي نظمت في شهر نيسان (أبريل) الماضي، والتي كانت لدعم الشعب الفلسطيني.
بعد هذه المسيرة الناجحة اتصل بنا عدد كبير من السياسيين وكانوا يحرصون على لقاءنا. وأعتقد أن السبب في هذا أنهم أدركوا أن الرابطة والجالية المسلمة القادرة على حشد هذا العدد الكبير قادرة أيضا على التأثير الانتخابي.

Source: islamweb.net

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *