وطبقا للدراسات الفيزيائية والكيميائية، فإن المادة تتكون من ذرات، وتلك الذرات تتكون من انويه والكترونات تدور حول تلك الأنويه في مدارات وأفلاك محددة برقم الطاقة الخاص بذلك المدار، أما انويه الذرات فهي تتكون من العديد من الجسيمات النووية المتناهية الصغر، كالبروتونات الموجبة الشحنة والنيترونات المتعادلة، وتلك الجسيمات النووية تتكون أيضا من أجزاء صغيرة جدا تدعى الكواركات تحدها غليونات.
الجديد في الدراسة الفيزيائية الحديثة أن كتلة الغليونات تساوي صفرا، وكتلة الكواركات تساوي خمسة بالمائة، أما 95 في المائة من الكتلة، فإن العلماء يؤكدون أنها موجودة على شكل طاقة تولدها حركة وتفاعلات كل من الكواركات والغليونات، وهذا يعني أن كلا من الطاقة والكتلة هما وجهان لعملة واحدة، وهذا ينسجم تماما مع نص قانون اينشتاين المتعلق بالطاقة والكتلة والذي توصل إليه البرت اينشتاين في عام 1905، والذي بين بشكل واضح مدى إمكانية تحويل الطاقة إلى مادة، وتحويل المادة إلى طاقة وهذا ما تقوم عليه تكنولوجيا الطاقة النووية، حيث يتم تحويل جزء صغير جدا من المادة إلى طاقة هائلة، وهذا الأمر ينطبق أيضا على التفاعلات النووية في كل من الشمس والنجوم.
يذكر هنا أن أبحاث العالم اينشتاين التي قام بها مطلع القرن الماضي، ركزت على إيجاد العلاقة بين الطاقة والمادة، ووصف الكتلة بأنها طاقة مقسومة على مربع سرعة الضوء، حسب ما جاء في أوراق هذا العالم الذي دشن عصرا جديدا في الفيزياء وأسس لعلم الفيزياء النووية الذي كان من ابرز انجازات البشرية خلال القرن العشرين.