كتب-محمد أبو سبحة :
حالة خلقية نادرة جعلت من الطفل البريطاني “أولي تريزيس” يصبح شديد الشبه بشخصية “بينوكيو” الدمية الخيالية الشهيرة ذو الأنف الطويل.
وعاني الطفل “أولي” (21 شهراً)، من قيلة الدماغ Encephalocele: وهو بروز فتق في الدماغ، سببه شق خلقي بالجمجمة، حيث نما جزء من دماغه في تجويف الأنف مما تسبب في تضخمه واستطالته الأمر الذي جعل الطفل ذو الأنف الطويل والعينين الملونتين أشبه ببطل قصة بينوكيو الشهيرة.
وخضع الطفل مؤخرا لعدة عمليات جراحية لمساعدته على التنفس وسد الفجوة التي لديه في الجمجمة.
وقالت والدة الطفل، إيمي بول (22 عاماً)، أنه رغم تعليقات الناس على ابنها الأصغر ولومها على ولادته، فإنه في نظرها ملاك كامل وأنه “بينوكيو” الصغير الذي تحبه ويتفطر قبلها إزاء تعليقات الناس. بحسب صحيفة (الديلي ميل) البريطانية.
وكان الأطباء قد أبلغوا الأم في الشهر الثالث من الحمل أن نسيجاً ما بدأ في النمو على وجه الجنين.
وعندما وضعته في مستشفى جامعة ويلز عام 2014 انعقد لسانها ولم تنطق بكلمة لما رأت على وجهه رضيعها انتفاخ فوق الأنف أشبه بكرة جولف كبيرة.
وخلال الأشهر الـ9 اللاحقة، تابع الطفل نموه وكذلك نما معه أنفه، ما دفع الأطباء إلى إجراء عملية جراحية له من أجل فتح مجرى الأنف التنفسي.
ورغم خوف الوالدة على ابنها من العملية في سنه الصغير، إلا أن الأطباء حذروها من خطر أكبر هو الإصابة بالتهاب الدماغ أو بالتهاب السحايا إن انزلق ووقع على أنفه أو أصيب بضربة ما عليه، فوافقت الأم وتمت العملية بنجاح في نوفمبر الثاني عام 2014 في مستشفى بيرمينغهام للأطفال.
وخلال ساعتين في غرفة العمليات تم شق جمجمة الطفل الصغير وإزالة كيس السائل الدماغي الزائد وإعادة بناء الأنف.
أولي الذي يبلغ من العمر الأن حوالي عامين يتمتع بشخصية بشوشة مرحة يحب اللعب برش الماء مع أخته أنابيل (4 أعوام)، التي تعتقد أمها أنها تغار من أنف أخيها الذي يجذب اهتمام كل الناس.
وتقول الأم “أهون علي أن يسألني الناس عن سبب مظهر “أولي” بدلاً من أن يقولوا لي أنه بشع أو من الإشارة إليه بأصابعهم أو بالتحديق فيه.”
وبحسب الأطباء سيحتاج أولي مستقبلاً إلى مزيد من العمليات، غير أنهم يراقبون كيف ستنمو جمجمته قبل إجراء أي عمل جراحي.
كما أن هناك فحوصات دورية يجرونها على الطفل ووضعه يسير بشكل جيد.
وتضيف الأم قائلة: “أعرف أن ابني لن يبدو مثل غيره من الأولاد، وأخشى عليه من سخرية الأولاد في المدرسة، لكنه ولد لطيف جداً ومستحيل ألا يحبه أحد. أجده كاملاً كما هو عليه، ولا عيب ولا خطأ في أن يبدو المرء مختلفاً. إنه ولد صغير فريد، ذكي و مضحك ويفاجأني كل يوم. إنه بينوكيو الصغير المحبوب ولن أتوقف عن حبه” .
إعداد: محمد أبو سبحة
فريق كل يوم معلومة طبية
اقرأ المزيد في قسم الأخبار الطبية