باندورا…  والملك عبدالله الثاني

الدكتور عبدالمهدي القطامين

قرات ما جاء في وثائق او تسريبات باندورا المتعلقة بالملك عبدالله الثاني وبعيدا عن براءة التسريبات من عدمها في وقت حساس كما هو اليوم وبعد تفرد الملك عبدالله بصدر مجلس الإدارة الامريكية الحالية بعد اربع سنوات عجاف في الحقبة السابقة للإدارة الأمريكية السابقة وكي لا يفهم أولا انني ادافع مدافعة السحيج عن الملك فمن يعرفني ويقرأ لي يعلم انني في صف المنتقدين للنظام السياسي الأردني على وجه العموم وربما لا أذيع سرا ان الإطاحة بي من وظيفتي الأخيرة كانت استحقاقا لمواقفي المعلنة من تفشي الفساد في أوساط النخب السياسية والاقتصادية على حد سواء ونقدي الحاد لطبيعة  التعامل مع اضراب المعلمين واعتقالهم ومحاربتهم في رزقهم ثم محاربة وحبس الحراكيين الذين لم يتم شراؤهم بالمال في عهد الربيع الأردني .

تقول الجارديان ان الملك امتلك عدة منازل في كل من الولايات   المتحدة الامريكية وبريطانيا يبلغ ثمنها ما يقارب 100 مليون دولار وربما لا تعلم الجارديان وبي بي سي عربي ولا بائع البنادورا ان ذاك المبلغ يعادل قيمة منزلين او ثلاثة في دير غبار في عمان ولا يعادل قيمة عقار لتاجر عمل في سوق السكر في العاصمة عمان مطلع القرن الماضي .

ولكي نتبين حقيقة دخل الملك ومن اين يصرف لا بد من الرجوع الى رسالة الملك الراحل الحسين رحمه الله الموجهة الى ولي عهده آنذاك الأمير الحسن حين اعترض الأمير الحسن على اهداء الملك منزلا لرئيس هيئة الأركان المشتركة فكان رد الملك واضحا لا لبس فيه ….. ( واذا ارتفع السؤال درجة ومن اين لك هذا والجواب هو اني رغم ما جمعت لبلدي وشعبي لتحقيق تقدمهم وتامين فرص عيشهم الكريم ومن خلال النهضة القائمة الدائمة بعون الله فقد كان ذلك من فضل ربي أولا ومن نتاج وجود اشقاء قادة عرب ومسلمين جادوا علي بعد معرفة بعض حالي ومعاناتي على مر الأعوام بما خفف عني الديون وثقلها على النفس ومكنني من الجود من كرمهم على من تمكنت ووجدته يخدم الوطن فلهم مني الشكر والعرفان على المدى على جودهم وكرمهم وما قدموا واعطوا ولهم وللموسرين من العرب خير الجزاء ولهم في كل ذلك اجر كبير عند الله )  …. الى هنا ينتهي الاقتباس

من نص الرسالة يمكن لنا ان نتحقق ان الملوك الهاشميون ملوك فقراء وهو ما ادركه  ملوك العرب وقادتهم الموسرين واثرياء الامة فكان جودهم كما قال الملك الراحل ومن عادة الملوك العطاء واذا كان الملك فقيرا عاجزا عن ان يعطي وفق ثقافتنا العربية المتأصلة فان ذلك لا يليق بمركزهم الاجتماعي حيث يقصدهم الكثيرون من أبناء جلدتهم طلبا لقضاء حاجة او سداد دين وطلب معونة على ضائقة الأيام .

وحين يعمد الملك عبدالله الثاني الى استثمار عقاري متواضع مقارنة بما يمتلك الملوك تشير الجارديان نقلا عن باندورا المهربة  انه يسعى الى بناء امبراطورية عقارية ضخمة وللوهلة الأولى يظن القارئ انها فعلا امبراطورية عقارية غير مدركين انها لا تعادل عشر دونمات شاطئية  في منطقة مثل العقبة على سبيل المثال او منطقة دير غبار وغيرها من المناطق المترفة في عمان التى ارتفع سعرها بشكل جنوني .

هل هناك ما يعيب ان لجأ الملك للاستثمار العقاري او أي نوع اخر من أنواع الاستثمار لتوفير سيولة نقدية ينفق منها على أبناء شعبه المحتاجين ويعيش من جراها عيشة تليق بالملوك  ام ان وراء الاكمة ما وراءها وهل الامر يخلو من كيد العذال والحاسدين على المرتبة التي يحتلها الملك عبدالله الثاني حاليا على الصعيد العالمي وصناعة القرار الدولي بعد ان تهاوت العديد من مراكز القوى الطارئة في المنطقة والتي اخذت مكانها في الطليعة بعد تراجع حواضر الامة التاريخية وتدميرها عن سبق ترصد وإصرار .

الملك عبدالله والملوك الهاشميين عموما هم من اشد الملوك والحكام والشيوخ العرب فقرا ومعيشة فهل بدء باندورا  بما يمتلك الملك عبدالله له دلالاته في سياق المعركة التي خاضها ويخوضها ضد صفقة القرن والهرولة الى التطبيع التي عمت المنطقة في الآونة الأخيرة …. وهل التقارب الأردني السوري يقع ضمن هذا السياق وهل … وهل … هناك الكثير من الأسئلة التي تحتاج الى أجوبة.

كاتب اردني

Source: Raialyoum.com

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *