بايدن يقترب من منافسة ترامب
Share your love
ومن الآن فصاعداً أيضاً، أصبح تركيز نائب الرئيس الأميركي السابق، ينصب على خطاب المنافسة العامة، وعلى الخطاب الوطني، في وجه المرشح الجمهوري دونالد ترامب، الذي حصل على الترشيح الرسمي لحزبه الثلاثاء، تحضيراً للمعركة الرئاسية الخريف المقبل. وبعد فوز بايدن الأخير ليل الثلاثاء – الأربعاء على منافسه الاشتراكي بيرني ساندرز، واستعادة حملته للرئاسيات، ليس فقط زخمها، بل صدارتها، كما تنبأت بها أولى الاستطلاعات قبل أشهر، يعيد الحزب الديمقراطي، كمنظومةٍ عميقة، ترتيب أوراقه، بمرشحٍ تقليدي، لمقارعة ترامب. ومع فوز نائب الرئيس السابق في الولايات الثلاث الأخيرة، بديمغرافيتها، يُرسل الديمقراطيون كذلك إشارةً قوية أن بإمكانهم التوحد ضد الرئيس الجمهوري، مُرحلين إلى وقت لاحق جدل صراع الأيديولوجيات داخل الحزب بين تياري الوسط واليسار، فيما يبدو ساندرز اليوم مطالباً بالانسحاب سريعاً، تحت حجة كسب “الوحدة” هذه.
ويجري كل ذلك بالنسبة للحزب “الأزرق” في أجواءٍ عبثية. ويحمل تفشي وباء “كورونا” توقعات متناقضة للحزب خلال الفترة المقبلة: من جهة، قد يمنح انتشار الفيروس حجة لساندرز للانسحاب، كما يعطي لبايدن فرصة الظهور كزعيمٍ قادر على إدارة أزمة، لكنه كذلك يضع التمهيديات الديمقراطية وحملات المرشحين الإثنين، برمتها، في مهب الفوضى والتأخير إذا ما قرّر ساندرز البقاء.
وأشارت استطلاعات للرأي أن بايدن تمكن من استقطاب مؤيدين جدد، في طريقه إلى المؤتمر الوطني للحزب في يوليو/تموز المقبل. وبحسب استطلاع أجرته صحيفة “وول ستريت جورنال” وشبكة “إن بي سي” الإخبارية، نشر يوم الأحد الماضي، فإن بايدن يتقدم على منافسه على المستوى الوطني بـ61 مقابل 32 في المائة، وذلك بين أولئك الذين صوتوا في التمهيديات، أو الذين يتحضرون للتصويت. وتعطي استطلاعات ولايتي نيويورك وبنسلفانيا نهاية شهر إبريل المقبل تقدماً أيضاً لنائب الرئيس السابق.
وخلال اليومين الماضيين، جرى تداول هاشتاغ “انسحِب بيرني” على “تويتر”، فيما وُضعت هذه الدعوة في خانة الرغبة في الحفاظ على وحدة الحزب. وساعد “كورونا” على إظهار بايدن كرجل دولة، مقابل ساكنٍ للبيت الأبيض يدير الأزمة كما يدار برنامجٌ تلفزيوني. وفي الوقت ذاته، بدأ نائب الرئيس السابق مغازلة الناخبين التقدميين في الحزب الديمقراطي، عبر دعم خطة ساندرز لجعل التعليم الثانوي والجامعي مجانياً لعدد كبير من الطلاب، وكذلك مناقشة خطط السيناتورة إليزابيث وارن لمحاربة النظام الذي يخدم الأثرياء.
وعلى الرغم من أن ساندرز لم يعط حتى الآن أيّ إشارة بإمكانية الانسحاب، إلا أن أصواتاً عدة بدأت تتخذ من “كورونا” حجّة للمطالبة بذلك. ورأى ديفيد بايلر، في صحيفة “واشنطن بوست”، أنه “من خلال جعل بايدن المرشح الديمقراطي الرسمي للرئاسيات، يُحرّر ساندرز الديمقراطيين، ويجعلهم قادرين على اتخاذ قرارات أكثر عقلانية حول توقيت وكيفية إجرائهم التمهيديات في ظلّ هذه الظروف، كما أنه يحررهم من فكرة أن عليهم اتخاذ القرار المستحيل بين التوجه للتصويت وحماية أنفسهم”. وتحت هذا الضغط، قال مدير حملة المرشح الاشتراكي فايز شاكير أمس، إن ساندرز بصدد مراجعة حملته مع مؤيديه خلال الأسابيع المقبلة. أول الانتخابات التمهيدية المقبلة على بعد ثلاثة أسابيع، أما الآن فهو يركز على تعاطي الحكومة مع أزمة كورونا”.
ورأت “واشنطن بوست” أن بايدن يقف أمام مهمة حساسة، فهو من جهة يريد التقارب مع داعمي ساندرز، لكنه لن يقبل ألا يرد على أي حملة تهاجمه. وقال مسؤول في حملته: “لن نقبل تشويه ما جنيناه. إذا هاجمنا ساندرز، سنرد”. في المقابل، يستبعد المحللون انسحاب المرشح الاشتراكي بسهولة، معتبرين أن المسألة بالنسبة لساندرز ليست سباقاً رئاسياً، بل يخشى أن يؤدي انسحابه إلى إضعاف حركته، التي يرى فيها حركةً من الجذور لتغيير النظام الأميركي بأكمله.