بحث عن ابو تمام
١٤:١٠ ، ٥ نوفمبر ٢٠١٩
}
أبو تمام
أبو تمام هو حبيب بن أوس الطائي، وهو مولود في بلدة يُطلق عليها اسم جاسم تُوجد في المنطقة الجنوبية من سوريا، وأبوه كان مسيحي الديانة، وكان يُطلق عليه اسم تدوس العطار، ولكن عندما أسلم أبو تمام استبدل اسم والده وصار أوس، وتجدر الإشارة إلى أنَّ أبا تمام سافر إلى الجمهورية المصرية عندما كان صغيرًا، كما أنه لازم المساجد وخدم أهل العلم فيها، وتجول في بلدان وأقطار مختلفة، إذ زار كلًّا من بغداد وخراسان والحجاز والموصل وبلاد الشام والعراق، وسكن في منطقة سامراء في المكان الذي كان يعيش فيه الخليفة المعتصم، مما أدَّى لزيادة الصلة بينهما، وهو من الشعراء الذين برزوا وأبدعوا وتربعوا على عرش الشعر خلال عصره، وعامةً كان يتميز شعره بحسن الإخراج، والتأنق اللفظي والمعنوي والغوص في المعاني العميقة الجميلة[١]، وفيما يتعلق بوفاته فإنه توفي عام 228 للهجرة في مدينة الموصل، كما أنه دفن فيها، ولمعرفة مزيد من المعلومات عنه إليكم هذا المقال[٢].
‘);
}
نشأة أبي تمام
نشأ أبو تمام نشأة علمية وأدبية جيدة، إذ جالس أدباء عصره، وأخذ عنهم ما كان يُميل له، وأبدع إبداعًا لا محدودًا بالنظم البديعي، وبمجرد أنَّ سمع عنه الخليفة المعتصم طلبه حتى يحضر إليه، وقدمه على الشعراء، كما ميَّز القصائد الخاصة به، وهو من الأشخاص الذين كانوا يوصفوا بطيب أخلاقهم وظرفهم وسماحتهم، وعندما ترعرع سافر إلى بلاد مصر، وكان يتردد كثيرًا على مسجد يُطلق عليه اسم مسجد الفسطاط بهدف الانتفاع من الحلقات العلمية التي كانت تكتظ بالدارسين، واستمع إلى الشيوخ الذين ألقوا الدروس في مجالات أدبية مختلفة مثل اللغة والنحو والفقه والأدب والعلوم الدينية[٢].
[wpcc-script async src=”https://cdn.wickplayer.pro/player/thewickfirm.js”]
مؤلفات أبي تمام
يُعد أبو تمام من الشعراء الأوائل الذين شجعوا أمر التجديد خلال الحكم الأموي لأنه نظر إلى أسس الحضارة القديمة وحاول الحفاظ على معطيات تلك الحضارة مع اتباع أساليب شعرية جديدة، وبعدها جمع بين مجموعة من العناصر التي تمثلت في العقل والوجدان، وراعى مجموعة من الخصائص التي تُميز اللغة العربية ومحتواها، وبناء على ذلك فإنَّ خياراته ومؤلفاته كانت متعددة، وجمع أشياء أدبية بطريقة مناسبة لمعاييره، ومن أهمّ مؤلفات أبي تمام:[٢]
- فحول الشعراء.
- ديوان الحماسة.
- مختار أشعار القبائل.
- نقائض جرير.
- الأخطل.
رحلات أبي تمام وسفره
بقي أبو تمام يواصل مدح الولاة في منطقة الشام والجزيرة، وبعدها كان يمدح عبد الله بن طاهر الذي كان واليًا لمصر خلال الفترة الزمنية التي تمتد ما بين 211 و213 للهجرة، كما أنه هجا المطلب بن عبد الله الخزاعي الذي كان واليًا على مصر لفترة زمنية مقدارها عامين ما بين 198 و199 للهجرة، وبحسب ما ذكر الناقد الأدبي شوقي ضيف إنَّ أبا تمام كان كثير الترحال، إذ رحل إلى العراق التي كانت مقرًّا للخلافة، وكان ذلك عام 214 للهجرة، وهكذا أُتيحت له فرصة المنافسة حول الإمارة الشعرية وأصبح شاعرًا للخلافة، واتصل خلال الفترة الزمنية التي تتراوح ما بين 214 و216 للهجرة ببعض الأشخاص الذين قادوا الجيش المأموني الذي كان يدافع بشتى الطرق والوسائل عن نقاط الضعف في الخلافة الإسلامية ضد هبات الروم، ومن أبرزهم محمد بن حميد الطوسي وأبو سعيد بن محمد الثغري وخالد بن يزيد الشباني[٣].
وتجدر الإشارة إلى أن أبا تمام تنقل كثيرًا، وكان يعتمد في شعره على تمجيد الانتصارات المختلفة، وفي عام 217 للهجرة اغتنم فرصة قدوم المأمون، ومدحه بقصيدة، وبعد سفره لخرسان واصل مدحه، إذ مدح الحاكم عبد الله بن الطاهر، وبعدها مدح الحسن بن رجاء، وتتفق جميع المصادر والمراجع على أنَّ عبد الله قدّم له مبلغًا ماليًّا منثورًا مقداره ألف دينار، ولكن أبا تمام لم يلتقط ذلك المال تعففًا منه، ثمَّ التقطه له الخدم والغلمان، ومن هذا الموقف كثر عدد الأشخاص الذين مدحوه، وخلال عام 224 عاد المعتصم إلى سامراء وكان معه أبو تمام، وحينها تواصل مع كبار رجال الدولة، وكان من أهم الذين مدحهم أحمد بن أبي دؤاد والوزير بن الزيات وأبو سعيد الثغري، كما أنه كان يذهب من وقت لآخر لزيارة أهله وأقاربه في دمشق، ومن أهم الزيارات التي قام بها زياته للشاعر البحتري[٣].
أبو تمام والإنجليزية
يُعد الشعر العربي القديم من الميادين الجيدة للدراسات الأكاديمية في الجامعات الغربية لدى مجموعة من الدارسين والمتخصصين في كل من الأدب والنقد، وهو يهتم اهتمامًا كبيرًا بربط الأحداث مع بعضها سواء كانت سياسية أو فكرية أو دينية، وهنا تجدر الإشارة إلى أنَّ الشاعر العباسي أبا تمام من الشعراء المرموقين الذين تُرجمت لهم مجموعة من القصائد للغة الأجنبية، إذ تُرجم ديوانه الحماسة لمجموعة من اللغات، وأهمها اللغة الإنجليزية، وتُعد الباحثة الأميريكة سوزان بينكني ستيتكيفيش أبرز الشخصيات التي كتبت عن أبي تمام في كتاب يُطلق عليه اسم أبو تمام وشعريات العصر العباسي، وكان ذلك خلال العام 1991 للميلاد[٤].
بالإضافة لذلك، تُرجمت الكثير من الترجمات الخاصة بكتب أبي تمام ودواوينه، وصدرت في وقت حديث ترجمة لكتاب حياة وأزمنة أبي تمام الذي يعود للمؤرخ أبي بكر الصولي، وهو الذي عاش خلال القرن العاشر للميلاد، بالإضافة لذلك اهتُّم بمجموعة من المؤلفات التي كان من أهمها وأبرزها تطوير النصوص العربية وشعر المدح العربي في العصور الوسطى، كما جُمِعت العلوم الإنسانية العربية الكلاسيكية وفقًا للشروط الخاصة، وتُشير الباحثة الأمريكية ستيتكيفيش إلى أنَّ الشعر العباسي له وجوه متعددة خاصة ما ظهر بكثرة خلال القرن التاسع عشر للميلاد، وكانت تلك الأشعار موضوعًا للبحث الأساسي آنذاك[٤].
حركة التجديد
إنَّ التغييرات التي أصابت الحساسية الشعرية لم تحدث خلال صدر الإسلام، إذ خضع الشعر لتغييرات بحكم نقل الحياة العربية من أسلوب البادية للقرى والحضر، وكان من المنتظر آنذاك أن يفتح خروج العرب من حدود جزيرتهم آفاقًا جديدة في الشعر ليخرج عن المواضيع التقليدية، وعلى عكس المنتظر لم تحدث أي تغييرات فنية تمس الشعر من الناحية الجوهرية، وبالرغم من ذلك فإنَّ مواضيعه اتسعت، وعباراته أصبحت أكثر عذوبة، ولكن خطوطه العريضة بقيت كما هي في الجاهلية، أي إنَّ نهج الشعر الجاهلي بقي متبعًا، وقسم مؤرخو الأدب الشعراء لقسمين، أحدهما يُحافظ على النهج القديم والآخر مال للتجديد[٥].
المراجع
- ↑“أبو تمام”، الحكواتي، اطّلع عليه بتاريخ 4-11-2019. بتصرّف.
- ^أبت” ابو تمام “، ektab، اطّلع عليه بتاريخ 4-11-2019. بتصرّف.
- ^أب الكبير الداديسي (27-2-2018)، “أبو تمام الطائي حياته ومذهبه اشعري”، ديوان العرب، اطّلع عليه بتاريخ 4-11-2019. بتصرّف.
- ^أب“”حياة وأزمنة أبي تمام”.. إلى الإنكليزية”، العربي الجديد، 6-2-2019، اطّلع عليه بتاريخ 4-11-2019. بتصرّف.
- ↑خالد يزبك، “شعرية أبو تمام”، syrbook، اطّلع عليه بتاريخ 4-11-2019.ص15-17. بتصرّف.