سنُفيدكم من خلال هذا البحث عن الإيمان بالرسل بالكثِير من المعرفة التي تودُّون الحصول عليها، حيثُ سيتضمّن بحثنا الكثِير من الأمور التاريخيّة والحقائق المُثبّتة في الكتب السماوية وتفاسير كبار الأئمة، حيث سنتطرّق في هذ البحث المُختصَر إلى قضية الإيمان بكافة الرسل والأنبياء الذين كلّفنا بالإيمان بهم وبما جاءت به رسائلهم السماوية التي هي من عند الله سبحانه وتعالى، والدليل على ذلك أنّها مُتشابه في الكثير من أمور العقيدة، مثل وحدانية الله الذي لا إله إلى هُو وحدَه لا شريك له والكثير من الأمور المتعلقة بالحجاب والطهارة وغيرها من الأمور التي تَمّ ذكرها في جميع الكتب السماوية والتي أكّد عليها الإسلام كخاتمٍ لكُل الكتب والرسالات السماويّة التي سبقته وليكون هو الدين الذي أرسله الله للبشر كافة وتعهد اله سبحانه وتعالى بحفظه من النسخ والتعديل.

 نبذة عن الايمان بالرسل

الإيمَان بالرُّسل هُو الركن الرابع مِن أركان الإيمان، فلا يصُح إيمان العبد مِنّا إلى بها، فقد أمر سبحانه وتعالى بالإيمان بهم أجمَعين، وارتبط ذلك بالإيمان به فقَال: (فَآمِنُوا بِاللهِ ورُسُلِه) وجَاء الإيمان بهم في المرتبة الرابعة من التعريف النبوي للإيمان كما في حديث جبريل ( أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله )، وقرن الله سبحانه الكفر بالرسل بالكفر به، فقال(ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالًا بعيدًا) (النساء:136)، ففي هذه الآيات دليل على أهمية الإيمان بالرسل، ومنزلته من دين الله عز وجل، وقبل بسط الكلام في ذلك، يجدر بنا ذكر تعريف كل من الرسول والنبي، وتوضيح الفرق بينهما.
الرسول هو الذي أنزل عليه كتاب وشرع مستقل ومُعجزة تثبت نبوته وأمره الله بدعوة قومه لعبادة الله، أما النبي هُو الذي لم ينزل عليه كتاب إنما أُوحي إليه أن يدعو قومه لشريعة رسول قبله مثل أنبياء بني إسرائيل كانوا يدعون لشريعة موسى وما في التوراة وعلى ذلك يكون كل رسول نبي وليس كل نبي رسول.
كما يجب على المؤمن الايمان بهم جميعًا فمن كفر بواحد منهم أصبح كافرًا بالجميع وذلك لأنهم جميعًا يدعون إلى شريعة واحدة وهي عبادة الله.

احد اركان الإيمان

يعد الإيمَان بالرُّسل أحَد أركان الإيمان الستة الأساسية، فقال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز (آَمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آَمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِه)، وهنا أكدت الأيات على وجوب و ضرورة الإيمان بجميع الرسل عليهم الصلاة السلام دون تفريقن بينهم لأن كل الرسل أتو برسالات من الله سبحانه وتعالى و تم تكليفهم بها من قبله سبحانه.

وقال رسول اله صلى الله عليه وسلم (أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسوله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره).

معنى الإيمان بالرسل

هو التصدِيق الكامل والجازم بأنّ الله قد بَعث في كُل أمة رسولًا مِنهُم يدعُوهم إلى عبادة الله وحدَه لا شريك له، وأنّ الرسل كلهم صادقون مُصدّقون في رسالاتهم السماوية، كما أنّهم بلغوا جميع ما أرسلهم الله به من كتب سماوية، فلم يكتموا ولم يغيروا ولم يزيدوا فيه من عند أنفسهم حرفا ولم ينقصوه، كما قال سبحانه وتعالى (فهل على الرسل إلا البلاغ المبين ).

قال ابن أبي العز الحنفي رحمه الله شارح الطحاوية: “وإرسال الرسل من أعظم نعم الله على خلقه، وخصوصًا محمدًا صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: ﴿ لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِين ﴾ وقَالَ تَعَالَى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين ﴾ .