سنعرض خلال هذا المقال بحث عن التواضع ، تُعد صفة التواضع من أهم الصفات التي أمرنا الله سبحانه وتعالى بالتحلي بها، فعندما خلق الله عباده ساوى بينهم جميعاً ولم يفرق بينهم في أي شيء، وهذا ما يجب أيضاً أن يحرص عليه كل إنسان، كما حثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على التعامل بتواضع مع الآخرين، ونهانا عن الغرور والكِبر، لأن الله يحب المتواضع ويكره المتكبر ولا يدخله جنته، وللتواضع تأثيراً إيجابياً سواء على الفرد أو المجتمع، فهو يُعلم الفرد كيف يحب الناس ويحب فعل الخير، وأن يتعامل مع غيره على أنه مثله لا يفرقه عنه شيئاً سوى التقوى، وهو ما أكد عليه الله عز وجل، وسنتعرف في السطور التالية على موسوعة على تعريف التواضع وأهم مظاهره وأهميته للفرد والمجتمع.
بحث عن التواضع
تعريف التواضع باختصار
يُعتبر التواضع من أرقى وأهم القيم الأخلاقية الواجب انتشارها في كافة المجتمعات، ويُعرف التواضع بأنه إظهار الرفق واللين في التعامل مع الآخرين، وتجنب التعالي والتكبر أمامهم، و الحرص على احترامهم وعدم التقليل من شأنهم، أو التعامل معهم على أساس عنصري أو طائفي أو طبقي، أو إشعارهم بأنهم أقل في القيمة أو القدر، ويكون كل ذلك قولاً وفعلاً.
التواضع في القرآن الكريم والسنة
جاءت الكثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تحث المسلمين على ضرورة التحلي بالتواضع وتبرز أهميته، كما ذكرت ثواب وأجر من يتعامل بتواضع ورفق مع الآخرين، ومن أهم الآيات التي ذكرت صفة التواضع ما يلي:
- وَعِبَادُ الرَّحْمَٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا (سورة الفرقان).
- وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُور (سورة لقمان).
- لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ (سورة الحجر).
- فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ (سورة آل عمران).
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد الناس تواضعاً ورحمة وعطفاً على من حوله، ولذلك حثنا على الترفق والتواضع مع الغير، وأهم ما جاء في أحاديثه ما يلي:
- رُوي عن عبد الله بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرةٍ من كبرٍ).
- قال سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام (مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ، وَمَا زَادَ اللَّهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلَّا عِزًّا، وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ للَّهِ إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ) رواه مسلم.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (بيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي في حُلَّةٍ تُعْجِبُه نفْسُه، مرَجِّلٌ رأسَه، يَخْتَالُ في مَشْيَتِهِ، إِذْ خَسَفَ اللَّهُ بِهِ، فهو يَتَجَلْجَلُ في الأَرْضِ إلى يوْمِ القِيامةِ).
مظاهر التواضع
- إظهار الابتسامة بمجرد رؤية الآخرين.
- الاستماع إلى الناس وإظهار الاهتمام بما يقولون.
- الحرص على زيارة المريض، فزيارة المريض من الصدقة.
- الإحسان إلى المحتاجين والعطف عليهم وتقدير أوضاعهم وظروفهم.
- التحدث باحترام مع الغير، مع الحرص على خفض الصوت أثناء الحديث.
- عدم وضع الفروقات الاجتماعية والمادية في الحسبان عند التعامل مع الآخرين.
- إلقاء السلام ورد التحية على الجميع.
- الحرص على الحفاظ على مشاعر من هم أقل من الناحية المادية أو الاجتماعية.
- بذل الجهد والمال من أجل مساعدة المحتاجين.
- التعامل بالطيبة واللين وإظهار المودة للجميع.
- عدم العبوس في وجه الآخرين أو إظهار الضيق والضجر منهم.
- احترام الكبار وإظهار العطف والرحمة على الصغار.
- تجنب إظهار الفخر والزهو أمام الآخرين سواء بالمال أو بالمأكل أو الملبس، وعدم المقارنة مع الغير في أي شيء.
اهمية التواضع
- التحلي بالتواضع هو بمثابة تنفيذاً لأوامر الله ورسوله.
- يساعد التواضع على انتشار السلام والطمأنينة داخل المجتمع.
- يعمل التواضع على تطهير النفوس من كل مظاهر الغل والحقد والكراهية.
- المتواضع ينال رضا الله عز وجل في الدنيا والآخرة.
- يتمتع الشخص المتواضع بحب الناس واحترامهم.
- يقوي التواضع من الروابط الاجتماعية بين أفراد المجتمع الواحد.
- يؤدي شيوع صفة التواضع إلى انتشار التعاون بين أفراد المجتمع من كافة الطبقات، مما يساهم في تحقيق التقدم والازدهار للبلاد.