نعرض لكم بحث عن الزواج ، مُنذ أن خلق الله ـ سبحانه وتعالى ـ الأرض وأوجد بها سيدنا آدم ليكون أول من يسكنها فأوجد معه السيدة حواء أم البشرية لتكون أنيسة وحدته ورفيقته في طريق التوبة والطاعة، وقد خلقها الله من ضلع سيدنا آدم ليبرهن للبشرية على أن وجود المرأة جزء لا يتجزأ من وجود الرجل فهي آمنه وسكنه وقوته وقت ضعفه، حامية أسراره وشريكته في الحياة، التي لا تأمن ولا تسكن إلا بجوار زوجها.
وينتج عن الزواج الذرية لتكون أساس استمرار وجود البشرية في الأرض، وقد كانت السنة الإلهية من المولى ـ عز وجل ـ أن تكون ذرية آدم من الذكر والأنثى، الذين تجمعهما علاقة شرعية هي الزواج يستقرون به ويحققون السلام ويضمنون استمرار الحياة بإستمرار النسل البشري.
ويمثل الزواج لدى البشر حاجة غريزية فطرية جسدية وروحية أوجدها الله سبحانه وتعالى في الإنسان، ليستطيع إشباعها بعلاقة الزواج السوي الذي يقوم على السكينة والرحمة والمودة بين الزوجين .
وفي المقال التالي تجدون بحثاً عن مفهوم الزواج وأهم أسسه وركائزه، وأهميته للفرد والمجتمع من موقع موسوعة.
بحث عن الزواج
الزواج
يُعد الزواج هو إحدى أهم متطلبات الحياة الإنسانية، والتي تجعل الأفراد في علاقة رسمية وموثقة ومعلنة لدى المجتمع، من خلال الدخول في علاقة اجتماعية سامية تقوم على الاحترام المتبادل بين الزوجين وشيوع مظاهر الود والتراحم فيما بينهم. حيثُ لا يستطيع الإنسان أن يعيش حياته وحيداً مُنعزلا دون وجود من يؤنس وحدته ويرعاه وقت الضعف أو المرض ويشاركه كلاً من أحزانه وأفراحه.
فالزواج علاقة سوية قائمة على السكينة والهدوء وقد أمرنا الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز بالزواج في قوله ” وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ “، كما جعل الله سبحانه وتعالى لنا في الأنبياء والرسل أسوة حسنة في الزواج حيثُ قال في كتابه العزيز ” ولَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّةً “.
كما جاء في السنة النبوية العديد من الأحاديث الشريفة التي تدعو الشباب إلى الزواج تقرباً من الله سبحانه وتعالى وتجنباً للوقوع في أية معاصي أو ذنوب ومنها قول النبي ـ صلى الله عليه وسلم:”يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة؛ فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحفظ للفرج، ومن لم يستطع؛ فعليه بالصوم، فإنه له وجاء”، كما قال: ” أربع من سنن المرسلين: الحناء، والتعطر، والسواك، والنكاح” وذلك لما في الزواج من خير للإنسان وحفظ وسلام للبشرية.
وقد جاء في الدين الإسلامي الحنيف ليحمل بين طياته الكثير من القواعد والشروط التي تحفظ لكل من الزوجين حقوقهما وتوضح واجبهم نحو الطرف الآخر، وذلك لتحقيق الفائدة الأسمى من الزواج، والتي سنتعرف عليها في السطور التالية.
شروط صحة الزواج
- ألا يوجد ما يمنع الزواج بين الرجل والمرأة، ومن موانع الزواج أن يتواجد نسب بين طرفي الزواج مثل أن يكونوا أخوةً في الرضاعة، أو أن تكون المرأة محرمة على الرجل حرمة دائمة كالأخت أو الخالة أو العمة …. ، أو أن يكون الرجل من ديانة غير الإسلام كالمسيحية والمرأة مسلمة.
- الإيجاب والقبول بين الزوجين.
- وجود شاهدين من الرجال، أو أربعة شهود من النساء.
- الجواب الصريح بقبول الزواج والذي يكون من ولي أمر المرأة أو من ينوب عنه.
- التلفظ الصريح بالرغبة في الزواج والذي يصدر من الرجل أو من ينوب عنه.
اهمية الزواج
خلق الله ـ سبحانه وتعالى ـ الزواج لما فيه من فوائد جمة للإنسان ومنها:
- في الزواج عفاف للنفس وحفاظاً للروح والجسد من ارتكاب المعاصي والذنوب، كما أن في الزواج تخلص من وساوس الشيطان التي تدفع النفس لارتكاب المعاصي، فعندما يكون المرء غير متزوجاً قد يجعل ذلك منه عرضةً للتأثر بالمغريات السائدة من حوله، فيقع في براثن الإثم والخطيئة.
- يحفظ الزواج السلاسة البشرية من الضياع أو الانقراض، وقد أوصانا النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالإكثار من نسل المسلمين لأنه سيباهي بنا الملائكة يوم القيامة.
- ينشر الزواج المودة والرحمة والتسامح في النفس البشرية، وذلك من خلال تحقيق الاستقرار النفسي والعاطفي بين الزوجين.
- إشباع رغبات الفرد الغريزية الفطرية بالزواج، فيساعده ذلك على التركيز في أمور العمل والعبادة دون أن ينشغل بالتفكير في حاجاته ورغباته الداخلية.
- في الزواج سكن ومحبة وتراحم، فيجد كل من الزوجين الآخر ليشاركه اهتماماته وأفراحه وأحزانه، فيستطيع تجاوز الحياة بسلام.
- زيادة قوة وعدد المسلمين، التي ترفع من شأنهم وتزيدهم قوة أمام باقي الأمم.
- منع اختلاط الأنساب، وذلك من خلال تسجيل الأبناء لوالدهم الحقيقي وأمهم حيثُ قد حرم الله سبحانه وتعالى فعل غير ذلك ونهى عنه، لما فيه من شرور ومفاسد للمجتمع.
- يحصل الزوجين بالزواج على رضا الله عزو وجل وينالون ثواب إنجاب الذرية وتربيتها وتنشئتها على الأخلاق القويمة والأسس الإسلامية البليغة مما يُعد درباً من دروب عبادة الله سبحانه وتعالى.
واجبات الأزواج تجاه بعضهم البعض
أوجد الزواج في الإسلام عدداً من الواجبات التي يجب على كلا الزوجين تحقيقها للطرف الأخر منها.
واجبات الزوج
- الإحسان إلى الزوجة ومعاملتها بالمعروف، والابتعاد عن إيذائها نفسياً أو جسدياً أو إهانتها بأية طريقة، والإحسان إلى أهلها.
- عدم البخل في الأنفاق على الزوجة في المأكل أو الملبس.
- مساعدتها في أمور تربية الأبناء واحتواء ألسرة بالرعاية والحنان.
واجبات الزوجة
- طاعة الزوج في كل ما يرضي الله سبحانه وتعالى.
- المحافظة على البيت والأولاد وحفظ أسرار البيت.
- المحافظة على شرف الرجل وعرضه.