عند الـ بحث عن الصبر لابد أن نذكر الصابرين الذين صبروا على مآسيهم في الحياة، فالصبر كما قيل هو مفتاح الفرج، وكما للصبر طعم مر على متجرعه، إلا أن عواقبه دائمًا في صالح الصابرين، وفي موضوعنا اليوم عن بحث عن الصبر يقدم موقع موسوعة المقصود بالصبر لغةً واصطلاحًا، وكذلك الصبر في علم النفس والطب، والصبر في القرآن الكريم، وبعض الحكم والأمثال التي تناولت الصبر عند العرب.
بحث عن الصبر
الصبر في اللغة
الصبر في اللغة العربية هو المنع والحبس، فالصبر بمفهومه البسيط يقصد به حبس النفس عن الجزع والهلع. فيقصد بالصبر حسن الاحتمال، ويطلق على شهر رمضان شهر الصبر شهر وذلك لما فيه من حَبْس النفس ومنعها عن الشهوات.
الصبر في الإسلام
يعرف الصبر في الإسلام بأنه ترك الفعل وحبس النفس عن المحرمات ابتغاءً لوجه الله تعالى. ولا يكون الصبر عن المحرمات فحسب، بل قد يكون الصبر صبرًا على الحلال أيضا ولكن في وقتٍ محدد، وذلك مثلما في الصوم، فالصيام يعد صبرًا عما أحله الله في الوقت الذي أراده الله مبتغاة مرضاته.
الصبر في علم النفس
يعرف علم النفس الصبر بأنه عملية اتخاذ القرارات تجاه مشكلة ما، وهذه العملية قد تنطوي على تفضيل مكافأة قيمة على المدى الطويل، واحتمال الأضرار العاجلة، وهذا سلوك يختص به الإنسان دون غيره من الحيوانات، فالتفضيل بعيد المدى القائم على المكاسب البعيدة هو من ضمن السلوكيات البشرية. أما في المنظور الطبي فتحتاج كل عمليات الشفاء من مرضٍ ما الصبر والتحمل على الأعراض التي قد تكون قاسية وغير محتملة.
أنواع الصبر
تتنوع الأسباب التي قد يصبر عليها الإنسان، وهذه الأسباب التي تؤدي إلى حدوث عملية الصبر هي ما بين الصبر على الأقدار، وهذا يكون من خلال الصبر على المصائب والصبر على الأمراض وفراق الأحباب وموت الأهل وذوي القربى، أما النوع الثاني من الصبر يكون سببه طاعة الله واحتمال ما أمر الله تعالى به من أوامر قد تكون ثقيلة على النفس البشرية، ومن ضمن ذلك الصبر على الصلاة والصبر على الصوم والصبر على كل أعمال العبادات، والنوع الأخير من الصبر يكون صبرًا بالمنع، حيث أن الصبر على عدم الفعل بهدف رضا الله هو من ضمن أنواع الصبر، فالصبر على المعصية وتركها من ضمن أنواع الصبر الذي يتعرض له الإنسان دائمًا.
الصبر في القرآن
ذكر الله تعالى الصبر في القرآن الكريم من خلال العديد من الآيات والسور في مواضع كثيرة، ومن ضمن هذه المواضع ما يلي:
- قال الله تعالى في سورة البقرة: “وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ”.
- كما جاء في سورة هود قوله تعالى: “وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ”.
- وفي سورة يوسف جاء ذكر الصبر حينما قال الله تعالى: “قَالُوا أَإِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ”
- وفي آيات سورة الرعد يقول الله تعالى: “الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلَا يَنْقُضُونَ الْمِيثَاقَ وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ *وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّار * جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ”
مقولات عن الصبر عند العرب
تغنى العرب بالصبر وأشكاله ونتائجه وفوائده، حيث كثرت مقولات العرب عن الصبر، وفيما يلي نعرض بعض مقولات العرب عن الصبر:
- الصبر عند المصيبة يسمّى إيماناً، والصبر عند الأكل يسمّى قناعة، والصبر عند حفظ السر يسمّى كتماناً، والصبر من أجل الصداقة يسمّى وفاءً.
- الوهم نصف الداء، والاطمئنان نصف الدواء، والصبر أول خطو
- الصبر مفتاح الفرج.
- الصبر مطيَّة لا تكبو “علي بن أبي طالب”
- ويقول الإمام الشافعي في الصبر: يا صاحب الهم إن الهم منفرج أبشر بخير فإن الفارج الله اليأس يقطع أحياناً بصاحبه لا تيأسن فإنّ الكافي الله.