تقدم موسوعة بحث عن العنصرية وهي ما يقصد به مجموعة من المعتقدات والأفكار، التصرفات والقناعات التي ترفع من شأن وقيمة جماعة معينة من الأشخاص على حساب باقي الفئات، وفقاً لأمور موروثة ترتبط بمقدرة الأشخاص، عاداتهم وطباعهم، والتي تعتمد على بعض الأمور منها لون البشرة، اللغة، العادات، المعتقدات، الثقافة، وأحياناً مكان السكن، وقد تعطي للفئة التي تم الرفع من شأنها الحق في التحكم بمصائر من دونهم من فئات أخرى، كينونتهم، ازدرائهم وسلب حقوقهم دون سبب واضح أو مبرر معقول.
بحث عن العنصرية
لا تعد العنصرية أمراً مستحدثاً كما يعتقد البعض بل هي موجودة منذ بدأ الخليقة ووجود الإنسان على الأرض والتي تعد سبباً من أسباب الفتنة، كما أنها أبرز أسباب التفرقة ونشوب الحروب، وقد تم تصنيفها بكونها أشد الأمراض التي تصيب المجتمعات وأكثرها فتكاً بمواطنيها، ولا يمكن القول أن هناك عصر من العصور قد نجا من الإصابة بها، ومن الأمثلة التي وردت فيما مضى تجارة الرقيق التي كان يتم ممارستها من قبل بعض الدول على سود البشرة من الأفارقة، إذ كانوا يصبحون عبيداً دون أن يجدوا لذلك سبب سوى اختلاف لون بشرتهم.
أسباب العنصرية
لابد أن يكون هناك عدة أسباب يرجع إليها ظهور العنصرية وتفشيها في مجتمع ما وهو ما يطلق عليه محفزات النفس تجاه العنصرية، ومن تلك الأسباب نعرض التالي:
- الفروق المادية.
- الطعن في الأنساب والتفاخر بها.
- اختلاف الأديان، أو اللغة.
- العادات المتوارثة بين الأجيال المتعاقبة.
- الاستغلال، الجشع والطمع.
- الثقافة واختلاف الأفكار والعقائد.
- عدم الوعي بمفهوم العنصرية وما ينتج عنها من أضرار للأفراد والمجتمعات.
أسس العنصرية
في إطار تقديمنا بحث عن العنصرية هناك العديد من الأسس التي تستند العنصرية إليها من قبل من يمارسوها وسوف نوضحها في النقاط التالية:
-
لون البشرة
- ذلك بالتحديد هو ما يعاني منه ذوي البشرة السوداء في أمريكا وجنوب أفريقيا والذي قد تبين من خلال عدة حوادث حدثت ومازالت تحدث .
- وقد أشارت التقارير أن الأحداث العنصرية قد ارتفعت بشكل ملحوظ في كافة أنحاء جنوب قارة أفريقيا، بالمدارس، الجامعات، والمطاعم كما يتواجد عبر مواقع التواصل الاجتماعي كما أقرته لجنة حقوق الإنسان بجنوب أفريقيا.
-
الطبقات الاجتماعية
يتمثل ذلك في احتقار الطبقات الغنية والثرية للفقراء مع قيامهم بالتحكم فيهم، حيث يتوقف احترام الفرد منهم على مكانته الاجتماعية.
-
القومية
تشتق الكلمة من قوم أو جماعة والتي تربطهم فيما بينهم صلات محددة كالقومية اليهودية.
- المعتقدات السياسية.
أضرار العنصرية
تنقسم سلبيات العنصرية واضرارها على الأفراد والمجتمعات حيث تلحق كلاً منهما على حد سواء حيث إن الفرد إن صلح حاله ولم يصب بتلك الآفة اللعينة سلم منها سائر المجتمع وإصابة الأفراد يها يعني تفشي سلبياتها وتأثيرها على الجميع، وهو ما سوف نوضحه في الفقرة التالية:
سلبيات العنصرية على الأفراد
- نشأة الكراهية والحقد في النفوس ما بين الشخص العنصري وغيره من الأشخاص الذين تمارس ضدهم السلوكيات العنصرية.
- رفض اللقاءات والاجتماعات من أن يحضر الشخص المعرض للعنصرية لها.
- يبقى الشخص المعرض للعنصرية منبوذاً وحيداً يعاني من الاضطرابات النفسية والاجتماعية.
- تؤدي إلى تضييق فكر ومعتقدات من يمارسها حيث يفرط في الاعتزاز بنفسه والاهتمام بها فاقداً إحساسه بالآخرين.
سلبيات العنصرية على المجتمع
- تتسبب في نشوب الشرارة المولدة لاشتعال الحروب بالمجتمعات نتيجة لتعصب كل طائفة من بين طوائف المجتمع لأفكارها ومعتقداتها.
- يترتب على العنصرية توليد النزاع بين أفراد المجتمع.
- خلق أجواء يسودها الكبت والخوف وانعدام الاستقرار.
- جعل طبقات المجتمع مفككة غير مترابطة.
- تولد مشاعر الكراهية والحقد بين أبناء المجتمع.
علاج العنصرية
لا تعد ظاهرة العنصرية بالامر المستعصي والذي لا يمكن علاجه، ولكن في الحقيقة هي تتطلب جهداً عظيماً من قبل الأفراد والمجتمعات والسلطات كذلك، وقد حدث وتخلصت بعض الأمم من تلك الآفة الضارة وتمكنت من النجاح في علاجها، وسوف نعرض فيما يلي أبرز الحلول ذات الفعالية في علاجها:
- محاولة الحكومات بذل الجهد في تضييق دائرة الخلاف ما بين طبقات المجتمع، وكذلك مختلف الفصائل في المجتمع.
- تطبيق مبادئ العدل والمساواة من قبل الحكومات لكي تتمكن من القضاء على العنصرية.
- يرجع للإعلام دور عظيم وتأثير كبير على المجتمعات للقضاء على مشكلة العنصرية في بيان مدى عواقب تلك المشكلة على المجتمعات بشكل عام، والأفراد بشكل خاص.
- فرض العقوبات المشددة من قبل الحكومات وتوقيعها بكل حزم وصرامة على كل من يصدر منه تصرف عنصري تجاه آخرون.
- تعزيز الوازع الديني داخل نفوس الأفراد يرجع له الفضل العظيم في نبذ العنصرية والحد من انتهاج الأفراد لها.
- كما يعود للأسرة دور هام في ذلك حيث تمثل النواة الأولى للمجتمع لذلك لابد أن تزرع في نفوس أبنائها منذ الصغر أعظم القيم وتربيتهم على محبة الآخرين، ونبذ سلوك التفاخر والتحقير من الآخرين والتقليل من شأنهم.
- تتحمل الجامعات والمدراس جزء من تلك المهمة وكذلك كافة المؤسسات التعليمية في توعية الأجيال الجديدة والعمل على تثقيفهم وزرع الصحيح من الأفكار في نفوسهم وعقولهم.
- إلى جانب ما سبق يرجع لمنظمات حقوق الإنسان دور هام في ذلك المجال عن طريق عقد الدورات التثقيفية، ونشر الكتب التوعوية حول أهمية المساواة ونبذ العنصرية، والتمييز والفتنة بكافة أشكالها.
حديث عن العنصرية
حدثنا نبينا الكريم عن العنصرية وهو دليل قاطع على وجودها منذ القدم وأنها لا تعد من قبيل الأمور التي عرفتها المجتمعات مؤخراً كما يظن البعض ومن الأحاديث التي وردت عن الرسول صلى الله عليه وسلم في ذلك الشأن ما يلي:
- قول الحبيب المصطفى في خطبة الوداع (يا أيها الناس إن ربكم واحد وإن أباكم واحد، لا فضل لعربي على أعجمي ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى).
- ومن أساليب أشرف الخلق في محاربة العنصرية عن طريق تطبيق مبادئ العدل والمساواة إلغاء التمييز والمفاضلة بين الناس حينما ثبت ارتكاب امرأة مخزومية لجريمة سرقة استوجبت توقيع الحد عليها، وحينها لجأت قريش إلى أسامة بن زيد حتى يشفع لها عند الرسول صلى الله عليه وسلم لكي يرفع عنها العقاب حيث إنها تنتمي إلى أسرة لها مكانة عريقة، وحينما طلب أسامة ذلك من الحبيب المصطفى أجابه صلوات الله وسلامه عليه قائلاً (أتشفع في حد من حدود الله يا أسامة؟ إنما أهلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، وأيم الله، لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها)
حيث شدد الدين الإسلامي الحنيف على محاربة العنصرية بكافة أنواعها وشتى أشكالها منذ وقت بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، وتم إعلانها صراحة في القرآن الكريم، ولا يوجد تفاضل بين فرد وآخر من البشر إلى بمدى تقواه وإيمانه وخلقه القويم، وبذلك يكون بحثنا عن العنصرية قد انتهى، نتمنى أن يكون قد نال إعجابكم.
المراجع
1
2



