بحث عن الفلسفة الوضعية ورأي الشرع بها

Share your love

[wpcc-script async src=”https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js” type=”469e8e52ee010e26541e6685-text/javascript”] [wpcc-script type=”469e8e52ee010e26541e6685-text/javascript”]

تتعدد المذاهب الفلسفية وتنتشر بكثافة حول العالم بأكثر من لغة وبأكثر من فكر، ولكن تبقى جميعها معبرة عن تفكير عميق منطقي من الطراز الأول، وبالرغم من ذلك ليس من الجدير بالذكر أن نعتبره ونتعامل معه كواقع يستحق التصديق والاعتقاد، لأن الرؤى الفلسفية قد تختلف مع مسلمات عديدة دينية وغيبيات نعترف بها دون أن نراها أو نتعامل معها بجوارحنا، وفيما يلي نستعرض الفلسفة الوضعية من كل جوانبها

المقصود بالفلسفة الوضعية
تعرف الفلسفة الوضعية بأنها إحدى فلسفات العلوم التي تعتمد في تعريفاتها وأفكارها وميولها واتجاهاتها على الرأي القائل بأن مجال العلوم الاجتماعية مثله تمامًا مثل مجال العلوم الطبيعية كلاهما يحتاج لدلائل مقنعة واقعية يستند إليها الجميع، والفلسفة الوضعية تنظر إلى الأمور وتقيم مدى صحتها بعد أن تصل إلى معرفة حقيقية نحوها وهي معرفة البيانات المستمدة من التجربة الحسية، والمعالجات المنطقية والرياضية لمثل هذه البيانات.

نشأة وتفاصيل تلك الفلسفة
وتعتبر الفلسفة الوضعية أحد أهم أقسام نظرية المعرفة التي تسمي إبستمولوجيا، وهذه النظرية وأقسامها تعتبر النقيض الأول لعلوم اللاهوت وعلوم الميتافيزيقيا والغيبيات وما وراء الطبيعة ونحو ذلك من أمور بديهية غيبية سواء دينية أو تراثية اعتقدها الناس منذ قديم الأزل، وقد وضع الفيلسوف الفرنسي ” أوغست كونت” مصطلح الفلسفة الوضعية في القرن الـ 19، واعتقد أن العالم في وقت ما سوف يصل إلی مرحلة من الفكر والثقافة والعلم تنتفي بعدها كافة العلوم والقضايا الغيبية الدينية والفلسفية.

وأكد العالم الاجتماعي الكبير في كتاباته وأفكاره في أكثر من مرة، أن كل القضايا العلمية هي فقط ما سيبقى لأنها مثبتة بالعلم وبالجوارح والحواس والخبرات الواقعية، واعتقد أنه عند حدوث ذلك سوف يتم محو الدين من ساحة المجتمعات البشرية ويسعى الجميع للاهتمام فقط بالعلوم الحقيقية التي نعيشها حولنا، وأن الظواهر الطبيعية لن تعتمد على السمع والتراثيات وما ورد في كتب دينية وسماوية أيا كانت هي، وأن المجتمع سيصبح أكثر نضوجًا وتحضرًا.

تطور الفلسفة الوضعية
أخذت الفلسفة الوضعية في التطور والازدهار والانتشار في القرن الـ 20، حتى ظهر مجموعة من الفلاسفة الألمان والإنجليز وكونوا فيما بينهم فريقًا وجعلوا له مكانًا خاصًا به في مدينة فيينا وأسموه بفريق «الوضعية المنطقية»، وكان أعضاء هذا الفريق يعتقدون بأن كل العلوم البشرية الغير منطقية يجب التأكد من صحتها عبر الحس والتجربة، ويمكن أن يستثنوا من ذلك فقط القضايا المنطقية التي لا تطلب شرحصا ولا مبررات، وتهدف لتحديد طريقة تفكير البشر وتوجيهه وإنقاذه من الأفكار السيئة.

ومع مرور الوقت بدأت تلك الفلسفة في الاندثار وظهرت أنواع أخرى من الفلسفات التي قد تتفق أو تختلف معها، وكان من ضمن تلك المستجدات الفلسفية أن ظهرت بعض المدارس الاجتماعية التي سميت بفلسفة ما بعد الوضعية، وكذا مدارس الفلسفة التأويلية، ومدارس الفلسفة الظاهراتية، ومدارس فلسفة الحركة النقدية وغيرها الكثير والكثير من الأمور التي تفسر العلوم وتفند وتؤكد وتدعم وتبرز وتحلل سبل ومقومات وأهداف وآليات وأسس العلم ومدى صحته.

رأي الإسلام في الفلسفة الوضعية
الدين الإسلامي في مجمله يقوم على المعتقدات الغيبية من وجود إله ورسل وملائكة وجنة ونار وحساب وثواب وعقاب وصراط وميزان….. إلخ، وتلك الأمور في مجملها تختلف كثيرًا عن مبادئ تلك النظرية التي تلغي كل الغيبيات غير المنطقية، وكان لكثير من علماء المسلمين آراء عديدة رافضة لتلك النظرية، واعتبروا أن هؤلاء الفلاسفة المؤيدون للوضعية المنطقية ما هم إلا متطرفين مناهضين للأديان التى تدعو للقيم الحميدة والأخلاق، بينما النظرية لا تعترف بالغيبيات.

Source: almrsal.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!