نقدم إليكم اليوم عزيزي القارئ بحث عن القاضي اياس للصف الثاني متوسط ، القاضي ابن اياس هو واحد من اشهر قضاة الإسلام وكان معروفا بالفطانة والذكاء والحدس الصادق كما كان له الفضل بعد الله عز وجل في رجوع الكثير من الحقوق إلى أصحابها نظرا لما أودعه الله فيه من نور البصيرة والفطانة، كما أنه اشتهر بالقصاص من المجرمين في اسرع وقت والثأر للمظلومين دون تراخ.
اشتهر القاضي بن اياس بعدم خوفه من أحد إلا رب العزة وكان لا يخشى في الحق لومة لائم وظهر العدل في عهده كما لم يظهر من قبل كما كان قوي الحدس شديد الفراسة صادق الرؤيا لما روي المؤرخون أنه في يوم قص على أصحابة في صبيحة يوم أنه رأى أنه و أباه يركب كل منهما فرس لا يسبق احدهما صاحبه فاخبر أصحابة أنه سوف يموت في سن أبيه لا ينتقص منه شئ ولن يزيد وكان أبية قد عاش مدة ستة وسبعون عاما، وعندما جاءت الليلة التي فيها تمام عمره السادسة والسبعين قال لأصحابه : أتدرون ما هذه الليلة، قالوا ماذا ؟ قال لهم أنها ليلة تمام عمري وأخر لياليه وبالفعل أصبح ميتا .
ولمعرفة المزيد عن القاضي بن اياس بن معاوية عليكم بالبقاء معنا في موسوعة.
بحث عن القاضي اياس للصف الثاني متوسط
هو اياس بن معاوية بن قرة بن اياس بن هلال بن رباب بن عبيد بن سوأة بن سارية بن سليم بن مزينة المزني ولد في عام 46 من الهجرة وتوفي في عام 122 من الهجرة، كنيته هي أبو وائلة.
حياة القاضي بن اياس
- كان القاضي بن اياس من التابعين فقد تتلمذ على يد معاوية بن أبي سفين وقام بتحفيظه القران الكريم في سن مبكرة كما قام بتحفيظه الكثير من الأحاديث النبوية عن الرسول (صلى الله عليه وسلم) كما بعثه معاوية كي يتلقى العلم على يد رجل من أهل الذمة ويشهد له بالجدارة في حسن التعليم .
- كما تتلمذ بن اياس على يد العالم الجليل الذي لا يشق له غبار ( حسن البصري ) كما تلقى الكثير من العلوم على يد ( محمد بن سيرين ) المشهود له بالقدرة على تفسير الأحلام وقدرة كبيرة من الفراسة وصدق الحدس وتحليل الأمور .
من أعمال القاضي اياس
- كان ابن اياس يدرك تماما أن القضاء يحتاج إلى الفهم بجانب ما يحتاج إلى العلوم والدراسة فكم من الناس ضاعت حقوقها بسبب عدم الفهم من خلال القضاة وتمسكهم بالجامد من الأدلة واستدل على ذلك بالآية الكريمة في قوله تعالى ” وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ (78) فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ ۚ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا ۚ وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ ۚ وَكُنَّا فَاعِلِينَ (79) -سورة الأنبياء.
- كان من ابرز مميزاته أن لا يتأثر بالشائعات التي تتداول فيما بين الناس مهما كان انتشارها وكان يسعى لتقصي الحقائق بنفسه كما كان يأخذ بالخذ بالبراهين الدامغة ويمحص أقوال الشهود ويقارنها ببعضها البعض كما كان ينظر لأصل الشهود من حيث الصلاح وهل الشاهد من العدول فيأخذ بشهادته أم لا وفي تلك الناحية قد خالف إمامه الحسن البصري. حيث كان يقبل بشهادة كل المسلمين لأنه كان يعتبر أن الإسلام كفى به صلاح أما ابن اياس فقد كان يستدل على ذلك بقوله تعالى “مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ” من الآية : 282 من سورة البقرة حيث استدل بها على تمام الرضا من قبل القاضي للشاهد، فاشترط قبول القاضي للشاهد أولا من حيث اطمئنان قلبه له حتى يتسنى له الحكم تبعا لشهادته ولا يتأتى ذلك إلا بالتحري عن الشهود واستقصاء أحوالهم في معاملاتهم بين الناس وسلوكهم ومراقبة تحركاتهم.
طرائف القاضي اياس
عندما جاء رجل إلى ابن اياس يطلب منه أن يعلمه القضاء كان رده له أن القضاء لا يعلم فهو لا يعتمد على العلم فقط بل يعتمد بالأكثر على تفهم أحوال الناس والتعمق بملابسات الحادث والفطانة من تحديد الملابسات، فكان رد الرجل إذا علمني ما تعلمته فقال له والله إذ علمتك ما قمت فقط بقراءته فقال له أن قمت بتعليمك ما علمته فهل سأعطيك عقلي!
بالطبع فان القضاء هو منحة ربانية من الاستبصار واستجلاء الحقائق وقبس من نور يمنحها رب العزة لعباده الأتقياء ليستدلوا بها ويستعينوا بها إلى على البت في الأمور والحكم بين الناس فليس كل قارئ بعالم وليس كل عالم يصلح قاضيا.