تعتبر النميمة هي واحدة من العادات السيئة التي يقدم الكثير من الأشخاص على فعلها وبالأخص في الفترة الأخيرة انتشرت بين الكثير من الأشخاص، والغريب في الأمر أن هناك بعض الأشخاص أصبحوا يتباهون بتلك الأفعال وينشرونها بينهم، وبالرغم من أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد حذرنا من النميمة، ومنع الله عز وجل دخول الجنة للأشخاص النمامين إلا أن هناك من يقوم بفعلها
تعريف النميمة :
هي عبارة عن نقل الكلام بين الناس والتوقيع بينهم وأيضا الإفساد بين الناس وانتشار البغضاء بينهم .
وقد ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم الكثير من الأحاديث الشريفة التي تتكلم عن النميمة وأضرارها وأيضا عقاب النمام وتعتبر النميمة من الآثام الكبيرة وأيضا المعاصي الكبيرة .
ما هو النمام :
هو الشخص الذي يتحدث عن الناس من ورائهم عليهم ويكشف للناس ما لا يجب كشفه ويحدث نتيجة ذلك بغضاء وعداوة شديدة بين الناس وتجد النمام له صفات معروف بها فإنه يحب أن يجلس في المجالس بين الناس حتى يسمع حديثهم والكلام الذي يدور بينهم حتى بعد ذلك يقوم بالنم عليهم عافانا الله وإياكم .
وتجده أيضا كثير الحلف يحلف على هذا وعلى ذاك ليصدق كلامه الناس .
وتجده سرعان ما إن سمع كلام سيء أو أحد يتكلم عن أحد بسوء أو غير ذلك حتى يهرع ليخبر الذي تكلم عنه بما سمعه وهو يعلم أنه ينشر العداوة بين الناس ولكنه مصر على أفعالة وتعتبر النميمة آفة ومرض أنتشر بين الناس في مجتمعنا هذا .
دوافع النميمة :
- هناك أسباب تقوم بدفع ذوى القلوب الضعيفة إلى النميمة بين الناس ومنها جهل بعض الناس بحرمة هذه الأفعال المسيئة وأنها من كبائر الذنوب عند الله وأنها من الممكن أن تهدم بيوت وتشيع البغضاء بين الناس.
- عندما يكون الشخص النمام يحمل في نفسه غل وحقد وحسد للناس فيحب أن يوقع بينهم .
- أيضا من الممكن أنه ليجارى الحديث في المجالس يبدأ بنم الناس حتى يجاريهم في الكلام وينتبهوا له ويحبونه ظنا منه بذلك .
- أنه يريد أن يضر شخصا ما أو يوقع به فيحكى عنه للمسئول أو الحاكم حتى يلحق الضرر به .
- عندما يريد أن يظهر حبه لشخص ما فيبدأ في النم ليخبره أنه من أعوانه ويحبه ويخاف عليه وهو بذلك يضره .
- أيضا عندما يظنون النمامون في المجالس على سبيل المزاح والضحك فينمون على الناس ويضحكون .
- عندما يريد أن يعرف أسرار أشخاص فيتكلم على الناس حتى يجاروه فى الكلام وينمون على الناس.
ما الذي يجب علينا فعله مع النمام :
- يجب علينا ألا نصدق كلامه وحديثه تماما وألا يشهد ونرد له شهادته فهو كذاب .
- يجب علينا أيضا أن ننهاه على ما يفعله وننصحه بالابتعاد عن النميمة .
- أن نبغضه في ذلك ونكرهه في هذه المعصية والذنب الكبير وأن نحببه في التوبة والقرب إلى الله .
- يجب علينا ألا نقوم بالتجسس على الناس حتى نتأكد من حديثه أو كلامه .
- ألا ننهى النمام عن ذلك ثم نقع في النميمة ونقوا هذا جاء لي وقال كذا وكذا وقد نهيته عن ذلك فحذارى أخي المسلم .
صفات النمام :
- للنمام تسع صفات مذكورة في القرآن الكريم ومنها أنه حلاف أي كثير الحلف فعندما يتحدث مع الناس يقوم بالحلف الكثير ظنا منه بأنهم سيصدقونه لو حلف لهم.
- ثانيا أنه مهين وهو أنه لا يحترم نفسه ويهينها بكثرة الحلف وهى صفة بغيضة تقلل من قيمة الشخص.
- ثالثا هماز وهو الشخص الذي يهمز ويغمز للناس في المجالس ويشير لبعض الناس في المجالس لينم بعد ذلك عليهم .
- رابعا أنه مشاء بنميم أي أنه يمشى بين الناس بالنميم والبغض حتى يوقع بينهم وينشر الكره والبغض بينهم .
- خامسا أنه مناع للخير فهو بهذا الفعل يمنع الخير القادم له ولغيره .
- سادسا أنه معتد أي أنه يتعدى ويتجاوز عن الحق والصدق والعدل بين الناس .
- سابعا أنه أثيم أي أنه يقوم بفعل أثيم ومصر عليه .
- ثامنا أنه عتل أي بغيض وذو شخصية مكروهة بين الناس وتجتمع فيه كل الصفات البغيضة .
- تاسعا وأخيرا أنه زنيم وهذه أيضا صفة بغيضة لكل نمام .
عقوبة النمام :
( لا يدخل الجنة نمام ) والله تكفى هذه الجملة حتى نبتعد كل البعد عن النميمة نهائيا عافانا الله وإياكم من النميمة وشرورها.
قصة صغيرة عن النميمة:
يحكى أنه ذات مرة كان رجل يمشي في أحد الأسواق وأثناء سيره للتسوق وجد أحد التجار الذين يقومون ببيع العبيد، ووجد معه عبدا واحدا فسأله الرجل لماذا تريد بيع هذا العبد، ووما هي غيوب ذلك العبد؟
فرد عليه التاجر وقال له: أن هذا العبد لا يوجد فيه سوى عيب واحد فقط!
فتعجب الرجل وقام بسؤاله عن ذلك العيب الوحيد، فقال له التاجر: أن هذا العبد نمام، أي يحب دائما أن يقوم بنقل الكلام والأحاديث بين الأشخاص ليوقع بينهم، فقال الرجل: هذا عيب بسيط جدا، سأشتري هذا العبد لي ولمنزلي.
وبالفعل اشترى الرجل العبد من التاجر وسار به على منزله، وفي اليوم التالي خرج الرجل، وظل العبد في المنزل مع زوجة الرجل، وحينها ذهب العبد إلى زوجة الرجل، وقال لها: إن زوجك يريد الزواج بواحدة أخرى غيرك، لذلك فأنا أنصحك بأن تقومي بأخذ شيء من ملابس أو شعرة من أحد شعيرات وجهه أو رأسه، وذلك لتذهبي بها إلى أحد الدجالين الذين سوف يمنعون زوجك من الزواج مرة أخرى.
وبالفعل نويت الزوجة على تنفيذ تلك الخطة، وعندما عاد الزوج قال له العبد أن زوجتك تريد أن تقتلك وذلك حتى تستطيع الزواج من رجل آخر هي على علاقة به، فلم يصدق الرجل في البداية كلام ذلك العبد.
ومع حلول الليل أقدمت الزوجة ناحية زوجها ومعها موس وذلك من أخذ خصلة من شعره أو بعض شعيرات ذقنه، وحينها رآها الرجل وتذكر كلام العبد الذي قاله له منذ قليل، وحينها قام الزوج حتى يأخذ بحقه من زوجته التي تريد قتله، ومن ثم قام بضربها بالموس في بطنها، وهذا ما أدى إلى موتها في الحال.
وعندما علم أهل هذه الزوجة قاموا بالانتقام من الرجل وأقدموا على قتله هو أيضا، ونشبت الكثير من النيران بين الأهالي بسبب النميمة التي استوهن بها الرجل في البداية عند شراؤه للعبد النمام.