كان رسول الله صلي الله عليه وسلم طلما أتاه الوحي ونزل عليه جبريل ببعض ايات من القران يأمر بان يتم تدوينها. فقام الرسول صلى الله عليه وسلم بجمع بعض الكتاب من الصحابة وتعيينهم للقيام بكتابة ما ينزل به جبريل على الرسول صلى الله عليه وسلم. واستخدم كتاب الرسول من الصحابة اغصان النخيل والحجارة والزقاق والاضلاع في الكتابة. وكلما كان ينزل ايات من الوحي على محمد صلى اللع عليه وسلم كان يتم تسجيلها وحفظها حتى تم تسجيل جميع ايات القران الكريم في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم. ولم يتوفي الرسول الا بعد ان تم تسجيل جميع ايات القران الكريم ولم يكن يتبقى الا ان توضع في مصحف واحد.
اما عن السنة النبوية فكان الامر مختلفا ولم يتم كتابتها او تدوينها كما تم كتابة القران الكريم في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم.هذا ولم يطلب الرسول من اصحابه ان يقوموا بكتابة السنة النبوية عنه وبالفعل لم يتم كتابتها في حياة الرسول لعدة اسباب منها
• ان الصحابة قد عاشوا مع الرسول صلى الله عليه وسلم لمدة تقرب من ثلاثة وثلاثين عام فكان من الصعب ان يقوموا بتدوين جميع المواقف والأحكام التى تحدث في هذه المدة الطويلة لان هذا يتطلب تفرغا كبيرا والبفاء مع الرسول صلى الله عليه وسلم معظم الأوقات.
• ومن الأسباب ايضا ان الرسول صلى الله عليه وسلم كان لا يريد ان يختلط الأمر على المسلمين ويصبح من الصعب عليهم التفريق بين ايات القران الكريم واحاديث السنة النبوية لذلك لم يطلب تدوين السنة النبوية من الصحابة.
• ومن الأسباب الهامة ايضا ان معظم الصحابة كانوا لا يستطيعون القراءة والكتابة الا الصحابة من الكتاب الذين قد تفرغوا لكتابة ايات القران الكريم وكان عددهم قليل لا يسمح بان ينم تدوين احاديث السنة النبوية نظرا لتشعبها وكثرة مواضيعها لانها تضمنت جميع مواقف الرسول صلى الله عليه وسلم حتى وفاته.
هذا وقد قرر الصحابة في عهد الخلفاء الراشدين عدم تدوين احاديث السنة النبوية لأنهم كانوا يخافون ان يختلط الأمر على المسلمين او يقوموا بترك القران الكريم والالتفات الى السنة النبوية. وفي بداية عهد الخلفاء الراشدين لم يتم تدوين اي جزء من اجزاء السنة النبوية حتى اتي عمر بن الخطاب رضي الله عنه واستشار الصحابة في تدوين السنة النبوية لحفظها من الضياع. وقام عمر بن الخطاب باستخارة الله ثم قرر بعد شهر من الحيرة ان لا يقوم بتدوين السنة النبوية حتى لا تزاحم القران الكريم. ثم جاء من بعد ذلك عمر بن عبد العزيز وقرر تدوين السنة النبوية وحفظها بعد ان ادرك المسلمون الفرق بين القران الكريم والسنة النبوية.
هذا وقد اختلفت المناهج التى يتبعها الصحابة الذين قاموا بكتابة السنة النبوية كما يلى
• بعض الصحابة قد اعتمدوا على البحث عن الصحيح من الاحاديث وتدوينه وتحري الدقة في كتابة وتدوين جميع الاحاديث النبوية مثل الأحاديث المنقولة عن الامام البخاري وعن الامام مسلم والامام ابن خزيمة.
• ومن الصحابة من اعتمدوا على الأحاديث الصحيحة والاحاديث القريبة من الصحيحة والتى تم حفظها بواسطة بعض الاشخاص الموثوقين فتضمنت كتاباتهم الصحيح والحسن والمقبول من الاحاديث مثل الاحاديث المنقولة عن الامام الترمذي والامام النسائي والامام ابي داود
• وبعض الصحابة قد اعتمدوا على تجميع كل ما تم نقله عن الرسول صلى الله عليه وسلم وقام بكتابته ولكنهم لم يقوموا بتحرى الصحة في تدوين الاحاديث النبوية مثل الاحاديث المنقولة عن الامام ابن ماجه والامام عبد الرازق الصنعاني.
وقد تم تجميع احاديث السنة النبوية في كتب خاصة تنقسم الي
• كتب الجوامع وهي كتب تم تجميعها من احاديث السنة النبوية وهي جمعت كل ما قيل عن الرسول صلى الله عليه وسلم في العقائد والعبادات والغزوات ولكن لم يتم تحري الصحة والدقة في جمعها الا في كتاب الصحيح الجامع للامام البخارى الذي قد تحرى الصحة والدقة في جمع الاحاديث النبوية وهو من أكثر الكتب صحة ويوضع في المرتبة الثانية بعد القران الكريم.
• كتب السنن وهى كتب تم تجميع الاحاديث النبوية بها مقسمة بحسب تقسيم ابواب الفقه فقد تم تقسيمها الى باب الصلاة وباب الصوم وباب الطهارة وباب الزكاة وباب الحج وغيرها ومن اشهر كتب السنن هي سنن النسائي وسنن ابن ماجه وسنن الدرامي.
• كتب المسانيد وهي كتب تم تجميع الاحاديث النبوية بها بعد القيام بإسناد الأحاديث النبوية إلى من قام بحفظها وسردها ومن اشهر كتب المسانيد مسند الامام احمد ابن حنبل ومسند أبي بكر عبد الله بن الزبير الحميدي.
• المصنفات واحتوت هذه الكتب على الاحاديث الموقوفة والاحاديث المرفوعة والاحاديث المقطوعة وقامت هذه الكتب بتجميع الاحاديث بحسب تقسيم ابواب الفقه ولكنها لم تقتصر على نقل الاحاديث النبوية فقط بل نقلت الاقوال التى تم سردها عن الصحابة وعن التابعين واتباعهم ومن اشهر المصنفات المصنف لأبي بكر عبد الرازق ابن همام الصنعاني والمصنف لابي سلمة حماد بن سلمة البصري.