سنعرض في مقالنا اليوم تعريف الرياء ، فاللغة العربية مليئة بالكلمات المختلفة التي تحمل الكثير من المعاني، والمفاهيم، فهي لغة الضاد التي تعتبر من أقدم اللغات على مستوى العالم، وقد أنزل الله عز وجل القرآن الكريم على نبينا مُحمد باللغة العربية.
وسنتحدث خلال السطور التالية عن إحدى الكلمات الموجودة في هذه اللغة، وهي الرياء ومعناها فعل الأشياء لكي يراها الآخرين، وهو مصطلح إسلامي الأصل، ويطلق على الشخص الذي يفعل الأشياء بقصد أن يراها الأفراد الآخرين من حوله؛ حتى يقول الناس عنه أنه شخص صالح، وأيضاً يقوم بذلك لكي ينال رضا الناس، ولكنه في الحقيقة لا يهتم بنيل رضا الله عنه، والمضاد لهذه الكلمة هو الإخلاص في العمل.
وللتعرف على مزيد من المعلومات والتفاصيل عن هذه الكلمة، ومعانيها عليك أن تتابع السطور التالية على موسوعة.
تعريف الرياء
إن كلمة الرياء في اللغة مصدر مادته ر – أ – ي، وأصل هذه الكلمة هو طلب المكانة والمنزلة داخل قلوب البشر، من خلال فعل الخير أمامهم لكي يعتقدون أنه شخص صالح.
وقد قال الله عز وجل في كتابه العزيز: “يراءون الناس”، وقال أيضاً في القرآن الكريم:”يراءون ويمنعون الماعون”.
وكمثال نجد أن هذه الكلمة معانها أن الشخص يصلي حينما يراه الناس ، ولكن إذا لم يُشاهده أحد نجده يترك الصلاة، وهذا الأمر يُطلق عليه الرياء.
وقال الله عز وجل بطراً ورئاء الناس وهو المرائي، ومعناها أنه يفعل الشيء من أجل الناس، ولا يفعله بالنية.
مثال: إذا عمل الرجل عملاً صالحاً فإنه يعمل رياءً، وليس لوجه الله.
كلمة الرياء في القرآن الكريم
قال الله عز وجل في سورة البقرة:”يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالْأَذَىٰ كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا ۖ …….(264)”.
احاديث عن الرياء
إن الرياء يعتبر من أخطر الأمراض الباطنية التي تُصيب الإنسان، وهي يُقصد بها العمل من أجل إرضاء الناس، وليس لوجه الله.
وهناك عدد من الأحاديث الشريفة تحدثت عن الرياء ومعناه وجزاء الأشخاص الذين بداخلهم رياء ومن بينها الآتي:-
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:”يخرجُ في آخرِ الزمانِ رجالٌ يخْتِلون الدنيا بالدِّينِ يلبَسونَ للناسِ جلودَ الضَّأْنِ من اللَّينِ ، ألسنتُهم أحلَى من السُّكَّرِ، وقلوبُهم قلوبُ الذِّئابِ، يقول اللهُ: أَفَبي تغْتَرُّونَ، أم عليَّ تَجْتَرِئونَ، فبي حلفتُ لأَبْعَثَنَّ على أولئكِ منهم فتنةً تدَعُ الحليمَ فيهم حَيْرَانَ”.
عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:”مَن طلَب الدُّنيا بعملِ الآخرةِ طُمِس وجهُه وعمي ذكرُه وجُعِل من أصحابِ السَّعيرِ”.
عن محمود بن لبيد الأنصاري، عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:”إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال:”إنَّ أخْوَفَ ما أخافُ عليكم، فذَكَرَ مَعْناه، أي مَعْنى حديثِ: إنَّ أخْوَفَ ما أخافُ عليكم الشِّركُ الأصغَرُ، قالوا:”وما الشِّركُ الأصغَرُ يا رسولَ اللهِ؟”، قال:الرِّياءُ، يقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ لهم يَومَ القيامةِ، إذا جُزِيَ الناسُ بأعْمالِهِم:اذْهَبوا إلى الذين كُنتُم تُراؤونَ في الدُّنيا، فانْظُروا هل تَجِدونَ عندَهم جَزاءً!”.
عن القاسم بن مخيمرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:”لا يَقبلُ اللَّهُ عملًا فيهِ مِثقالُ حبَّةٍ من خَردلٍ مِن رياءٍ”.
خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس فقال:”يا أيُّها النَّاسُ اتَّقوا هذا الشِّركَ، فإنَّهُ أخفَى من دَبيبِ النَّملِ فقالَ لَهُ من شاءَ اللَّهُ أن يقولَ: وكيفَ نتَّقيهِ وَهوَ أخفَى من دبيبِ النَّملِ يا رسولَ اللَّهِ؟ قالَ: قولوا اللَّهمَّ إنَّا نعوذُ بِكَ من أن نُشْرِكَ بِكَ شيئًا نعلمُهُ، ونستَغفرُكَ لما لا نعلمُهُ”.
وغيرها من الأحاديث الشريفة الأخرى التي تحدثت عن الرياء وأمرنا رسولنا الكريم على تجنبه، وأوضح لنا جزاء من يكون في قلبه رياء.
علامات الرياء
هناك مجموعة من علامات الرياء يُمكن للإنسان ملاحظتها في ذاته، لكي يَعلم أن قلبه مُصاباً بهذا المرض، أم لا، فإذا كان بداخله رياء فعليه أن يُعالج نفسه سريعاً، ويبحث عن العلاج، لكي يتخلص من هذا الداء، ومن بين العلامات الخاصة به الآتي:-
- أن يتكاسل الفرد عن القيام بالإعمال الصالحة، وإذا كان وحده يتثاقل عليه.
- أن يتعمد الفرد ويقتصد دائماً إظهار كافة الأعمال الصالحة التي يقوم بها، والتحدث عنها دائماً وإخبار الآخرين بكل ما يفعله من طاعات، وخير، وحسنات؛ وذلك من أجل الحصول على رضا ومدح الناس، وليس رضا الله.
- عندما ينشغل الفرد في فرض الكفاية ولا ينشغل بفرض العين، فيكون مُعترض على تعلم العقيدة وتصحيح العبادات وإنما يقوم بالاستنباط والترجيح من الأقوال الفقهية.
- إذا أكثر الشخص من الجدال والكلام دون أساس أو علم.
- أن يجتهد الفرد وينشط لكي يعمل كل صالح، ويُبادر في الخير عندما يكون حوله مجموعة من الناس، ويقوم بذلك فقط من أجل أن يُظهر أعماله وأفعاله الخيرة أمام الأشخاص؛ حتى يحصل على ثناء ومدح من الآخرين على الأفعال التي قام بها الشخص.
- حينما ينتقص الإنسان في علمه ويُقلل منه؛ بسبب ذم الناس إليه، وعدم إعجابهم بأفعاله.