التشرد كلمة ضمنية المعاني بها إيحاء لألاف المشكلات المتعلقة بهذا المعنى، فهو وباء يعني فقد كل شيء إنساني تقريبا، ويدلل على التفاوت الطبقي الاجتماعي وسوء التخطيط السيادي للدولة ومراعاة المواطنين.
تشرد من شرد أي بعد عن الطريق المحدد، وهو يتضمن معنى الانحراف، والتشرد هو جريمة البشرية ضد بعضها البعضن وخاصة من الأباء الشهوانيين غير المسئولين في تحمل المسئولية ولا اعتبارات النتائج المترتبة عنها، كذلك هو جريمة أخلاقية وخلل تعامل اجتماعي بسبب القناعات والاختلافات التي تشمل الأطماع والبلطجة وسلب الحريات والحقوق، بل ومن قبل ذلك الضمير والدين والتعاطف القلبي الصادق الذي يعني به التواصل الحقيقي بين الناس وبعضها.
منشأ التشرد:
بالنظر إلى التاريخ الإنساني من الناحية النفسية لا الواقعية فأصل التشرد نابع من انحراف التفكير العقلي وغياب الفطرة التي تراعي الحق والواجب، ومع ذلك فهناك أحوال لا يكون فيها للتدخل لبشري سبب ولكن المعالجات البشرية تكون هي العامل في استمرار تلك الظاهرة.
من أسباب التشريد والتشرد:
- عوامل غير بشرية مثل الحوادث والإنهيارات العقارية أو الزلازل أو أنماط الفيضانات والسيول المائية، أو العواصف العاتية.
- عوامل بشرية وهي الاغلب وتنقسم لأحوال عالمية: كنشر الحروب والنزاعات الطائفية والإبادة الجماعية وتخريب المنازل والتهجير وما شابه ذاك.
- وأمور اجتماعية كسوء التنشئة الاجتماعية والسلوكيات الأخلاقية المشينة المتأثرة بحب الذات وغياب التدين والانفلات من تعاليم الدين.
- أحوال الدول الاقتصادية كعموم الفقر والمجاعات و النظام البدوي في الترحال وانعدام الموارد المعيشية الكريمة ومنها البطالة و تفشي المواد المخدرة التي لها أثر كبير في هذا التشرد.
أنواعها:
- تشرد الصغار وهو متمثل في انماط التسول والنوم بالشوارع وأولاد الشارع وعمالة الأطفال
- تشرد الكبار لأسباب مرضية أو جنون عقلي او أمراض إعاقة ذهنية، أو حتى للعقوق العائلي والأسري، أو للفقر.
- تشرد الإناث وقد بدأت هذه الموجة الحديثة من التشرد بالظهور رغم قلتها سابقا إلى حد كاد يكود منعدما، ولكنها لوحظت مؤخرا وأغلب أسبابها الاضطهاد الأسري للمتشردة، او فقد الذاكرة وغيرها.
النتائج والمترتبات على تفشي ظاهرة التشرد بالمجتمعات:
- ضعف الارتباط الاجتماعي وسوء الاخلاق وانتشار العنف والجرائم خاصة سفك الدم واعتداءات الجسد و غيرها وبالتالي تفشي ظواهر أخرى مثل اختلاط النسب والأطفال بلا أبوين والسرقات والأحقاد و غيرها.
- سوء الوضع الاجتماعي لأقارب المشردين ولحقوق المشرد كإنسان خلق له قيمة ولا ذنب له أن اضطردته الأحوال والقسوة العنيفة لمحيطة إلى تشريده.
- وكذا تلويث المظهر العام للدولة والأماكن التي يكثربها المشردين،وتقذيرالمكان بأنواع شتى من الملوثات الضوضائية والمظهرية و انتشار الأوبئة ونقل العدوى بسبب عدم رعاية هؤلاء وتوفر أماكن لهم.
- تساعد نلك الظاهرة على انتشار التجارات المحرمة خاصة الاتجار بالبشر والأعضاء وانتقالها لغير المشردين.
- البطالة سبب للتشرد والتسول ومع تزايدها بدون حلول تترتب أثار أكثر حدة على الظواهر الناتجة عنها، وكم من عائلات كريمة حدث بها تشريد لفرد او لكل أفرادها بسبب الفقر والتبطل، وبأدق حال في أوقات الحروب والتهجير السياسي أو العالمي أو الطائفي.
أولويات المشردين:
الأساسيات الضرورية من مأكل ومشرب وكساء ثم مأوى وملاذ من الخواطر البشرية والبيئية المتوقعة وتقلبات الجو بما يصاحبها من ناقلات العدوى.
يلي الضروريات تكوين مصدر دخل وتعامل أدمي مع المحيطين به، وهي انواع مطلبية تمثل حقه على الدولة والأخوة البشرية والدينية في عالم الحياة.
دور المسئولين عن الدولة وذوي السلطة:
- تفعيل أدوار الإرشاد الأسري والنفسي في كل القرى ومعاقبة المسئولين عن تواجد نزاعات لم يفصل فيها
- توظيف أفراد امن لمراقبة المتسولين وأطفال الشوارع والمشردين واتخاذ إجراءات جمعية لهم في أماكن تخصص تلقائيا لرعايتهم وحل أزماتهم أو التوصل لعائلاتهم.
- جعل الفحص الوراثي أساسا من أساسيات المعلومات الشخصية لكل فرد كبير أو صغير لسهولة العودة إليها في قواعد بيانات المواطنين، وخاصة في حال تواجد جرائم مرتككبة بغير محلات إقامة أصحابها، أو التشرد بسبب الأمراض الذهنية أو العصبية.
- تخصيص أماكن للمشردين المختلين وفاقدي التمييز العقلي بأماكن مخصصة على نفقة الدولة.
- حل مشكلات التضخم واتساع الفروق المادية بين الطبقات الإجتماعية خاصة بأوساط ذوي السلطة ولصوص الأموال العامة.
- تخصيص دوررعاية للفتيات والنساء المشردات وتوظيفهن بأعمال يدوية يتم تعليمهن عليها أو إشراكهن بالخدمات التطوعية بمقابل يعيلهن، في حالات عدم التوصل لذويهن.
- ضبط السلوك الأخلاقي للأفراد باشتراط شهادات حسن الخلق والعمل التطوعي في حالات العمل بالجهات الحكومية أو الخاصةن ومعاقبة المحيدين عنها