‘);
}

نسب عقبة بن نافع ونشأته

هو عقبة بن نافع بن عبد القيس بن لقيط بن عامر بن أميّة بن الظرب بن الحارث بن عامر بن فهر القرشي، وُلد في عهد رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- إلّا أنّه لم يصحَبه، وذلك قبل عام واحد من الهجرة النبوية، ووالداه من السابقين إلى الإسلام؛ وبهذا يكون قد وُلد ونشأ في بيت من بيوت الإسلام، وهو أخ لعمرو بن العاص -رضي الله عنه-،[١] وأمه هي النابغة؛ ولهذا فعقبة يُعدّ أخاً لعمرو بن العاص لأمّه، إلّا أنّ هناك روايات تذكر أنّهم أبناء خالة، وأخرى أنّ عقبة ابن أخت عمرو بن العاص، وخلاصة ذلك أنّه من أقرباء عمرو بن العاص،[٢][٣] وقد تأثّر عقبة بن نافع بالبيئة التي تربّى ونشأ فيها؛ فشارك في الفتوحات الإسلامية، بل إنّ عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- ولّاه قيادة الجيوش؛ لشجاعته وقوّته، علماً أنّ عمر كان يعطي القيادة للصحابة فقط، إلّا استثناءً في حقّ عقبة، ولمعَ نجمُ عقبة كقائدٍ ومحاربٍ، خاصة في المغرب العربيّ،[٢] ومن أحفاده: يوسف بن عبدالرحمن بن حبيب بن أبي عبيدة بن عقبة من نافع من القادة المشهورين، ومثله كان حفيده عبدالرحمن بن حبيب بن أبي عبيدة بن عقبة بن نافع.[٤]

مناقب عقبة بن نافع وشخصيته العسكرية

يُذكَر من مناقب عقبة بن نافع أنّه كان مُتديِّناً وشجاعاً وحازماً، إلى جانب أنّه كان ذا دعوة مُجابة،[٥] وما وصل عقبة هذه المنزلة الرفيعة في الجهاد والقيادة إلّا لمُقوّمات كانت عنده؛ فقد كان يتّقي الله في شأنه كلّه، ويُكثر من ذِكره، والاستعانة به، وتفويض الأمر إليه، وكان يعتقد بأنّ النصر من عند الله، وأنّ انتصار المسلم هو انتصار لعقيدة الله -سبحانه وتعالى-، وكان حَسَن المعاملة مع جنوده؛ فكان يُحبّهم ويُحبّونه، ويثق بهم، ويطمئنّ على أمورهم، ويُجازي المُحسن منهم بما يستحقّ من الخير، ويتغاضى عن أخطائهم الصغيرة، ويُعاتب المُقصّر والمُخطئ بعبارة حَسنة، ولا يتتبّع عوراتهم، ولا زلّاتهم.[٦]