‘);
}

الأنبياء

يُطلق لفظ النبي على مَن أوحى إليه الله -سبحانه- بشريعةٍ سابقةٍ، ليجدّدها في نفوس العباد، إذ إنّ كلّ رسولٍ نبي، فلم تُترك أي أمةٍ إلّا أرسل الله لهم رسولاً أو نبياً، إلّا أنّه لم يُذكر منهم إلّا خمسةً وعشرين في القرآن الكريم، وهم: آدم، وإبراهيم، وإسحاق، ويعقوب، ونوح، وداود، وسليمان، وأيوب، ويوسف، وموسى، وهارون، وزكريا، ويحيى، وعيسى، وإلياس، وإسماعيل، واليسع، ويونس، ولوط، وإدريس، وهود، وصالح، وشعيب، وذو الكفل، ومحمد عليهم الصلاة والسلام جميعاً، واصطُفي منهم نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد ليكونوا أولي العزم،[١] وآتياً تفصيل أخبار بعض الأنبياء عليهم السلام.

موسى عليه السلام

موسى كما ذُكر في القرآن الكريم

لُقّب موسى بن عمران -عليه السلام- بكليم الله، وقد أرسله الله لدعوة فرعون الذي أراد من الناس أن يعبدوه من دون الله، كما كان يُقتّل الأولاد؛ خوفاً من زوال مُلك الفراعنة، حيث قال الله -تعالى-: (إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ)،[٢] ولمّا رأى فرعون أنّ بني إسرائيل بدأوا بالفناء؛ أمر بقتل الأولاد في سنةٍ وعدم قتلهم في سنةٍ أخرى، وحين حملت أم موسى بابنها أخفت حملها إلى أن وضعته، ولمّا ولدته ألقى الله في روعها أن تُخفيه في تابوتٍ، وتضعه في النهر، وبشّرها الله أنّ ابنها سيرجع إليها، وسيكون من المرسلين، وقد حظي به أناسٌ من بيت فرعون، فذهبوا به إلى زوجة فرعون، وأبقته في بيتها، فكانت هدايتها على يده، ولم يقبل موسى أن يرضع من أي امرأةٍ، وكانت أمّه قد أرسلت أخته لتتلمّس أخباره، فعلمت بذلك، فأشارت على إرضاعه من أمّها، فتحقّق وعد الله بإرجاع موسى لأمّه، فعاش موسى في قصور فرعون، حتى إذا بلغ من العمر أربعين سنة بدأ الله بإرسال الوحي إليه، وهيّأ الله له بعد ذلك أسباب الهجرة إلى مدين؛ بقتله القبطي، وسخّر الله له الزواج بإحدى الفتاتين اللتين سقى لهما، مقابل العمل عند أبيهما.[٣]