‘);
}

مشكلة نقص المياه

تشكّل المياه ما نسبته 70٪ من كوكب الأرض، إلا أنّ المقدار المتاح للاستخدام منها هو 3٪ فقط، حيث تمثّل هذه النسبة مقدار المياه العذبة التي يمكن للإنسان استعمالها في كافة مجالات الحياة كالشرب، والاستحمام، والزراعة وغيرها من الأنشطة الأخرى، في حين أنّ ثلثي هذه المياه تبقى حبيسة الأنهار الجليدية المجمدة، أو أنّها غير متاحة للاستعمال البشري، ويُذكر أنّ ما معدله 1.1 مليار إنسان حول العالم يواجهون مشكلة في إمكانية حصولهم على كفايتهم من المياه، فيما يعاني 2.7 مليار شخص تقريباً من ندرة المياه لمدة شهر على الأقل خلال العام، فيما يوجد ما عدده 2.4 مليار شخص ممن يعانون من عدم كفاية قطاع الصرف الصحي في مناطقهم؛ وهو الأمر الذي يعرّضهم للأمراض التي تنتقل عبر المياه مثل حمى التيفوئيد والكوليرا وغيرهما من الأمراض، وتجدر الإشارة إلى أنّ هناك ما معدله 2 مليون شخص يموتون كل عام بسبب الإسهال نتيجة تلوث المياه ويكون غالبيتهم من الأطفال.[١]

تتعدّد أسباب ندرة المياه في مناطق مختلفة، ففي الحين الذي يمكن أن تكون هذه المشكلة ناتجة عن عدم توفر موارد مياه طبيعية تزوِّد المنطقة بحاجتها من المياه، يمكن أن تكون بسبب سوء إدارة الموارد المائية وتوزيعها بشكل غير متساوٍ أيضاً،[٢] إذ يُشار إلى أنّ الأرض تحتوي على ما يكفي لحوالي 7 مليارات شخص من المياه العذبة، لكن الإنسان يساهم في تلويث أو تبديد جزء كبير منها، بعدم إدارته لمصادرها بشكل متوازن يضمن الحفاظ على ديمومتها.[٣]

تؤدي مشكلة ندرة المياه إلى اختلال النظم البيئية وذلك من خلال الطلب المتزايد على موارد المياه الجوفية والسطحية، مما يشكّل خطر الاستخدام الجائر لها، وهو الأمر الذي لا يخلو من التهديد الاقتصادي للدول الفقيرة التي غالباً ما تعاني نتيجة لقلّة توافر المياه فيها من ترحيل الأفراد وهجرتهم القسرية، عدا عن انتشار المجاعات والأمراض التي تحتاج لتدخّل المنظمات الإنسانية على اختلافها،[٤] لذلك تعهدت الكثير من الدول والبلدان بمواجهة هذه المشكلة ومحاولة إيجاد حلول فعلية لها، وتعنى الأمم المتحدة بذلك الأمر خاصةً؛ لحاجة الجماعات للمياه النظيفة وكفاءة نظام الصرف الصحي لتحسين ظروف الحياة.[٥]